5 أكتوبر 2011

تعز تحت قصف ''إقليمي''


05-اكتوبر(10)-2011

 
نبيل سبيع - صحيفة الأولى:

لا تبدو الثورة السلمية في تعز اليوم تحت نيران علي عبدالله صالح قدرما تبدو تحت نيران القوة الإقليمية العظمى في اليمن: السعودية.
تسلم صالح أمس من الرياض رسالة بدون مناسبة سوى تأييد "العاصمة السياسية" له والتعبير عن سعادتها باستقباله لأكثر من ثلاثة أشهر ولم تمر ساعات حتى وجدت تعز نفسها تحت نيران الرجل العائد لتوه من "عاصمته السياسية"! يفهم من الرسالة أنها رد سعودي على الشائعات التي دارت مؤخرا حول أن صالح، الوكيل السعودي الأول في اليمن، طرد من المملكة. وهي، إذا صحت هذه القراءة، رسالة تأييد سعودية للطرف السعودي الممثل في النظام أمام الأطراف السعودية الأخرى التي انشقت عن النظام وانضمت الى الثورة. وقد كانت هذه الأطراف وراء إختراع هذه الشائعات التي أتت في إطار لهاثها المستمر خلف سراب الرضا السعودي عن الثورة!
السعودية لن ترضى عن الثورة في كوكب "المريخ" ناهيك عنها في اليمن، البلد الذي تعده "حوشا" خلفيا لها. هذا أمر واضح لأقل هواة السياسة عقلاً، فهل سيستمر وكلاء السعودية داخل الثورة في الركض خلف سراب لا يمكن لأيديهم الإمساك به؟
ليس هذا هو السؤال المهم. ما هو أهم منه: أية كفة سترجح في ميزان ولاء هذه الأطراف؟ كفة ولائها للسعودية أم كفة ولائها للثورة؟
القرار السعودي الوحيد الثابت في سياسة المملكة تجاه الثورة في اليمن معروف وواضح لأبسط هواة السياسة فهما: تصفية الثورة السلمية عن بكرة أبيها. هذا ما عبر عنه الأمير سعود الفيصل في مايو الماضي بالتزامن مع وصول عبداللطيف الزياني في زيارته الشهيرة التي انتهت باحتجازه وعددا من السفراء في سفارة الإمارات العربية بصنعاء. قال الفيصل: "لابد من فض الساحات".
بعد يومين على تصريحه، تفجرت حرب الحصبة. وبعد أيام على تفجر تلك الحرب، اجتاحت قوات صالح ساحة الحرية في تعز وفضت الإعتصام. كان طيف الفيصل حاضرا بشكل أو بآخر الى جوار قيران وهو يقوم بدك ساحة تعز.
اليوم، لا يبدو الأمر مختلفا قدرما يبدو استمرارا للأمس. وهناك الكثير مما يجعل من ضرب الثورة في تعز هدفا لإرضاء الشقيقة الكبرى. فمن ناحية، تعز هي معقل الثورة السلمية، ومعقل الهوية الوطنية الجامعة حيث تتوارى العصبيات الضيقة لصالح الهوية الواسعة، هوية اليمن الكبير. ومن ناحية أخرى، تعز تجاهر بالغضب اليمني في وجه سياسة الهيمنة السعودية في بلادنا، ولعل إحراق دمية العاهل السعودي في ساحة قلب اليمن النابض منذ عدة أيام خير مثال.
تعز هي اليمن. ليست هذه العبارة مجرد عبارة بل هي عنوان فعلي للحالة السياسية والثقافية والتاريخية في اليمن. لهذا، لا غرابة أن تقف تعـــز وجها لوجه أمام السعودية، وأمام آلة القمع والتنكيل التي يديرها أكبر نظام عمالة في تاريخ السياسة العالمية بالوكالة عن القوة الإقليمية العظمى في بلادنا. ولا غرابة أن تجد تعز نفسها وحيدة تحت النيران.. تماما مثلها مثل اليمن، البلد العظيم الذي لا حلفاء له ولا أصدقاء ولا.... أخوة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق