9 ديسمبر 2011

تداعيات استقالة الأمير طلال على العائلة الحاكمة




هل تمر استقالة الأمير طلال من هيئة البيعة بسلام على استقرار وتماسك الأسرة السعودية الحاكمة؟ سؤال طرح بعد تداعيات الاستقالة التي فرضت نفسها على العائلة الحاكمة والنظام في المملكة , لا سيما بعد اتضاح ارتباط الاستقالة بتعيين الأمير نايف وليا للعهد .
يرى الخبير فى شؤون الشرق الأوسط "غيدو شتاينبيرغ" من المعهد الألماني للدراسات الدولية والأمنية ببرلين، أن استقالة الأمير طلال لها علاقة مباشرة بتعيين الأمير نايف وليا للعهد وهذا واضح من توقيت الاستقالة.
مضيفا بأن المسألة إلى حد ما مسألة صراع، وأن كل ما حدث من ولاية الأمير نايف وأيضاً ولاية العهد المقبلة المتوقعة للأمير سلمان يشكل خيبة أمل لكل الذين كانوا يأملون في حدوث إصلاحات في البلاد، ويأملون في رجحان كفة التيار الإصلاحي.
وقد أعلنت مصادر سعودية أن أحد الأمراء رفع سلاحه في وجه الملك عبد الله اعتراضا على اختيار الأمير نايف وليًا للعهد في الحفل الذي أقيم في الديوان الملكي بالرياض.
وتشير أنباء تسربت من الديوان الملكي في السعودية بعد وفاة ولي العهد الى وجود خلافات واشتباكات مسلحة في حفل اختيار ولي العهد الجديد بين افراد من العائلة الملكية.
واعترض في هذا الحفل أحد الامراء على اختيار الأمير نايف بن عبدالعزيز من قبل الملك مما ادى الى تهديده الملك بالسلاح وأثار الأمر الصراع والاشتباكات بين الأمراء الحاضرين.
الكاتب والباحث السعودي فؤاد ابراهيم رأى  أن استقالة الأمير السعودي من هيئة البيعة كاعتراض على تعيين الامير نايف وليا للعهد وكذلك اقصاء الامير عبدالرحمن من منصب نائب وزير الدفاع بعد تمنعه من بيعة نايف كولي للعهد ينذر باشتداد واستفحال الخلافات داخل العائلة الحاكمة وظهورها الى العلن في الفترة المقبلة .
وقال الكاتب إن المشكلة ستتفاقم فهناك أمراء آخرون معترضون على هذه الخطوة مثل الأمير عبدالرحمن نائب وزير الدفاع والامير تركي بن عبدالعزيز الذي عاد من مصر قبل موت الامير سلطان وكانت عودته مقصودة بان لايستفرد الامير نايف والملك عبدالله بالمحاصصة داخل العائلة المالكة ولذلك أتوقع أن هناك أمراء آخرون سيقدمون على خطوات مماثلة وآخرون قد يكتمون غيظهم وقد ينعزلون عن هيئة البيعة، إن هذه الخطوة تعكس اتجاها عاما داخل العائلة المالكة بانه ليس هناك اجماع على الامير نايف.
 وتابع ابراهيم، لقد قال طلال مرارا بان السعودية لا تتماشى مع اجواء الربيع العربي وكان طلال قد طالب بان تستجيب هذه الدولة لشروط الانتقال السلمي نحو الديمقراطية . واليوم يسجل طلال نقطة على الإدارة الأميركية ويقول لهم إن ترحيبكم بتعيين الأمير نايف وليا للعهد كان في غير محله وأنكم تمارسون الإزدواجية في أفظع أشكالها لأنكم تقولون إنكم تؤيدون الديمقراطية في بلد وتمنعونها في بلد آخر بل تؤيدون عكسها تماما، أعتقد أنه بمرور الأيام ستنكشف قرارات أخرى من أمراء آخرين يشعرون بأنهم دخلوا في مرحلة التهميش بسبب هذا الاحتكار المتزايد من قبل الأمير نايف والملك بالسلطة .
إذن تعيين الأمير نايف وليا للعهد قد يعزز الخلاف الحاصل داخل الأسرى الحاكمة . الخيار الأميركي كما يقال في بعض الأوساط تغلب حتى على خيارات داخل أسرة آل سعود كانت تملك خيارات أخرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق