لماذا وقعن هؤلاء النسوة الضعيفات على بيان الاعتصام ؟؟؟
وقبل أن أجيبك سنورد لكم بعضاً من المآسي والأحداث التي تعرض لها زوج الأخت ( مهرة علي حسن الجبيري) وهو السجين ( فرحان عامر فرحان الشهري ) إحدى الموقعات على بيان الاعتصام وكيف تم هضم حقوقه التي يجب أن تعطى له كإنسان له حق العيش في هذه الحياة ..
فأولها: / منذ لحظة دخوله السجن تم وضعنه في زنزانة ضيقه انفرادية وسلطت عليه ثلاث كاميرات مراقبه حتى في دوره المياه_أعزكم الله_ لا يستطع أن يتوارى عن هذه الكاميرا وظل ما يقارب سنه وهو يعيش داخل هذه الزنزانة الموحشة التي لا يمكن لأي إنسان أن يتحمل المكوث فيها يوما واحدا فضلاً عن سنه حتى صدرت محاكمته بالسجن (12عاماً), إضافة إلى أنه لم يكن يستطع النوم ليلاً بسبب تسليط الكشافات الضوئية عليه والتي تسببت إلى إصابته بضعف في بصره .
2/ أثناء زيارتهم لزوجها كانوا يعاملونهم بفوقية وكأنهم مذنبون أو أصحاب جريمة فلم يكونوا يجدون إلا سوء المعاملة والإذلال فكانوا يجعلونهم يقضون الساعات الطوال ينتظرون السماح لهم بالدخول على والدهم وعندما يكونوا في غرفة الزيارة يحاولون تعكير صفوهم وذلك بإدخال العساكر عليهم فجأة عدة مرات وغرضهم هو استفزازهم فقط وكانوا ينادون بين كل فتره وأخرى بأن وقت الزيارة قد انتهى .
مع العلم أن وقت الزيارة هي ساعة واحده فقط بعد مضي شهر كامل ، فماذا بالله تصنع ساعة في إعطاء الوالدين والأبناء والأخوان أم الزوجة حقهم من السلام والتحدث عن الأحوال أو حل لبعض المشكلات التي تطرأ على الأسرة خاصة بعد غياب الأب عنهم ؟؟ ومع ذلك كانوا يبذلون المستحيل لكي يحرمهم الجلوس مع والدهم بصفاء وراحة بال .
3/ زاد الظلم والطغيان وأصبحوا بدون سبب أو ذنب يجعلون قوات الطوارئ تدخل فجأة على السجناء وتفجعهم داخل عنابرهم وتقوم بضربهم وتقييد أرجلهم وأيديهم ثم رمي كتبهم ومصاحفهم وتجريدهم من أكثر ملابسهم ثم مصادرة جميع ما كان معهم من بطانيات وملابس وكتب ,وقد مكث السجين (فرحان الشهري) ومن معه 28 يوماً ليس لديهم ما يفترشونه أو يلتحفونه ليقيهم برد الشتاء القارص ولم يسمح لهم حتى بغسل ملابسهم أو تغييرها وعندما ذهبوا لزيارة والدهم بعد شهر تفاجأوا بشكله ومنظره وسوء رائحته وملبسه فأخبرهم بأنهم يعيشون في سجنهم على العراء ليس لديهم أي غطاء أو كساء ولم يسمح لهم حتى بالتنظف والاغتسال طيلة الشهر الماضي.
4/ لم يتوقف التعذيب والإذلال عند هذا الحد بل فرضوا على السجين في عام 1426هـ ، أن لا يخرج من سجنه للزيارة إلا بعد أن يتم وضع القيد على يديه ورجليه ثم تغطية عينيه وعندها لم يرض زوجها السجين بهذا التمادي في الإذلال فقرر الإضراب عن الزيارة منذ ذلك العام حتى الآن ( له ما يقارب سبع سنين كاملة وهو مضرب عن الزيارة تماماً ) كل ذلك أملاً بأن ترجع للسجين كرامته التي سلبت منه وسحقت في زنازينهم الظالمه ..
5/ في 1428هـ توفي والد السجين (فرحان ) وعندها طلب ذويه وأهله وأقاربه من وزارة الداخلية أن يتم السماح للسجين بحضور جنازة والده والصلاة عليه في مدينة النماص في المنطقة الجنوبية فما كان منهم إلا أن نقلوا السجين من سجن الحائر إلى سجن أبها بمنطقة عسير ولكن للأسف تم استغلال هذا الموقف العصيب لتحطيم معنوياته وتعذيبه نفسياً فقاموا بسجنه في زنزانة لا يستطيع أن يقف فيها بل إنها والله أشبه ما تكون بمقبرة موحشة وظل فيها سبعه أيام لا يعلم فيها بالليل ولا بالنهار ثم أعادوه إلى سجنه في الحائر فلم يحضر العزاء ولم يشهد الجنازة وهذا أكبر دليل على انعدام الإنسانية فلم يقدروا مصابه وانه في حالة عزاء لفقد والده ولكن زادوه ألما ومرارة وتعذيباً .
6/ في نهاية عام 1428هـ أضرب عن الطعام والشراب مجموعة كبيره من السجناء ولم يستطع إقناعهم بإنهاء الإضراب والرجوع إلى صوابهم إلا السجين (فرحان ) ولم تقابل إدارة سجن الحائر ذلك الصنيع منه بالإحسان وإنما كان جزاؤه أنهم منعوه من الاتصال بأهله وذويه ومنذ تلك اللحظة لم يتصل السجين بأهله أبداً حتى يومنا هذا .
7/ في شهر شعبان لعام 1430هـ تعرضت والدة السجين إلى جلطه دماغيه وشلل نصفي فطلب أهله السماح له بزيارة أمه قبل أن تأتيها المنية ولكن للأسف لم يجدوا أي تجاوب وشاء الله أن تموت والدته وبذلك يكون قد فقد السجين أمه وأباه وهو بين قضبان السجن لم يرهم أو حتى يسمع صوتهم ومع ذلك طلب أهله من وزارة الداخلية السماح له بحضور جنازة أمه خاصة وأنها موجودة هنا في مدينة الرياض ولكن إدارة التحقيق في سجن الحائر رفضت وبكل قوة وجبروت بل تجاوزت في الظلم والاعتداء لدرجة أنه عندما فتح لهم العزاء لمدة ثلاثة أيام , ذهب أقاربه جميعاً نساء وأطفالاً ورجالاً وشيوخاً ولم يراعوا أنهم في وقت عزاء ومصاب وأنهم خرجوا في نهار رمضان وفي شدة لهيب الحر ليجعلوهم يعيشون معاناة عظيمه وحرب نفسيه من الصباح وحتى الثالثة عصراً وهم يتلاعبون بأعصابهم فتارة يقولون : ستدخلون الآن للعزاء وتارة يقولون : ليس لديكم زيارة وفي نهاية الأمر وبعد انتهاء وقت الدوام قالوا لهم : اخرجوا فليس لديكم زيارة ولكن تعالوا غداً .
وعندما جاءوا اليوم التالي أكدوا لهم صدقهم وتظاهروا لهم بحسن نيتهم فما كان منهم إلا أن أدخلوهم غرفة واقفلوا الباب عليهم ومكثوا في انتظار وقلق مميت حتى الساعة الثالثة والنص ظهراً وبعدها وبكل استهزاء يأتيهم ضابط الزيارة ليقول لهم : اخرجوا ليس لديكم زياره ولكن تعالوا غداً للزيارة وهكذا عاشوا في مهزلة لم يشهد التاريخ مثلها فلم يراعوا شيخاً كبيراً ولا إمراة ضعيفة ولم يرحموا طفلاً صغيراً بل حاولوا تدمير نفسياتهم واستغلال مصابهم وأحزانهم .
8/ عندما رأى السجين ( فرحان ) أن حقوق الإنسان تنتهك ويُعتدى عليها وأن السجين لم يعد له أي كرامة أو حتى اعتبار لبشريته وأنه إنسان يريد أن يعيش داخل السجن عزيز النفس غير مهان أو ذليل ولأجل ذلك كله اتخذ قراره الأخير بالإضراب التام عن الطعام والشراب حتى يرفع الظلم والتعذيب عن السجناء ويعطون كامل حقوقهم الإنسانيه ولكن لا حياة لمن تنادي فليس هناك من يستجيب لمطالبه حتى ساءت حالته الصحية ونقل للمستشفى يحمل وينقل كما يحمل الميت على نعشه .
وظل على اضرابه مستمراً حتى كاد أن يموت فما كان من وزارة الداخليه إلا أن تعاقبه على اضرابه فقامت بنقله لسجن المنطقة الشرقية لينفى فيها وليقضي بقية سجنه في عزلة تامة عن الحياة فقد تم وضعه منذ نقل لسجن المنطقة الشرقية في تاريخ (13/3/1431هـ) في زنزانة انفرادية ولم يسمح له بدخول الكتب ولا بالصحف والجرائد ولا بمشاهدة التلفاز أوحتى الانتقال إلى سجن جماعي ليجد من يؤانسه في غربته وسجنه وليشاركه مصابه بل وصل بهم الظلم أنهم جعلوه يعيش في قسم الزنازين وحيداً فريداً وأخلوا بقية الزنازين الأخرى التي بجانبه من جميع السجناء حتى لا يتمكن من سماع صوت آدمي أو رؤيته أو حتى الحديث معه فوالله لايمكن لأي عقل أن يصدق ما يجري لهذا الرجل فهو والله كالذي دفنوه حياً ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق