قبل سبع سنوات تقريباً...وعندما كانت السعودية تعيش أجواء أمنية "إستثنائية" و ذلك بسبب المواجهة المسلحة مع أفراد تنظيم القاعدة...شن وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز هجوماً إعلامياً مثيراً ضد جماعة "الإخوان المسلمون" واصفاً إيها بإنها "أصل البلاء"...وأنهم نصبوا العداء تجاه النظام السعودي "وعض اليد التي أمتدت إليهم بالإحسان"...وقال جازماً وحاسماً : ( من دون تردد أقولها إن مشكلاتنا و إفرازاتنا كلها جاءت من الإخوان المسلمين) .
من يتابع العلاقة التي جمعت الدولة السعودية بـ الإخوان المسلمين يدرك أن أزمة الخليج و أحتلال العراق لدولة الكويت كانت بمثابة "نقطة تحول" في هذه العلاقة...وكان ذلك واضحاً في وسائل الإعلام...فكما رأت السياسة الخليجية و السعودية خصوصاً أن الإخوان "منبع الإرهاب"..كان الإخوان يصفون أنظمة دول الخليج بشكل عام بحكومات "الظل الأمريكي" ...و مازاد من هذه القطيعة هو تطور علاقة الإخوان وتحالفها المتزايد مع "ثورة الخميني" و النظام في إيران.
اليوم...وبعد الثورات العربية وزوال أنظمة قمعية عادت جماعة الإخوان من جديد وبقوة بمختلف "كياناتها" إلى الواجهة السياسية بمختلف "ميادينها"..تونس ومصر وسوريا و اليمن و ليبيا و حتى الأردن وفلسطين....وهاهي "أم الجماعات" قد قطفت أول ثمار هذه الثورات وذلك بفوز حركة النهضة "الإخوانية" في الإنتخابات التونسية...!
و من المتوقع أن يتكرر هذا النجاح "الإخواني" في جميع الإنتخابات العربية القادمة....لنقول حينها أن مايسمى "الربيع العربي" قد تحول فعلاً وواقعاً إلى "الربيع الإخواني" ! وهذا ماقد يفسر"البرود" والفتور من قبل الجانب السعودي الرسمي تجاه المستجدات و الثورات في دول المنطقة.
وأمام هذا التزايد المطرد للنفوذ "الإخواني" شاءت الأقدار – وفي نفس الوقت – أن يصعد الأمير نايف إلى سدة الحكم بعد أن تم تعيينه ولياً للعهد ونائباً لمجلس الوزراء...لنصبح هنا أمام مواجهة (سياسة – دينية- فكرية) من نوعاً مختلف بين دولة ترعى دعوة سلفية "وهابية" و جماعة ترعى دعوة سلفية "إخوانية" ....!
الجدير بالذكر أن الدكتور محمد بديع -المرشد العام للإخوان المسلمين- هنئ الأمير نايف لاختياره ولياً للعهد, فهل نرى في قادم الأيام "مفاهمة" ومراجعة وعودة لمرحلة الوئام؟ أم مواجهة و منكافة وتزايد موجة العداء و الخصام ؟
فعلى كل حال لم يعد "الإسلام السياسي" مقتصراً على الدور السعودي – الإيراني...فـ الإخوان قادمون !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق