ربما ليس جديدًا طرح مأساة "آل زعير" مع الاستبداد والقهر من قبل النظام السعودي، لكن الجديد أنه قد مضى 1715 يومًا على اعتقال الدكتور "سعيد بن زعير" في السجن دون أن تتمكن أسرته من زيارته، وذلك بحسب تغريدة نشرتها زوجته على "تويتر"، فما هي حكاية هذه الأسرة مع النظام السعودي؟
د.سعيد، أستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض ويتميز بمواقفه المنادية بالإصلاح.. لم يعرف طعم الحرية منذ عدّة سنوات بسبب ممارسة حقه في حرية التعبير.. يعيش حاليا عامه الخامس في زنزانة بسجن "الحاير" المخصّص لسجناء الرأي وأمن الدولة وقضايا الإرهاب.
أما نجله المحامي "سعد"، فقد بدأ رحلته مع السجن مبكّرا ودفع غاليًا ثمن مشاركاته في قناة "الجزيرة" ووسائل إعلام بريطانية وأميركية للدفاع عن والده، حيث اعتقل آخر مرّة في يونيو 2006 ولم يمض على زواجه أكثر من عشرين يومًا، إثر مداخلة له بـ"الجزيرة" بعد مقتل "أمير الإستشهاديين" أبو مصعب الزرقاوي.
ونفس الأمر يتكرر مع أخاه الدكتور مبارك، الأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي، فقد فتح هو الآخر صفحة مبكرة من التعامل مع الاعتقال، حيث اعتقل في 2004 فور مطالبته عبر "الجزيرة" بضرورة "المواجهة الموضوعية لظاهرة العنف" وألا تكتفي الدولة بالمواجهة المسلحة وحدها، وكان آخر اعتقال له بدون مبرر حقيقي في 20 مارس 2011 بعد أن ذهب الى وزارة الداخلية مع وفد من أهالي المساجين للاستفسار عن سبب اعتقال ذويهم.
ومابين معاناة هؤلاء الثلاثة، تظل معاناة "الزوجة" و"الأم" هي الأكبر، حيث لم يبق لها سوى التغريد عبر تويتر، ففي مجموعة "تغريدات" حديثة تكشف السيدة معاناتها حيث تقول: "غدًا زيارة ابني سعد، أما والده سعيد فلم نره منذ اعتُقل"، "غداً الجلسة الرابعة لمحاكمة زوجي"، "انتهت محاكمة زوجي والجلسة القادمة بعد اسبوعين"، "اشتقت لأبني مبارك الذي غاب عني عشرة أشهر"، "غدًا محاكمة ابني مبارك فك الله أسره وأبيه وأخيه وجميع أسرى المسلمين"، "يمر العيد، فلا نحس بطعمه"، "نذهب أنا وبناتي إلى بيت الله فندعو لهم وعلى من ظلمهم"!!
ولكي تكتمل فصول المأساة يكفي أن نعرف أنه ليس هناك تواصل بين الدكتور "سعيد" وأبناءه على الرغم من أنهم يقبعون في السجن نفسه، لكن جبروت النظام السعودي يأبى إلا أن يفرقهم في غياب تام لكل معاني الإنسانية، حيث لا يوجد بينهم أي تواصل من أي نوع، فلم يلتقيا على الإطلاق رغم أنهما في نفس المعتقل منذ خمس سنوات".
وفي رسالة مسربة في أبريل الماضي، وجهها الدكتور "مبارك" لـ"الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان" كشف عن "معاملة مهينة في زنزانة الانفرادية هي عبارة عن (حمام) ضيق قذر تفوح منه روائح المجاري العفنة النتنة طوال الوقت"، وهي "نموذجا لامتهان البشر وعدم احترام كرامتهم الإنسانية".
والدكتور "مبارك" متهم بـ"الافتئات على ولي الأمر والخروج عن طاعته، وحضور مظاهرة غير مرخصة وإثارة الفتنة وعدم الالتزام بالتعليمات والأنظمة وعدم الاعتداد بفتوى هيئة كبار العلماء".
وعن وضعه الصحّي، فالدكتور "مبارك" يعاني من آلام شديدة في ركبتيه من آثار عمليات جراحية سابقة، تضاعفت بسبب سوء الوضع العام من حيث التغذية الرديئة، وقلّة النّوم بسبب سوء نظافة العنبر حيث تكثر الحشرات والصراصير، والحرمان من والرياضة والمشي ومن التعرض لأشعّة الشّمس".
أخيرًا، وفي مقابلة مع قناة "الحوار"، ترسل "أم عبدالله" بنداء استغاثة إلى العاهل السعودي الملك عبدالله، "ملك الإنسانية"، متوسّلة الإفراج عن زوجها وأولادها.
وتزعم "أم عبدالله" أنها أرسلت "كثيرا من الخطابات" لولي العهد ووزير الداخلية، الأمير نايف بن عبدالعزيز، والأمير سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع، مطابة الإفراج عن زوجها وأولادها، لكنها تؤكد "وما جاءنا رد"!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق