27 فبراير 2012

تراجع تصنيف السعودية العالمي للحريات الإعلامية


يستمر تراجع تصنيف المملكة العربية السعودية في قائمة حرية الإعلام، فالتقييد على الصحافة من سمات عمل النظام يقول معارضوه والمنظمات الدولية المتابعة لقضايا الإعلام في العالم . ويرجع الطلعون في الداخل السعودي السبب في هذا التراجع إلى سياسات التضييق والحجب والحظر واعتقال الصحافيين .
وأظهر تقرير نشرته منظمة مراسلون بلا حدود وصول السعودية إلى مرتبة 158 متراجعة اكثر من كانت عليه .
وأرجع استاذ تكنولوجيا الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز سعود الكاتب أسباب هذا التراجع إلى الاعتماد على سياسات الحجب والحظر والإيقاف، مع سن تشريعات لا تلائم الإعلام الجديد.
وقال : إن الأخطاء الناجمة عن سياستي الحجب والحظر أولا وتشريع القوانين ثانيا هي أساس تأخر ترتيب المملكة في التصنيف "الترتيب المتأخر ناتج عن أخطاء في تعاملنا واعتمادنا سياسة الحجب وتشريعنا لبعض القوانين التي تجعل إعلامنا يتأخر، القرارات المقيدة المتعلقة بالنشر الإلكتروني والقنوات الفضائية والغرامات المالية الكبيرة تجعل الكتاب يفكرون ألف مرة ويكتبون بأقلام مرتعشة، هذه الأمور عوائق وتحديات حقيقية في وجه حرية الإعلام، كما أن إيقاف الكتاب والصحفيين وكل من له رأي من مدونين وغيره سواء كان العويط .
وكان الملك السعودي عدل في مايو أيار الماضي قانون المطبوعات فارضا قيودا أكبر على حرية الإعلام في المملكة تشديد الرقابة على وسائل الإعلام السعودية ذلك هدف التعديلات الجديدة على نظام المطبوعات والنشر في المملكة، المرسوم الذي أصدره العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يتضمن العديد من القيود، يحذر أن ينشر بأية وسيلة إن كان يخالف أحكام الشريعة الإسلامية أو الأنظمة النافذة ما يدعوا إلى إخلال أمن البلاد أو نظامها العام أو ما يخدم مصالح أجنبية تتعارض مع المصلحة الوطنية.. المرسوم يمنع أيضاً التعرض أو الإساءة إلى سمعة علماء الدين وعلى رأسهم مفتي عام المملكة بالإضافة إلى رجال الدولة، العقوبات مالية بالأساس إذ تنص التعديلات بتغريم المخالفين أكثر من 130 ألف دولار بالإضافة إلى إغلاق المطبوعة التي نشرت المخالفة وحرمان الكاتب من النشر، المرسوم الملكي سيزيد وضع حرية التعبير في العربية السعودية تأزماً ويستهدف كذلك على ما يبدو وسائل النشر الإلكترونية على الإنترنت وسيلة يصعب السيطرة عليها، الدليل تواصل نشر شرائط لمظاهرات في المنطقة الشرقية كان آخرها تلك التي أظهرت مسيرات في بلدة العوامية الجمعة لمجموعة من الشيعة، لقد خرجوا تضامناً مع شيعة البحرين ومطالبين بالإصلاح.وفي أحدث انتهاك لحرية الاعلاميين السعوديين اعتقل الإعلامي "هادي الشيباني" صاحب قناة "صاحي" على "اليوتيوب" أمام منزله وهو عائد من مقر عمله.
وزارة الداخلية تكلف جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتنفيذ دراسة توفير احتياجات المملكة من القمح، كأنك تقول وزارة الصحة كلفة هيئة دور المحترفين السعودي لتفقد مناهج الصفوف الأولية في المدارس.
وتعيد هذه الخطوة للذاكرة اعتقال فريق عمل برنامج "ملعوب علينا" قبل أشهر بسبب تعرضهم لقضية الفقر في الرياض .
قوات الأمن القبض على فراس بقنا مقدم برنامج السعودي ملعوب علينا، البرنامج الذي ينتقد الأوضاع الاجتماعية والمعيشية في المملكة والذي يوضح المفارقة بين الذي يظهره الإعلام السعودي للعالم والذي يجري على أرض الواقع إلى جانب مزاعم الحكومة أن الشعب السعودي كله بخير، ملعوب علينا يقوم بتنفيذه مجموعة من الشباب السعودي ويقوموا بنشره فقط على صفحتهم على يوتيوب، مقدم البرنامج وإثنان آخرين تم اعتقالهم بعد الحلقة الرابعة التي تكلمت عن الفقر في السعودية وكان تركيزها على زيارة أحد أحياء الرياض الفقيرة ليتحدثوا مع أهلها عن معاناتهم.
نحن بخير.. نحن بخير.. نحن بخير وفي الجانب الآخر من المدينة.. نحن لسنا بخير.. نحن لسنا بخير.. هذه هي القضية ليست جديدة، ليس فراس هو أول الضحايا بحرية التعبير في السعودية، هناك الشيخ يوسف الأحمد، هناك الشيخ توفيق العامر، هناك مبارك بن زهير، هناك محمد البجادي عدد كثير من الناشطين السعوديين والمهتمين بالشأن العام هم ضحايا عدم توافر الحرية، حرية التعبير في السعودية، وبالتالي ليس جديداً على الشارع السعودي.
لا ينحصر التضييق الإعلامي السعودي على وسائل الإعلام الرسمية في الداخل ولا على المواقع الالكترونية بل يتعدى ذلك إلى الفضائيات التي أطلقتها المملكة . وحافظ الميرازي خير دليل على هذه التضييق فلنستعد معا ما حصل له .
هل تجرؤ الصحف السعودية أن تقول كلمة على الملك عبد الله أو على النظام السعودي، إن لم نستطع أن نقول رأينا فـلنتوقف، الحلقة القادمة سنجرب ذلك، سنتحدث عن تأثير هذا على الوضع في السعودية، إذا كان تم ذلك فالعربية قناة مستقلة، وإن لم يتم فأودعكم وأشكركم على متابعتكم معي خلال هذه الفترة من برنامج استديو القاهرة مع تحيات فريق البرنامج وتحيات حافظ المرازي.
أنت قلت في حلقة قادمة وبقى لنا أسبوعين ولا يوجد حلقة قادمة.. نعم القناة قررت هو البرنامج يومي القناة قررت بما أن الحلقة القادمة ستكون على الأوضاع السياسية في السعودية فقرروا بدل يومي يعمل أسبوعي، فقلت الموضوع لم يتغير، فيبدوا الآن سيعمل شهري واحتمال سنوي وأنا أيضاً الحلقة القادمة ستكون عن السعودية.. الجزيرة والعربية تكتموا على ما يحدث في البحرين وأن أهلنا وشعبنا في البحرين الذي سحل وفتح عليه النار والناس نائمة في الثالثة صباحاً في ميدان اللؤلؤة أو دوار اللؤلؤة، هذه القنوات نفسها سكتت على ما يحدث لأن يبدو أن في.. "ولو حدث أي بذرة مشابهة سواء في قطر أو في المملكة العربية السعودية بالتأكيد لن نجد لها أثراً".. نعم أنا أقول حتى الأبشع أن نحن لا نتحدث حتى عن ما يحدث في قطر أو السعودية، نحن حتى ما يحدث في البحرين تماماً سيناريو قريب لما يمكن كان أن يحدث مثلاً في ميدان التحرير، وأن بترد القناتين فيما يتعلق بالبحرين حيث هناك قمع لأغلبية لا تحكم من أقلية تحكم هو الصمت التام، أو بعض الصورة أو بعض اللقطات.
وحول خوف السلطات السعودية من الإعلام الحر قال المتخصص في الشؤون الشرق الأوسط الدكتور وفيق إبراهيم: أنا أعتقد أن لا مكان للإعلام السعودي على أي قائمة، لأن الإعلام السعودي بنفسه ينتمي إلى فئة من الإعلام قديمة جداً لم تعد موجودة في عالم الإعلام المعاصر، ذلك يقسم الإعلام السعودي نفسه إلى قسمين، قسم داخلي وهو إعلام أشبه ببلاغات رسمية تحاول أن تجعل الأحداث موائمة مع مصالح آل سعود، وإعلام خارجي على شاكلة العربية والحياة والشرق الأوسط يحاولون منها يطلوا على الأحداث في العالم الخارجي، لذلك لا يمكن لنا أن نقارن الإعلام داخل المملكة العربية السعودية بأي إعلام موجود في العالم حتى في الدول التوتاليتارية، لأنه إعلام يخدم فقط العاهل السعودي وآل هذا البيت السعودي، أما بالنسبة للتمييز..
واضاف: المملكة تخاف من كل شيء، تخاف من أي حركة تطوير، أي حركة أن يرى المواطن ماذا يحدث في العالم، وإلا ما هو سبب عداؤهم مع إيران، إيران بلد لا يهددهم بشيء ولم يسبق لإيران أن اعتدت على أي بلد عربي، إنهم يخافون من النماذج المتطورة ويعتبرون الإعلام وسيلة لنقل هذه النماذج، لذلك يحاولون خلق عداءات مع كل البلدان التي يرون فيها خطراً على استمرار آل سعود.
وعن تقيد المملكة على حرية الإعلام اجاب الدكتور وفيق إبراهيم : المملكة تستعمل عدة أساليب وسائل الإعلام واحدة منها، القمع واحد منها، المال أسلوب، والقواعد الأميركية، هناك العديد من الوسائل، وسائل الإعلام في السعودية تتوجه إلى المواطن السعودي المتدين فتحاول أن تؤثر على قناعاته في الداخل وهي تعرف أن القسم الكبير من السعوديين ينظرون إلى كل البرامج في كل فضائيات العالم إلا أنها تراهن على القسم المتدين من السعوديين، هذا القسم الذي تعتقد أنه هو الذي يجب أن يحميها وأن يحمي استمرارها في السلطة، لذلك السعودية تستعمل وسائل الإعلام لخلق نزاعات قبلية لخلق نزاعات مناطقية، فهي تعتبر مثلاً أن النجدي أهم الحجازي، وهي تعتبر أن الحجازي أهم من القطيف ومن العوامية وهي تختلق تمييز مناطقي وقبلي وعشائري وحتى مذهبي، إلا أن المذهبي القليل باعتبار أنها تصور إيران والشيعة أعداء يريدون الهجوم على المملكة السعودية لإخفاء التناقضات الداخلية في هذه المملكة الشيطانية الحقيقة، لأنها مملكة لو أحد نظر لرأى فيها 25% فقراء في مملكة فيها أعظم مال في التاريخ، لرأى فيها دولة بعد نضوب النفط لا تستطيع أن تنتج شيئاً، أي أن مكتوب على السعودية بعد النفط أن تنهار، لذلك يحاول آل سعود أن يمدوا في زمنهم لأطول فترة ممكنة معتمدين على الإعلام والقواعد الأميركية والقمع والقتل، ليس لديهم إلا هذا، وما كلام الصحاف المصري.
وحول منع الفضائيات السعودية والخليجية من الحديث عن حقوق الإنسان في بلادها، قال الدكتور:طبعاً هذه الفضائيات مطلوب منها أن تحكي حقوق الإنسان في سوريا وفي البحرين، في إيران، في السعودية ممنوع وهذا أمر طبيعي، العربية وكل المحطات الفضائيات التي تدور في الفلك السعودي لديها مهمة واحدة هي أنها السلاح الدولي والإقليمي ضد الفئات التي تشعر السعودية أنها تشكل عليها خطر، وبالطبع كل البلدان المتطورة تشكل خطراً على السعودية باستثناء دول الغرب التي لها مصالح نفطية، هذه الدول لا تتكلم في فضائياتها أي شيء عن المملكة العربية السعودية، ولا ترى مثلاً التخلف، الفقر، الظلم، القهر، هناك قهر، هذه مملكة قبل القرون الوسطى...هو تعتيم إعلامي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق