جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية
جه المواطن سمير بن محمد بن محمود أبو عنق رسالة نداء استغاثة من معتقله في سجن الحائر السياسي، وصل للجمعية نسخة منها ، يشكوا من المعاناة والتعذيب في المعتقل فهو:
· معتقل اعتقالا تعسفيا بعد انتهاء الحكم الإداري الذي صدر بحقه (9 سنوات)، ولا يزال في السجن رغم انتهاء الحكم الإداري
· تعرض للتعذيب النفسي والجسدي الشديد في المعتقل
· الحرمان والإهمال في الرعاية الصحية رغم أنه مريض بالسرطان
وكانت زوجة سمير قد بعثت بمذكرة إلى رئيس هيئة التحقيق والإدعاء العام، بحكم أن هيئته هي المسؤولة عن الرقابة على السجون وأوضاع السجناء، ولكن رئيس الهيئة لم يحرك ساكنا، وفيما يبدو أن هيئتة مشغولة أكثر بملاحقة دعاة حقوق الإنسان الذين يحتجون على الأوضاع المزرية في سجون المباحث العامة بدلا من تصحيح أوضاع السجون.
وفيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الى كل من يدعي الاهتمام بحقوق الإنسان ،الى كل من يهتم بحقوق المسلمين ،الى كل من يهتم بحقوق المرضى، الى كل من يهتم بحقوق الأسرى ،اعلموا انكم اليوم لنا قشة الغريق
ان ما اعانيه اليوم في سجون المباحث ليس بالظلم المعتاد
بل تعدى الى ما فوق ذلك ان ما يحدث اليوم في سجون المباحث هي جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى .
اني لأسئل كل من له أدنى عقل من المستفيد من هذه الجريمة؟
لقد حوكمت حكماً إدارياً بـ ( 9 ) سنوات ظلماً وبهتاناً في قضية
لا يحكم فيها بأكثر من شهر عند من له قانون او شرع يعتمد عليه في أحكامه , ولقد لقيت خلال هذه المدة من التعذيب النفسي والجسدي ما يطول شرحه ويلحق بفاعله العار والشنار الى يوم القيامة وها هو الحكم الجائر ينتهي على الورق طبعاً وليس له في الواقع أي أثر .
لقد أصبت بمرض الإنزلاق الغضروفي في الرقبة في فترة التحقيق
واتهمت حينها بأني أكذب وأني أتعمد التمثيل لتخفيف وطأة التعذيب عندما كنت أطالب بالعلاج ويقول لي أطبائهم أن هذه الآلام مجرد تمزق في العضلات وسوف يذهب مع الوقت، وبعد معاناة طويلة مع الألم تبين أنه انزلاق غضروفي في الرقبة، ولا يخفى عليكم آلام هذا المرض ثم أجريت لي عمليه في الرقبة فتوقف الم الغضروف ولم تتوقف آلام العقوبات والتعذيب على أتفه الاسباب.
كما أصبت كذلك بمرض تضخم الغدة الدرقية فتجاهلوها وتجاهلوا جميع النداءات والتوسلات , وعندما كنت أصر في الطلب، أحول الى زنازين العقوبات واعاقب بعقوبات تصل الى التعليق لمدة ( 18 ) ساعة يومياً كما حدث في سجن القصيم هذا مع علمهم أني مريض فما زادهم هذا العلم الا تمادياً في العقوبة دون النظر في عواقبها لأننا عندهم قد فقدنا انسانيتنا كما صرح بذلك الضابط ( هـ. البيشي ) الذي قال ان دية احدنا داخل السجن بعد قتلنا هي ( 10 ) ريالات نعطيها لعامل البلدية ليرمي بنا في براميل النفايات .
وبعد حوالي ( 5 ) سنوات من المطالبات والشكاوى الى وزارة الداخلية وبعد تكذيبي وتكذيب المراجعين في موضوعي وبعد حدوث اختناقات بسبب حجم الغدة اجريت لي عملية بأبشع الصور بحجة الإجراءات الأمنية وبعد اجراء العملية بـ ( 10 ) أيام استدعاني الطبيب المعالج لا ليخبرني بنجاح العملية ولكن ليخبرني أن الورم تحول من حميد الى خبيث وذلك بسبب الإهمال والتسويف وعدم احترام حقوق الإنسان
ثم حولت الى الرياض الى سجن الحائر بحجة علاجي في مستشفى التخصصي وها هي تمر سنة ونصف ولم يتحرك ساكن هذا مع العلم بأن نسبة السرطان قد أصبحت ( 80 ) بالمئة حسب قول الدكتورة نورة القحطاني والتي أخبرتني أنه يجب إجراء عملية أخرى لاستئصال الجزء المتبقي من الغدة والعلاج باليود المشع ولكن متى وأين وكيف تبقى هذه معلومات سرية لا يعلمها احد ولا يطلعون عليها احد الا بعد موتي يخرجوها ليقولوا كان عنده موعد ولكنه استعجل ومات!
هذا بخلاف الأمراض المستعصية الأخرى مثل مرض الكبد الوبائي الذي أخبروني أني أصبت به مؤخراً بعد تحليل للسكر لم أطلبه وأنه يحتاج الى علاج لمدة سنة ويجب أن يؤخذ هذا العلاج بانتظام في سجن ليس فيه نظام , ومرض القلب وضغط الدم والكولسترول وحصوة المرارة وتضخم البروستات والروماتزم وآلام المفاصل وقرحة المعدة والقولون بالإضافة الى تعدد العمليات الجراحية ,والذي أريد أن أعلمه ألا يفهم هؤلاء ما معنى حقوق الإنسان ؟!
أم أن الإنسان عندهم محصور في جنسية معينة وعقيدة معينة ؟!
أريد أن أعرف ما معنى هيئة حقوق الإنسان التي أنشئوها ؟!
وكيف تحكم بين اثنين هي تأخذ رواتبها من أحدهم ؟!
لقد زارتني لجنة منهم فلم أرى الا محققين يحاولون تخطئتي في مطالباتي بحقوقي ويحاولون إفهامي بأن المباحث رحماء بي وهم مؤهلون ويعرفون عملهم جيداً , وهذا كذب واضح من كذاب أوضح .
إني لا أكتب اليوم من أجل اطلاق سراحي أو النظر لي بعين الرحمة
فإني أيقنت بأن هؤلاء لا رحمة عندهم , وأيقنت بأن هذا السجن هو مقبرتي وحتى لو خرجت منه فسأقضي باقي حياتي بين المستشفيات والعلاجات والسبب هذا السجن البغيض .
أيها المسلمون ألا يوجد من يقول لهؤلاء يكفي ؟!
ألا يوجد من يقول لهؤلاء أنكم تقتلون المسلمين بغير ذنب ولا قصاص ؟!
الا يوجد من يقول لهؤلاء أنكم يتمتم الأطفال وآبائهم أحياء ؟!
الا يوجد من يقول لهؤلاء أنكم رملتم النساء وأزواجهم أحياء ؟!
الا من يقول لهؤلاء انكم فرقتم بين الأب وابنه والأخ وأخيه والزوج وزوجه بحجة التحفظ الأمني وقانون الطوارئ الذي لم ينتهي منذ 10 سنوات .
الا يوجد من يقول كلمة الحق ويضحي من أجلها ؟!.
نعم لقد جاهدت في سبيل الله ولي الشرف
ولقد خرجت من هذه البلاد للجهاد في سبيل الله بعلم مسؤوليها
بل إنهم كانوا يوفرون لنا التذاكر المخفضة 70 بالمئة تحريضاً منهم على الجهاد في سبيل الله وهذا الكلام يعلمه كل أحد ,
فما الذي حدث اليوم ؟!
أيخطئ أحد ما في بلد ما وأعاقب أنا نيابة عنه ؟!
الم يقل ربنا سبحانه وتعالى { ألا تزر وازرة وزر أخرى }
ثم لو كان الجهاد في سبيل الله جريمة فلما أعاقب على هذه الجريمة بحكم جائر وقانون غريب وطريقة بشعة يعلم ذلك أهل القانون وأهل الشريعة وقد انتهى هذا الحكم الجائر
فلماذا لم يخرجوني من سجونهم ؟!
إن المقراحي الذي قاتل الأمريكان وهدد طائرتهم عندما مرض أخرجه أعدائه بإعفاء طبي
فما بال هؤلاء ؟!
أيقتلونني في سجونهم من أجل جهاد هم من حرضني عليه ؟!
هل أكون ضحية لعب سياسي على أيدي من يقولون لا اله الا الله ؟!
وإذا عاتبت الجندي أو الضابط قال لك إني عبد مأمور
يا أيها الجندي لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
إني كتبت خطابات واسترحامات وتوسلات لو خاطبت بها صخراً لبكى ورق لحالي ولكن على ما يبدو أني أخاطب أجساداً لا قلوب لها .
واني اليوم أخاطب وأسترحم المسلمين بحقي عليهم كوني مسلم والحديث يقول { أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً}
يا أيها المسلمون أسألو هؤلاء
ما الذي جناه سمير ؟
ولا تصدقوا ما يقولونه لكم الا بدليل لأن هؤلاء ديدنهم الكذب والزور وتلفيق التهم والأحكام الجائرة .
إني اليوم أحكم المسلمين الذين لا يردهم عن قول الحق لومة لائم .
لقد دمر هؤلاء حياتي ودمروا صحتي بتخلفهم الإداري والحقوقي والإنساني وشتتوا شملي وشمل أسرتي , أحوجوني لأن أستجدي من من كنت أرحمهم وأعطف عليهم بل بالغوا وأمعنوا في إيذائي وأسرتي بإبعادي عن مدينتي كي تزداد معاناتي ومعاناة أسرتي في التنقلات والمصاريف المادية غيظاً منهم علي وعلى أسرتي , والسبب { ربي الله}.
يا علماء المسلمين
اليس من فتوى بجواز الانتحار ؟!
فقد سئمت حياتي , فلئن أموت مرة واحدة خير لي من أن أموت في اليوم الف مرة وعلى أيدي من يزعمون بأنهم إخواني ,
وإني أسأل هؤلاء لقد استطعتم أن تكذبوا على الناس بتهويل القضايا فهل تستطيعون أن تكذبوا على الله رب العالمين ؟!
الا تستحون من ربكم ؟
ما هي حجتكم عند الله عز وجل على تعمد قتل المسلم ؟
ليس لديكم حجة ولو قلتم لديكم فإنه من سفه القول
إني اليوم أطالب المحامين الشرفاء بالوقوف الى جانبي بإيقاف هذه الجريمة وإثبات حقي وتعويض أسرتي عن كل ما أصابني وأصابهم من عذاب وإيذاء جسدي ونفسي ومادي ,
وأنا أطالب الحقوقيين وأقول لهم أنتم سندنا بعد الله عز وجل
فإن للشيعي من يدافع عنه وللنصراني من يدافع عنه ونحن ليس لنا الا انتم بعد الله عز وجل
نعم أنتم من الأسباب التي أمرنا أن نأخذ بها
فكونوا عند حسن ظننا بكم بمناصرة المظلومين .
لا يهمني اليوم مسألة حياتي وموتي فالموت سيأتي وكلنا ميتون ,
ما يهمني هو رفع الظلم عن أبناء المسلمين
وأقول لأهالي الأسرى أتقوا الله في أبنائكم وسئلوا عنهم عسى الله أن يجعل لكم ولهم فرجاً ومخرجا
وأخيراً أخاطب طفلتي الصغيرة التي خرجت في الإعلام
متحديتاً ظلم الظالمين ولم تخش الا الله ,
{وقد خشيه وخافه من يظن بهم الخير ويشار اليهم بالبنان }
أقول لها أعظم الله أجرك في أبيك فاصبري يا ابنتي
فلسنا بأول ضحايا الظلم والهمجية , ولأن يقال هذه بنت المظلوم خير من أن يقال هذه ابنة الظالم
واقول للمسؤولين في هذه البلاد أعظم الله أجركم في العدل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
يارب ان القوم ماتت قلوبهم
يا رب ان القوم قد آثروا الظلم
المعتقل في سجن الحائر
سمير محمد محمود أبوعنق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق