7 فبراير 2012

عدد من الحقوقيين والنشطاء في السعودية يوقعون بيانًا حول كيفية زيادة اعداد المظاهرات في المملكة


وقع عدد من النشطاء والحقوقيين في بلاد الحرمين بيانًا بعنوان "عشرون اقتراحًا لكي يتضاعف نجاح المظاهرات" ذكروا فيه مقترحاتهم حول زيادة عدة المظاهرات بما لا يمكن قوات الامن من السيطرة عليها والقبض على من فيها.
وعبر الموقعون على البيان أن هدفهم ليس إسقاط النظام الملكي ولكن محاولة إصلاحه، وبالتالي فهم لم يجعلوا عملهم هذا في سرية بل نشروه في صفحاتهم لأنه ليس عليه أي مخالفات قانونية.
وتضمن البيان عشرون اقتراحًا، وهم
1ـ الحنكة والمهارة قبل التضحية والجسارة:
هل في العالم دولة تجند أكثر من مئتي ألف جندي من أجل بث الرعب في الشعب، ليسدوا طرق الاعتصام والمظاهرات بالآليات العسكرية؟
هل في العالم كله دولة واحدة تسجن على المظاهرات والاعتصامات بتهمة الخيانة العظمى بضع سنوات؟
لماذا استطاعت أجهزة القمع السياسي المتطورة(في المملكة العربية السعودية) أن تشل حركة الحقوق؟
أكثر من مئة ألف سجين سياسي مابين مقيم وراحل؛ يؤكدون أن هذا الشعب الأبي، ليس أقل من غيره طلبا للحرية والكرامة والمساواة والحقوق.
ليس السبب قلة الشجعان ولا قلة المخلصين، ولا قلة المحتسبين المجاهدين، الآمرين بمعروفات السياسة الناهين عن منكراتها.
السبب الأساس أن الشعب لم يرسخ(ثقافة التغيير السلمي).
أن الشعب لم يبتكر من (فقه الوسائل) ما يجسد(مبادئ) الشريعة في حفظ الحقوق
هذه هي المشكلة فما الحل؟
ليس الحل بمزيد من الجهاد السلمي فحسب، بل بابتكار آليات ووسائل تكسر حواجز الإحباط
إذن حي على الجهاد السلمي، الذي يبتكر الوسائل القادرة على كبح القمع، الجهاد السلمي (والمظاهرات أحد أنواعه) هو السبيل الوحيد؛ لنيل الحقوق والكرامة والمساواة، ولكنه لا ينجح دون تخطيط وتنظيم، فالنيات الحسنة والإخلاص والجسارة؛ لا تغني عن حسن التفكير والتدبير والمهارة، فالله قد مدح عباده بأنهم أولو الأيدي والأبصار.
ولكن الشعب بدأ يبتكر وسائله، ومن سار على الدرب حتما سيصل، بعون الله رغم شدة المعوقات، سيصل لأنه يجاهد جهادا سلميا(ذكيا) ويعمل ويحاول، ومن يحاول ويعمل يصلح أخطاء المحاولات بصورة تلقائية.
من أجل ذلك ينبغي التركيز على عوامل النجاح، التي سلكها الناس في مشرق الأرض ومغربها فنجحوا، وسلكها أهل تونس ومصر ففازوا.
ينبغي أن لا تكون أعمال الناس عواصف عواطف، لا تقرن الثمن بالجدوى، لا ينبغي أن يتذرع الناس بحسن النيات والحماسة والإخلاص، لتقديم أعمال فجة أو متسرعة أو متهورة، فإذا فشلوا رموا أخطاءهم على القدر، وقالوا"لو شاء الله ما أ"خفقنا، محتجين بالقدر،فالتضحية والحماسة؛ لا تغني عن الروية والمهارة وحسن السياسة. بل ينبغي أن يناقشوا أسباب فشلهم بروح رياضية، من أجل محاولات تتوج بالصواب والنجاح.
2ـ المظاهرات من أعظم أصناف الجهاد المدني:
وهوأعظم أجرا من الجهاد العسكري الخارجي، كما جاء في الحديث الصحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم:" خير الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر"، لأن حفظ حصون الأمة من الداخل، يصد عدوان الخارج، فالميكروبات لا تغزو إلا جسدا دمر الاستبداد مناعته،فهي ذروة سنام الجهاد.
من أجل ذلك لا ينبغي أن يجاهد المرء جهادا سلميا، وقد استبعد أن يسجن أو أن يؤذى، فمن يولول (ذكرا أو أنثى) بالويل والثبور عند ترهيبه، فقد أراد أن يكون من السجن بمنجاة، وهذا محال:
ومن ظن من من يلاقي الحروب= بأن لا يصاب فقد ظن عجزا
عندما تهدد شرطة القمع والخوف داعيا أو داعية للتظاهر؛ فإنما تريد أن تزجر بهما الناس، وينبغي إذن أن يكون الجواب حاضرا على شقين:
الشق الأول: من اللذين طوردوا أو اللائي طوردن: لن نخاف ولن نتزعزع
الشق الثاني من الجمهور:سنتظاهر ولو سجنتم دعاة التظاهر، سيزداد إصرارنا على التظاهر.
"الم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"
فمن ليس لديهم استعداد للتضحيات، لا ينبغي لهم أن يتقدموا الناس، بل ينبغي لهم أن يدعو الميدان للصابرين والصابرات
3ــ نريد إصلاح النظام الملكي لا إسقاطه:
قصر هدف المظاهرات على الإصلاح(الدستوري) داخل النظام الملكي(لا إسقاطه) وإيضاح ذلك بلافتاتواضحة (لا تقبل التأويل) تنادي (يا خادم الحرمين)، لكي يكون دعاة الدستور الإسلامي وحقوق الإنسان متميزينوواقعيين، ولكي لا تستغل غفلتهم عن الوضوح، لضربهم بسلاح الخروج على الدولة،عند قضاة قساة يعدون الأمر بالمعروف فتنة، ويعدون الخروج على الظلم خروجا على الأمة، ويعدون الخروج بالكلام كالخروج بالحسام.
نقدر اجتهاد الفئات التي نادت بإسقاط النظام الملكي، و حجم الظلم الذي وقع عليها، و دعاها لرفع هذا الشعار، وما لاقت في السجون من ويلات طولى بعشرات السنين، ومن تضحيات جسام، نعم نقدر إخلاصها واجتهادها، وما لاقت من مقاساة وغربة وتشريد.
ولكن نرجو أن تتذكر هذه الفئات أنه منذ سقوط الحكم الراشد والعلماء والفقهاء يدركون خلل المشروعية، ولكن القفز فوق الواقع دون مراعاة التدرج يدق الرقاب، فمن يحاول القفز في السحاب، (وهو دون جناح)يسقط معفرا في التراب، والعجز في فقه الوسائل أي فقدان ثقافة (المجمتع المدني) أوصل الأمة إلى ما هي عليه منذ أكثر من ألف عام.
ونرجو أن تتذكرهذه الفئات من دعاة هذا التيار أن ألوف الناشطين ضاعت أعمارهم بعشرات السنين في السجون(بتهمة إسقاط النظام الملكي)، وإنما عوقبوا وضربوا وحكم عليهم، لسهولة تجريمهم بتهمة(الخيانة العظمى) لدى القضاء، (هذا وهو أمر لم يثبت عليهم)، فكيف بمن ثبت عليه هذا:
أوردها سعد وسعد مشتمل= ما هكذا يا سعد تورد الإبل
ونرجو تلك الفئات أن لا تدخل في أنشطة دعاة (الدستور والمجتمع المدني الإسلامي)،المطالبين بالإصلاح داخل النظام قاصدة تجييره أو تحويره ،عن (أهدافه) أو (وسائله)، لأن دخولها يضرب حراك الإصلاح الداخلي، ويضرب رموزه بتهمة الانتماء إليها، ويضاعف الإحباط، ولا يكاد يقدم شيئا جديدا ولا مهما لها.
بل وفوق ذلك ندعوها إلى الانضواء في إطار (حركة الدستور والمجتمع المدني الإسلامي) وحقوق الإنسان/(الملكية الدستورية)وإذا استطاع الشعب أن يقيم تظاهرات بمئات الآلاف، سيستجيب (النظام الملكي المطلق) للدستور بعون الله(كما وقع في المغرب) فإذا لم يستجب وازداد الشعب إصرارا وتضحية، فسيرفع سقف المطالب، وحتما سيكون الدستوريون مع الشعب.
4ـ العمل الجماعي:
ينبغي أن تقتصر الدعوة على المظاهرات، على المجموعات، على(أن تنسق المجموعات وتتشاور)مع أهل الخبرة والرأي، من أطياف وأقاليم وفعاليات شتى، وهذا أمر ثبت نجاحه من خلال بيانات، كـ (رؤية لحاضر الوطن ومستقبله)، و(نداء للقيادة والشعب معا:الإصلاح الدستوري أولا).
ولا ينبغي أن يدعو إلى المظاهرات، ولا أن يتبناها، ولا أن ينادي بها فرد وحده،لكيلا يتحمل الشخص المنفرد أو المجموعة التي لم تشاور تبعة الانفراد، فما أصاب من انفرد ولو نجح، ولا أخطأ من نسق وشاور ولو خسر، ولكي تشارك الفئات والأطياف والتيارات الأخرى في إنجاح المظاهرات،ولكي لا يتضاعف الفشل، الذي وقع مرارا في هذا البلد، في تجمعات ودعوات سابقة، فضاعف إحباط الناس ويأسهم وترددهم، ولكي لا توصف الفئات المنفردة، بتهم طائفية أو إقليمية.
5ـ الحقوق العامة:
ينبغي أن تحدد للتظاهرات أهداف شعبية وطنية،تهم كافة الطوائف والأطياف والأقاليم، مثل إخراج المعتقلين، وتوظيف العاطلين، والمحاكمات السرية واستقلال القضاء. وأن تخصص كل جمعةبموضوع جديد مثل (جمعة أخرجوا المعتقلين/جمعة وظفوا العاطلين/جمعة حاسبوا النهابين /جمعة حاكموا الظالمين /جمعة البيعة الشرعية على الكتاب والسنة قوامها التزام الولاة بشورى نواب الأمة /جمعة الدستور الإسلامي /جمعة البرلمان /جمعة حرية الرأي والتعبير .....وهكذا).
6ـ الصراع الطائفي هو صنيعة الاستبداد وهو مطيته أيضا:
لضرب حقوق الأمة، والكاسب الوحيد في سوق الصراع الطائفي هو الاستبداد، فينبغي الحذر من توظيف الاستبداد الطائفية والطبقية والإقليمية لتفريق الأمة،إن الناس بكافة أطيافهم وأقاليمهم وطوائفهم مضطهدون، يعانون من الظلم والقمع والإهانة، والتهميش والتمييز العنصري، فينبغي للناشطين أن يوعوا الناس بأن المواطنة أم الحقوق، لكي لا تنطلي على الناس سياسة (فرق تسد)، التي تثير النعرة المذهبية والطائفية والإقليمية، للفتك بحقوق المواطنة، ولتنفير الناس عن دعاة الإصلاح السياسي.
إن المطالب الحقوقية الفئوية مهما كان صدقها وأهميتها؛ تعزل المتظاهرين عن مواطنيهم المضطهدين مثلهم، في الجهات الأخرى، ويسهل تشويه أصحابها، فيجد الاستبداد ضالته فيقول عن متظاهري المعتقلين: إنهم يدعمون الإرهاب ويقول عن مظاهرات القطيف: (وجاء دور المجوس)، فيخدع الرأي العام، لذلك ينبغي التركيز على المطالب العدلية العامة فهي الحل.
من أجل ذلك ينبغي أن لا تنحصر المظاهرات بفئة دون أخرى، وأن تتناسق جمع الجهاد السلمي بأهداف وطنية لا فئوية، وأن تتواكب جمعها في (مكة) و(جدة) و(الطائف)، وفي (أبها) و(جيزان) و(نجران)، وفي (الرياض) و(حائل) و(الجوف) و(تبوك) وفي (بريدة) و(عنيزة) وفي (الهفوف) و(القطيف).
إن لذلك مميزات كثيرة منها: أنه تجل لوحدة مطالب الأمة(الوطنية):بالحقوق السياسية والمدنية. وأهم منه أنه يذكي التنافس الشريف بين المدن والقرى، لكي تقوم كل بلدة بدورها.
ومنها أنه يسهل قيام مظاهرات في المدن الصغيرة والقرى
ومن فوائده أن الناس في القرى والحارات؛ يعرف بعضهم بعضا فيصعب اختراقهم
7ـ مظاهرات (أسبوعية):لأنها إذا انحصرت بمرة واحدة، ولا سيما إذا قمعت أو لم يحضر أحد، تضاعف ثمن تكرارها وسهل قمعها، فيتفاقم الإحباط واليأس، ويتضاعف الاستسلام.
إذن ينبغي أن تكون دوريةبشكل آلي تلقائي؛(أسبوعيا) ولو لم يحضر أحد في المرات الأولى، لأن مواصلتهاتشجع الناس، وتكسر حاجز الإحباط ،وعدم الثقة بالنفس.
كما أن كونها تلقائية دورية؛ يقلل من ملاحقة دعاة التظاهر، إذ لا تتوقف على نداء جديد.
كما أنه يجعل وتيرة المطالب مستمرة الارتفاع، فلو سكنت رياحها في إقليم لتحركت في آخر.
كما أنها ترخي قبضة شرطة الخوف والقمع، لأنها لا تستطيع أن تخمن في أي مكان سيتظاهر الناس
8ـ لا للدعاة المقنعين والأشباح:
ينبغي أن يعلن دعاة التظاهر عن أنفسهم، وعن تجمعاتهم الحقوقية الداعمة لهم، وأن يقول كل داعية لشرطة التخويف والقمع :
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا=متى أضع العمامة تعرفوني
نعم يتوقع أن تخوف (شرطة أمن الاستبداد وخوف العباد) دعاة التظاهر بالاعتقال، بل يحتمل أن يعتقلوا، ولكن هذا لا ينبغي أن يثنيهم عن استمرارها، بل ينبغي أن يكون حافزا على استمرارها، واستمرارها يشجع دعاتها، حين يعرفون أنهم لن ينسوا إذا اعتقلوا، بل سيكونون حاضرين في ذاكرة المتظاهرين
9ـ المندسون بلباس الإصلاح ظاهرة طبيعية:
ينبغي أننتوقع حضور العناصر المندسة، من الجواسيس والقتاتين والمنافقين، ضمن دعاة الإصلاح والمتظاهرين، فهذا أمر عادي وطبيعي، يحدث في كل زمان ومكان، ولكنه لن يمنع من نجاح المظاهرات، إذا تنبه الناس لمكر الفئات المندسة، ومحاولاتها زرع الخلاف بينهم، وحذروا من أن تتولى دفة توجيه حركة المظاهرات، بشعارات تصعيد أو كلمات شتم، أو بتحويلها إلى مسيرات، تذهب ريحها و تحرفها عن مسارها.
10ـ تعميم المظاهرات خير من قصرها على المدن:
ينبغي أن لا تنحصر المظاهرات بمدينةأو إقليم دون غيرهما. والأفضل القرى والمدن الصغيرة البعيدة عن تكاثر شرطة أمن الاستبداد وخوف العباد) والحارات المكتظة بالسكان،التي يصعب على الشرطة دخولها بسياراتهم.
11ـ مظاهرات لا اعتصامات:
لأن بقاء الناس معتصمين أكثر من ساعة، في مكان واحد يسهل على شرطة قمع الكرامة معرفتهم، ويتيح لها فرص الكيد لهم، فالاعتصامات السابقة كانت (مصيدة) للمعتصمين والمعتصمات، سواء أكانت في مساجد أم أمام مبان حكومية، لأن شرطة قمع الكرامة تصورهم، ثم تتعر ف عليهم واحدا واحدا
12ـ خارج الجوامع لا داخلها:
ينبغي أن تنطلق المظاهرات بعد صلوات الجمع، وتبدأ من خارج أبواب الجوامع، فانطلاق المظاهرات من الجوامع فور صلاة الجمعة؛أسلوب ثبت نجاحه في بلدان عربية عديدة.لأنه يضيف عددا كبيرا من المشاركين والمؤيدين ويكثر سوادها،والناس أقرب إلى الله والخير والعدل والرحمة والحمية الإسلامية، وأبعد عن نزغات شياطين الجن والإنس بعد الصلوات، فروح الجماعة ستدفع كثيرا من الساكتين إلى الحركة، بسبب خطبة محتسب بليغة، أو صرخة ثكلى مدوية، أو منظر طفل بائس، أو لافتة معبرة.
ولا ينبغي أن تكون المظاهرات داخل المساجد، لأن اعتصامات المساجد كانت (مصيدة)طلاب الإصلاح،عبر بضعة عشر عاما خلت، ولأنه لا يمكن تصوير المصلين (في الإعلام وهو بيت القصيد)بأنهم متظاهرون، ولأن استخدام المساجد يثير شبهة(استخدام دور العبادة) للفوضى.
13ـ ترك إعلان أسماء الجوامع قبل المظاهرات:
ينبغي أن لا تنحصرفيجوامع محددةمعلنة الأسماء، لأن إعلان مكان مسبق جعل شرطة قمع كرامة الشعب (في جميع المظاهرات السابقة)تطوق المكان وتسد الطرق الموصلة إليه، فتمنع الناس من التظاهر، وتفترس الناشطين.
وهذا القمع البوليسي للمظاهرات قبل وقوعها؛ تنفرد به الحكومة السعودية بين دول العالم.وقد قلل سد الطرق عدد المتظاهرين فأتاح فرصة لشرطة أمن الاستبداد وقمع العباد؛أن تزعم أن الناس راضون، بدليل أنه لم يتظاهر إلا واحد، ولا مانع لديها من تصويره (مادام واحدا كخالد الجهني).
وترك إعلان الجوامع والمدن هو الحل المناسب، لهذا القمع المركب، الذي قد يستنفر خمسين ألفا جندي من أجل احتمال(مئة متظاهر)
من أجل ذلك يبدو ترك إعلان المكان واعتبار المظاهرات عادة أسبوعية هو الحل الأمثل.
إنه يضمن أيضا عدم قدرة شرطة الخوف والقمع على توقع أماكن المظاهرات.
و أيضا يتيحللناس التظاهر في مدنهم، فيجنبهم مشقة السفر ويسهل عليهم إعداد ما يحتاج إليه التظاهر من لافتات وتصوير ومعرفتهم مدنهم وقراهم وطرقها ومساجدها تسهل عليهم الحذر.
14ـ مجموعات يطمئن أفرادها لبعض:
أن تنفذ المظاهرات مجموعات، كل مجموعة لا تقل عن( 5) أشخاص(في كل جامع) يتواصل أفرادها، الذين يثق بعضهم ببعض،ويختارون جامعا(دون أن يعلنوه لأحد)،ويدعون الناس فور الخروج من الصلاة، لأن المجموعات التي يعرف بعض أفرادها بعضا؛ أقدر على إدارة المظاهرة، ويصعب اختراقها. ويصعب دخول عناصر المباحث، بصورة متظاهرين أو قياديين فيها(كما وقع كثيرا في مظاهرات الجوامع)
15ـ عدم تواصل الدعاة والمجموعات مع بعض:
ينبغي أن يقتصر دور الدعاة على الإعلان عبر وسائل الإعلاموينبغي أن لا يتواصلوا مع المتظاهرين، وأن لا تتواصل المجموعاتأيضافي ما بينها، ولا معدعاة التظاهرلكي لا يلاحق ناشطوها فتجهض
16ـ كل يعمل على شاكلته، ولكل دوره:
من الضروري أن يحضر المظاهرات الناشطون من دعاة الحقوق والدستور،ولا ينبغي لأحد أن يعذر نفسه، إلا إذا كان من (أهل الأعذار)كمن اعتقل مرارا أو مدة طويلة، لأنه صار من أصحاب (السوابق) التي تجعل القضاة القساة يضاعفون سنين عذابه، وكمن له دور تثقيفي أو إعلامي،لا يقل أهمية عن حضور المظاهرة، فهؤلاء مشكورون قد قضوا(نحبهم)، ولكل نحب ودور ينتظره،فلا ينبغي للناس أن يشجعوا الداعية (الذي تكرر سجنه ) على ما يضاعف عذابه، إلا إذا أقدم وقد وضع احتمال أنه مسجون قبل أن يقدم (كما وقع للفارسين محمد البجادي ود.مبارك بن زعير)فك الله أسرهما
17ـ مدتها ما بين خمس دقائق إلى ثلاثين دقيقة:
ينبغي أن لا تزيد مدة المظاهرة عن نصف ساعة، لأن هذا يفوت على أجهزة القمع وصولها، ويشل قدرتها على الإيقاع بالناس واستفزازهم، وجرهم إلى مصادمات غير محسوبة أو اعتقالهم، ويتيح للناشطين أن يقوموا بعشرات المظاهرات، دون أن تعرفهم أجهزة القمع .
18ـ مكان واحد لا مسيرة:
ينبغي أن يبقى الناس متظاهرين في مكان واحد، ويحسن أن يكونوا في مكان مفاجئ ومزدحم مروريا، لأن ذلك يؤخر مهمة وصول شرطة تخويف الأمة، ولا ينبغي أن يتحولوا إلى مسيرة(ولا سيما إذا لم يعرفوا مدى صدق وحنكة قادة المسيرة من قبل)، على أن أفراد المجموعات التي يطمئن بعض أفرادها إلى بعض؛ ينقذونالمظاهرات من الأخطاء التي وقعت في مظاهرات( العليا )، وهو أن يتظاهر(جاسوس) بأنه إصلاحي، فيرتفع صوته بالتكبير، ويقود الناس إلى شوارع فرعية ليفرقهم، أو لكي تتعرف شرطة قمع حقوق الشعب على ناشطيهموتعتقلهم.
19ـ نظام المجموعات يصعب مهمة العناصر المندسة:
إن نظام المجموعات التي يطمئن بعض أفرادها إلى بعض ينجي من الأخطاء التي وقعت في مظاهرات المساجد كثيرا، مثل أن يستدرج الناس شخص ظاهره التقوى: وإنما هو (جاسوس)، يرفع صوته بالتكبير، لكي يجر المتظاهرين إلى مصادمات(مع جواسيس آخرين)، من أجل تلفيق تهم الاعتداء على رجال أمن الاستبداد.
20ـ التوثيق الإعلامي للمظاهرة:
هو تسعة أعشار أسباب نجاح الإصلاح السلمي اليوم،فمظاهرة (خمسين شخصا) مصورة؛ تعادل مظاهرة من (خمسين ألفا) غير مصورة.
وفي سياق الإعلام ينبغي أن يرفع المتظاهرون لوحة أو أكثربالتاريخ والمكان والمطالب.
وينبغي أن يصور المتظاهرون (ولكن من خلفهمإن أمكن) ، لكي لا يتعرف عليهم، وينبغي أن يواكب المظاهرة إعلام مكثف ينشر الصور فورا.
وينبغي للنساء الفضليات المتظاهرات أن لا يتحرجن من التصوير، فقد كان تحرجهن من التصوير من أسباب ضعف الإعلام عن مظاهرات القصيم، كما ذكر الأستاذ محمد البجادي فك الله اسره.
التصوير مشروع لأنه من أساليب الجهاد السلمي؛ لأن هذه المواقف مواقف جهاد، وليست حفلات أعراس ولاميلاد ولا أعياد، وما المانع الشرعي من تصوير نساء مجاهدات، محتشمات غير متبرجات بزينة، وقد لبسن مالا يصف البشرة ولا يشف عنها، وقد احتضن أولادهن الثكالى ؟
وينبغي أن يحمل كل من يستطيع (كمرة) تصوير ولو كمرة جوال، حتى لو كان طفلا، لكي لا يكون التصوير منحصرا بفرد، فتكسر كمرته أو تستلب.
إن صور النساء اللائي يحتضن أطفالهن تحت لافتة أطلقوا المعتقلين صور معبرة، فإذا أضيف إليها صورة جندي يؤذيهم، كانت على أمثاله أشنع وللناس أروع وأشجع.
وفي سياق ذلك ينتظر من هيئات وأفراد الإصلاح السياسي والحقوقي أن تبرز هذه الأنشطة، مهما
اختلفت معها، وتصورها (كما رفع أصحابها شعاراتها)دون تلوين أو تجيير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق