29 نوفمبر 2012

السعودية .. دولة "العجائز" وأسرة المستحيلات

الانهيار القريب في جزيرة العرب

 - تقول مضاوي الرشيدة الأستاذة في علم الانثروبولوجيا الدينية بالمعهد الملكي في الجامعة الاميركية، النظام الموجود في الجزيرة العربية، يفتقد لأبسط الشروط المنطقية في كل الجوانب المحيطة به وتنبأت بقرب سقوطه، مشيرة الى ان "نظاما مشلولا فكريا يحكم بالقبضة الحديدية والشرهة وطوابير التسول، لن يكون قادرا على الاستمرار ولن يكون جزءا من مستقبل الجزيرة وقدرها".
الشيء الذي يدعو للتساؤل، هو ذلك الانتشار والتمدد السعودي تجاه العالمين العربي والاسلامي، الذي هو شيء جديد بالتأكيد ويتناقض مع طبيعة الامور التي كانت سائدة حتى ذلك الوقت الذي كان فيه العراق ومصر قطبي الجذب والتأثير على المستوى التاريخي ثقافيا وسياسيا، لكن فجأة وبعد الحرب العالمية الثانية مع الاندحار العسكري للانظمة العربية في حرب 1967 التي كان من نتائجها ظهور السعودية لتلعب دورا محوريا كفاعل إقليمي سياسي وقد كان ولا زال دورها الاقليمي والدولي يتجاوز قدرتها الذاتية فكريا وسياسيا، باستثناء قدرتها المالية التي استخدمتها للرشوة وشراء الذمم والضمائر... بيد ان ذلك لم يسهم في ازالة او طمس الصورة التي علقت بأذهان العالم، والمعبرة عن جوهرها الحقيقي كونها.. بلد الاستبداد القادم من العصور الوسطى كونه نظاما يطبق الملكية المطلقة بطابع قبلي مركزي أحادي بشع، وهذا ما جعل وزير الدفاع السويدي "كرين انستروم" يؤكد وبوضوح من انه لن يتردد من وصف نظام الحكم في الجزيرة العربية بـ"الدكتاتورية " في حين وصفه وزير الخارجية السويدي النظام السعودي بـ " الملكية المطلقة "... 

ويظل السؤال : ترى لماذا يتجاهل الغرب بشكل عام واميركا بشكل خاص النظام الوهابي السعودي المنتج والداعم والمقوم للإرهاب...؟!

التقييم العملي للعلاقات السعودية الغربية بشكل عام والأميركية بشكل خاص يشير إلى أن الغرب والولايات المتحدة الاميركية يهتمان بالمملكة العربية السعودية للأسباب التالية:
1
ـ لأنها تتحكم بأكثر من ربع احتياطي العالم من النفط الخام
2
ـ لأنها شريك تجاري مهم
3
ـ لانها حليف مخلص ومطيع
4
ـ لانها معتدلة في المسارين: الاقتصادي والسياسي.

فعلى الصعيد الاقتصادي عملت وفق مقتضيات سوق المستهلكين العالميين للنفط، على مستوى الاسعار وعلى مستوى المعروض من النفط وبالكميات القريبة من حجم استهلاك العالم من النفط، أما على الصعيد السياسي، فمواقف السعودية من القضايا العالمية تستمد وجودها من الموقف الاميركي والغربي.

وللسعودية صلات وثيقة باسرائيل رغم ما يبدو على السطح من انها غير متحمسة لتطبيع العلاقات مع اسرائيل فكثيرا ما وخزت الصحافة الغربية من آن لآخر، النظام السعودي بشوكة العلاقات السرية التي تجمعه بإسرائيل استنادا على ما تملكه هذه الصحف من مصادر وما يصلها من تسريبات عبر أجهزة الاستخبارات لسبب او لآخر وكثيرا ما جمعت اللقاءات الثلاثية عادل الجبير سفير السعودية في أميركا ونائب وزير الدفاع الإسرائيلي، ضمن لقاءات ثلاثية "سعودية اميركية اسرائيلية" حول مبادرة " السلام " مع اسرائيل التي طرحتها السعودية ولم يكن هذا اللقاء واللقاءات التي اعقبته هي كل ما في تاريخ العلاقات الإسرائيلية السعودية، فكثيرا ما حضر تركي الفيصل لقاءات وحفلات استقبال اقامها اسرائيليون وتشير جريدة "ايديعوت احرونوت" الى ما يتمتع به سعود الفيصل من صداقات وعلاقات حميمة مع عدد كبير من السياسيين والدبلوماسيين والصحافيين السعوديين، وتورد مجلة "نيويوركر" تقريرا لسيمورهرش، تحت عنوان "إعادة التوجيه" اماط فيه الصحافي المتخصص بنشر التقارير السرية والصحيحة اللثام عن خفايا الإستراتيجية الأميركية في المنطقة الأشد التهابا في العالم، وطبيعة المهمات التي تضطلع بها حكومات عربية حليفة لواشنطن، وعلاقاتها بالدولة العبرية، تقتطف منه فقرات تتعلق بالسعودية، حيث يقول: "ان التحول في السياسة دفع السعودية و اسرائيل الى ما يشبه "العناق الاستراتيجي الجدي " لاسيما ان كلا البلدين ينظران الى ايران على انها تهديد وجودي، وقد دخل "السعوديون" والاسرائيليون في محادثات مباشرة، وكشفت وثيقة جديدة لموقع ويكليكس: " ان المملكة العربية السعودية لديها اتصالات مع اسرائيل وتشمل الوثيقة مناقشات دارت بين القائم بأعمال الأمين العام المساعد لمكتب شؤون الشرق الاوسط بالخارجية الاميركية ومسؤولين في وزارة الخارجية الاسرائيلية، وكان محور البحث هو العلاقات الإسرائيلية القطرية، وكيف ان قطر تشكو من وجود علاقات سرية وطيدة وقوية بين إسرائيل والسعودية... وإنها تخشى ان تكون هذه العلاقات على حسابها.

من ذلك، نكتشف السبب الأساسي الكامن خلف تجاهل الدول الغربية والولايات المتحدة الاميركية عن سبق اصرار انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان واستشراء القمع والفساد خشية على مصالحها الاقتصادية ورغم ذلك فان ما يمكن ملاحظته هو ما يلي:

1
ـ وهن واضح وتقلص في النفوذ السعودي في المنطقة وذلك بسبب ظهور المستجدات التالية:

أ ـ إخوان مصر وسلفيوها لانهما يكشفان عجز السعودية عن اللحاق بركب مصر في اطار العلاقة باميركا واسرائيل ودول الغرب.

ب ـ التمثيل المصري لـ " الاسلام".

ج ـ انعدام الشفافية التي ترافق عليه التوريث في السعودية في ضوء الحالة الصحية المتدهورة للملك عبد الله خصوصا وان عملية نقل السلطة في السعودية لم تتم بلا مخاطرة الان بسبب ان جميع ابناء الملك عبد العزيز المتبقين شيوخ ومرضى وغير قادرين على أداء واجباتهم على نحو صحيح.

2
ـ تزايد التساؤلات محليا واقليميا ودوليا حول مدى كفاءة النظام في ادارة دفة العلاقات السعودية مع العالم تحت ظل زعامة متهالكة وطاعنة في السن والشيخوخة فالملك عبد الله هو سادس ملك يحكم في النظام السعودي فالأول الملك عبد العزيز ثم الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد ثم عبد الله، ولد الملك عبد الله عام 1924 وهو الابن الثاني عشر من ابناء الملك عبد العزيز من الذكور استلم السلطة 1995 بعد تعرض الملك فهد لمصاعب صحية غير انه لم يتوج إلا بعد وفاة الملك فهد في 1 / آب / 2005 وقد كان الأمير سلطان وليا للعهد وهو اصغر من أخيه الملك عبد الله بسنة واحدة، أي هو مواليد 1923، ففارق الحياة قبل أخيه ليترك ولاية العهد شاغرة لاخيه نواف وهو من مواليد 1933 وهكذا نجد انفسنا أمام حالة فريدة من نوعها في العالم وفي التاريخ البشري ونضع الان قائمة بأسماء ابناء الملك عبد العزيز حسب أعمارهم ومؤشر إزاء كل واحد منهم تاريخ ولادته ووفاته:

1
ـ تركي الاول   19سنة   1900   1919 
2
ـ الملك سعود  67سنة   1902   1969
3
ـ الملك فيصل 86 سنة   1904  1988
4
ـ الملك خالد  82سنة    1912  1992
5
ـ الامير محمد 78سنة    1910  1988
6
ـ الامير ناصر  74سنة    1920  1984
7
ـ الامير سعد 71سنة    1922  1993
8
ـ الامير منصور 30سنة  1921 1951
9
ـ الملك فهد 82سنة    1963 2005
10
ـ الامير بندر 88سنة  1923
11
ـ الملك عبد الله 88 سنة 1923
12
ـ الامير عبد المحسن 60سنة 1925 1985
13
ـ الامير مساعد 88سنة 1963 لازال على قيد الحياة
14
ـ الامير مشعل 85سنة 1963

الاسم                  العمر      الولادة     الوفاة       على قيد الحياة
15
ـالاميرسلطان        87       1924    2011
16-
الامير عبد الرحمن 81       1931                   علي قيد الحياة
17
الامير متعب         83       1982                   على قيد الحياة
18
الامير ماجد          73       1930    2003
19
ـالامير طلال          81       1931                   على قيد الحياة
20
ـالامير مشاري       80       1920    2000
21
ـالامير بدر             79      1933                    على قيد الحياة
22
ـالامير تركي          78      1934                    على قيد الحياة
23
ـالامير نواف           79      1933                    على قيد الحياة
24
ـالامير نايف           79      1933     2012
25
ـالامير فواز           74       1934     2008   
26
ـالامير سلمان       76       1936                    على قيد الحياة
27
ـالامير ثامر           23       1915     1958
28
ـالامير ممدوح        72      1940                    على قيد الحياة
29
ـالامير عبد الاله     77       1935                    على قيد الحياة
30
ـالامير سطام        69      1943                     على قيد الحياة
31
ـالامير احمد         72      1940                     على قيد الحياة
32
ـالامير هذلول       71       1941    2012
33
ـالامير عبد المجيد  67      1940     2007
34-
الامير مشهور     70       1942                    على قيد الحياة
35-
الامير مقرن        69      1943                    على قيد الحياة
36
ـ الامير حمود       49       1945    1994

الأمير حمود هو اصغر إخوته البالغ عددهم 36 مات في عام 1994، والمتبقي منهم 17 تتراوح اعمارهم ما بين 70 ـ 80 سنة، وجميعهم بلا استثناء يشكون من عدة امراض خطيرة من مرض "الزهايمر" الذي اصاب اغلبهم وخصوصا الملك عبد الله وقبله الملك فهد الذي كان راقدا في الفراش يعاني قرابة العشر سنوات. في مثل هكذا وضع تسير عجلة الامور في السعودية يتزامن معه ويرافقه، تفشي التذمر والسخط بين افراد العائلة نفسها، اذ صار الحسد والغيرة يأكلان قلوب الجميع وخصوصا اولئك الذين يتولون مسؤوليات امنية وعسكرية وعددهم اكثر من " 500 " امير يحاطون بالتعظيم والتشريف في حين ينظر اليهم عموم الشعب السعودي والجيش وقوات الامن، نظرة احتقار وازدراء بسبب الانطباع العام المترسخ لدى عموم الشعب من النظام عاطل ومعطل وهو يعيش عالة على واردات النفط التي تسرق علانية بصفقات اسلحة كاذبة لا يحصل منها البلد سوى النزر اليسير جدا... وهذا وسنتناوله في موضوع قادم تحت عنوان "سرقة اموال النفط بعقود أسلحة كاذبة".

ان ازمة النظام السعودي.. ازمة مركبة ومعقدة جدا ولا مخرج للسعودية من هذه الازمة الا اذا تخلت عن اوهام الاستمرار في فرض هيمنة وسيطرة العائلة السعودية التي بات استمرارها في حكم البلاد أمرا في غاية الصعوبة بل هو بات من ا
اسلام تايمز - تقول مضاوي الرشيدة الأستاذة في علم الانثروبولوجيا الدينية بالمعهد الملكي في الجامعة الاميركية، النظام الموجود في الجزيرة العربية، يفتقد لأبسط الشروط المنطقية في كل الجوانب المحيطة به وتنبأت بقرب سقوطه، مشيرة الى ان "نظاما مشلولا فكريا يحكم بالقبضة الحديدية والشرهة وطوابير التسول، لن يكون قادرا على الاستمرار ولن يكون جزءا من مستقبل الجزيرة وقدرها".

الامور التي يصعب التعاطي معها بل هي غير ممكنة فهناك الآن جدل ساخن في أوساط الجيل الثاني من ال سعود حول اهلية الاستمرار في حصر تولية ابناء الملك عبد العزيز لملوك او في ولاية العهد وتقدم بعضهم ومنهم الامير سعود الفيصل الذي يعتبر من بين ابرز المرشحين لتولية ولاية العهد اذا ما انتقل الملك عبد الله الى جوار ربه.

برامج تتضمن اقتراحات وتصورات ومطالب لما ينبغي القيام به لتمييع الحالة وتخطي الازمة الخانقة التي تعصف بالنظام السعودي ومن بين هذه المقترحات تعزيز قدرة الجيل الثاني من العائلة الحاكمة على تخطي حاجز الجيل الأول باعتبار ان تجاوز محنة النظام وازمته الخانقة تكمن اولا وقبل كل شيء في تبني إصلاحات جذرية تخرج النظام من عزلته وانقطاعه عن المعاصرة والحداثة، إلى زمن التعايش مع العالم المتحضر والمتمدن، زمن تحترم فيه حقوق الإنسان وتطلق قدراته وطاقاته الإبداعية في كل شيء.

يقول السفير الاميركي السابق فورد فراكر 2008 ـ 2009، الغريب ان كل من تلقاه في السعودية يريد الاصلاحات ويطالب بها ان اي شخص منهم تتاح له فرصة ان يكون ملكا.. عندها سينقلب ضد الاصلاحات نعم تلك هي الحقيقة، لان الجميع عندما يتمنون ويوافقون على الاصلاحات، لأنهم لا يملكون صلاحية الموافقة على شيء كهذا.. الملك بالمفهوم السعودي، هل كل شيء، لان كل شيء بيده، اذن لماذا يستكين الشعب لسلطة ملكية استبدادية فردية غاشمة..؟

هناك تعليق واحد:

  1. هي في حقيقة الأمر دكتاتورية قمعية طاغوتية استبدادية لاتبحث عن مصالح وطن او شعب او دين اسلامي او اخلاق او عروبة او دول ووطن عربي او اسلامي هي لاتبحث عن سوى شيئ واحد فقط مهما كلفها الأمر ؟؟؟؟؟؟

    ردحذف