كشف "وجدي الغزاوي" رئيس مجلس إدارة قناة الفجر الفضائية، ملابسات تعثر قناة الفجر وسفره إلى المملكة لحل مشكلة القناة وتعسف السلطات معه ومنعه من السفر مجددًا إلى مصر.
وفي رسالته الأولى والتي عنونها باسم "من طقطق لسلام عليكم" ضمن خمس رسائل بعنوان " للمنصفين فقط" وجه أعتذارًا لمحبي قناة الفجر الفضائية التي تبث من مصر، مضيفًا: "أتحدث إليكم اليوم عن الصمت الطويل منذ وصولي للمملكة في 18/11/2011 وحتى تأريخ اليوم الثلاثاء الموافق 13/3/2012 وذلك لأسباب وملابسات مررت بها طوال الفترة الماضية تقتضي سكوتي وصبري وانتظاري.. ونظراً لطول الصمت وكثرة الشائعات والأقاويل واضطراب وحيرة المحبين والمنصفين والذين بدأ يتسرب إليهم الشك والريبة، تارة والخوف علي تارة أخرى، رأيت لزاماً أن أسرد لكم جميع التفاصيل والأحداث التي مررت بها منذ وصولي للرياض وذلك على شكل نقاط بلغت ثمانية وعشرين نقطة، فأقول مستعيناً بالله:
1. التقى الشيخ أحمد بغدادي نائب رئيس مجلس إدارة قناة الفجر الفضائية يوم الأحد 13/11/2011 بالأمير محمد بن نايف بمكتبه وأخبره بأني أرغب في تقديم تصور لمشروع فضفضة،والعودة للمملكة،فوافق سموه وأحال الشيخ البغدادي لمندوبه الأستاذ (أبو.م) والذي تواصل مع الشيخ أحمد وأبلغه بموافقة سموه على اللقاء وتوجيه الأمير بأن حضوري للمملكة على ضيافة سموه.
2. تواصلت هاتفياً يوم الخميس 17/11/2011 بحضور الشيخ أحمد بغدادي من القاهرة بالأستاذ (أبو.م) وسألته صراحة هل أنا آمن في حضوري للمملكة؟ فقال: تحضر لبلدك وأهلك وتقابل الأمير وترجع متى شئت وهذه بلدك ؟ وبعد المكالمة بعشر دقائق أرسل لنا تذكرتين إلكترونيه برسالة جوال وعلى الدرجة الأولى ذهاب الجمعة 18/11/2011 م صباحاً على رحلة السعودية رقم 310 من القاهرة للرياض ورقم التذكرة: 06529668996761 والعودة بنفس التذكرة الأربعاء 2/11/2011.أي أنني سأمكث في الرياض خمسة أيام فقط وفق الحجز المعمول وما فهمه الشيخ أحمد أننا سنلقى الأمير يوم الأحد على الأكثر.
3. بعد انتهاء المكالمة واستلام التذكرة استشرت نفراً من المقربين والأصدقاء وقد أشاروا عليّ جميعاً بعدم الذهاب وحذروني من تبعات ذلك وأني إذا دخلت المملكة فلن أخرج منها أبداً.وأنه لا توجد ضمانات لتلك الوعود.
4. تأملت الخيارات المطروحة وهي البقاء بمصر معززاً مكرماً بين موظفي القناة ومتابعيها ونواصل مشوار الفضفضة.أوالسفر إلى لندن أو سويسرا وكلكم يعلم سهولة ذلك وترحيب الكثير من الجهات بي.أو الخيار الثالث وهو الحضور لبلدي وأهلي والثقة في تعامل الأمير محمد الحضاري.وعرض تصوري ووجهة نظري على سموه فإن قبلها فخير وبركة وإن رفضها فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وقد بذلت جهدي وأدليت بدلوي في محاولات الإصلاح.
وتأكيداً لهذا العهد والأمان الذي أعطانية سمو الأميرمحمد والذي أكده لي قبل شهرين معالي وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في مكالمة هاتفية مطولة قال لي حرفياً:
تعال المملكة "أنا أضمن لك وعندي ضمان لك من الأمير محمد بأنهم لن يتعرضوا لك أبداً " وأكد لي فضيلة الشيخ أحمد الزراع أنه تحدث مع صاحب السمو الملكي ولي العهد وزير الداخلية الأمير نايف وفقه الله فقال له حرفياً : خليه يجي بلده ولن يتعرض له أحد، ويقابلني بمكتبي. وبعد كل هذه التأكيدات وضعت وتأملت الاحتمالات المنطقية التالية:
( أ ) يتم القبض علي فور وصولي ؟ وهذا لم يحدث ولله الحمد بل أشكر سمو الأمير على حسن الاستقبال وكرم الضيافة فقد تم استقبالي بصالة كبار الزوّار وتم نزولي بجناح في فندق انتركونتينينتال مع توفير سيارة وسائق على مدار الساعة.
( ب ) أن ألتقي بالأمير وأتمكن من عرض فكرتي وبيان ما لدي ثم أسافر الى مصر بعد أن أنهي جميع ارتباطاتي وأعمالي بالمملكة ( وهذا لم يحدث مع الأسف حتى اللحظة ).
(ج ) أن يتم تعطيلي عن التحرك والسعي لحل مشكلة الديون حتى يحين موعد جلساتي مع الغرماء نهاية محرم ( السبت 24/ ديسمبر 2011 ) ويتم عندها مطالبة أحد الدائنين بحبسي وعندها يُقال:
تم حبسه بحق خاص وليس للدولة أي تدخل في هذا النوع من الحقوق؟.
5. كانت تلك الخيارات والفرص المتاحة لي ( البقاء بمصر، السفر لأوروبا، العودة للمملكة) ثم المخاوف التي ذكرتها ،وبعد التأمل والاستخارة أخترت العودة لوطني كما أسلفت مراعياً الأمرين التاليين:
(أ) مواصلة الكلمة الإعلامية الحرة التي تبنت طرحاً جديداً تميز بالشفافية والوضوح وقدم ثقافةً في الإنكار بعيدة عن التخريب والإفساد.والعقلاء يعلمون أني لم أتجاوز حدود الشرع وأنَ كلامي يصب في مصلحة الوطن وليس فيه إساءة للقيادة العليا ولا لشرعية الدولة وهذا ما أكده مندوب الأمير (أبو.م) وكرره مراراً بقوله:( الأمير محمد يقول الداخلية ما عندها شئ على وجدي ولا على كلامه ). مراعياً ما ترجح عندي أيضاً أن الأمير لا يمكن أن يخلف وعده ويخفر عهده.
(ب) مواجهة قضايا ديون الفجر وجلساتها بمحكمة مكة الكبرى والعمل على إغلاق هذا الملف. فلا يليق بي الهرب وتجاهل القضاء وتوريط الكفلاء والذين هم من أعز الناس وأقربهم إلي.
إذاً قرار العودة كان هو الأرجح والأصوب من وجهة نظري وقد لا يكون الأسلم.
6. وصلنا الرياض الثانية ظهراً من يوم الجمعة 18/11/2011 وتم استقبالنا بالصالة التنفيذية ثم توجهنا للفندق ومكثنا به من يوم الجمعة 18/11/2011 وغادرنا يوم الخميس 3/12/2011 أي ستة عشر يوماً مكثنا فيها بالفندق أنا والشيخ أحمد في انتظار أن يتم استدعاؤنا في أي لحظة لمقابلة الأمير محمد ولكن مع الأسف لم يحدث ذلك وتعطلت مصالحي وشلت حركتي ستة عشر يوماً مما ألحق أضراراً بالغة بقناتي الجريحة الفجر ومكتبي بالقاهرة وأسرتي بجدة والقاهرة.وهيأ هذا التصرف مناخاً جيداً لترويج الشائعات والقيل والقال واتهامي بالباطل ومحاولة تشكيك الجماهير المحبة والمؤيدة للحملة ومنهجها، بشخصي ومصداقيتي.والجميع بالطبع لا يعلم ما حدث لي من تفاصيل وأحداث منذ وصولي إلى اليوم.
7. طلبت من ممثل الأمير الأستاذ (أبو.م) أن أرجع لمكة لرؤية أهلي وأولادي والذين قاموا بزيارتي في الفندق يومي الجمعة والسبت 25- 26/11/2011 وعادوا لمدينة جدة لظروف المدارس فلم أرهم سوى هذين اليومين،فطلبت العودة لزيارتهم فوافقوا وكان ذلك يوم الخميس 1/12/2011 حيث سافرت لجدة وتم تنسيق السفر والحجوزات بواسطتهم كالمعتاد.
8. بعد مضي تسعة أيام مع أهلي بجدة،تم استدعائي ثانية للعودة للرياض لمقابلة الأمير وتحديداً يوم السبت 10/12/2011 وأقمت بنفس الفندق وبنفس كرم الضيافة ليوم الجمعة 16/12/2011 على أمل أن يتمكن سموه من لقائي كما وعدني. وكان لدي جلسة يوم السبت 17/12/2011 بمحكمة مكة متعلقة بجدولة ديون قناة الفجر. فقال لي الأستاذ (أبو.م) لقد تم ترتيب جميع إجراءات سفركم ووصولكم لحضور الجلسة ثم العودة للرياض نفس اليوم.
9. أثناء توجهي للمطار مساء الجمعة 16/12/2011 أخبرني الأستاذ (أبو.م) بأنَ شخصاً من الداخلية سيرافقني لجدة وسيصطحبني لفندق ما، ثم للمحكمة صباحاً ؟ فقلت له لا داعي للفندق ومنزلي موجود وسأذهب لأبيت مع أولادي. فقال لا في ترتيبات معينة لابد من اتباعها وهذه في مصلحتك. وصلنا جدة الثانية بعد منتصف الليل وكان في انتظارنا مندوب من الداخلية توجهنا مباشرة إلى مكة المكرمة ونزلنا بفندق الشهداء.وعند التاسعة صباحاً وبعد راحة قصيرة أعقبت صلاة الفجر نزلت مع المندوب لبهو الفندق ووجدنا ثلاث شخصيات في انتظارنا كان واضحاً سرية التعامل وغرابته؟ ثم انطلقنا للمحكمة الكبرى بمكة.
10. حضرنا الجلسة وهم في معيتي وانتهينا ورجعنا إلى جدة وسمحوا لي بتناول طعام الغداء مع أسرتي وأولادي؟.ثم قاموا بالمرور علي الساعة 9:30 مساءً وذهبنا للمطار ووصلنا الرياض الواحدة صباحاً وعدت لنفس الفندق وفي نفس الغرفة .
11. في اليوم التالي زارني مندوب الأمير الأستاذ (أبو.م) وكان معي الشيخ أحمد بغدادي،وكنا في قمة الغضب والاستياء من هذا التعطيل والانتظار وغلب علينا اليقين أنه تم استدراجي وتعطيلي حتى يتم حبسي بالحق الخاص؟.
وهنا فجر الأستاذ (أبو.م) مفاجأة عجيبة؟ إذ قال كل هذه الترتيبات لحمايتك. هؤلاء ضباط وواحد منهم من القوات الخاصة كانوا في حمايتك لأن هناك معلومات مؤكدة لاحتمال اغتيالك من بعض الأشخاص المغرضين ليتهموا الحكومة بقتلك وتصفيتك؟ ويستثمروا الحدث؟
ولذلك أنت هنا في حمايتنا وحراستنا وإذا تريد ترجع لأهلك فأنت تتحمل مسؤولية نفسك.وأضاف: والله موس واحد في بطنك أو رقبتك تنتهي وأنا أشهد صاحبك الشيخ أحمد أني حذرتك وأنت حر لو حبيت ترجع جدة أنت المسئول عن نفسك؟
قلت طيب أنا عندي جلسة ولا بد أتحرك وأقابل أصحاب الديون وأرتب أوراقي ؟ أيضاً أهلي وأسرتي بحاجة لوجودي معهم ؟ فيجيب الأستاذ (أبو.م) بعبارتة المعهودة والمطمئنة : يجيب الله خير !ويقول للشيخ أحمد قول لصاحبك يركدْ ويصبر ولا يستعجل.!
12. وأهم ما في هذه النقاط هو اقتراب تحقق تخوفي المذكور وهو تعطيلي وانتظاري بالفندق حتى موعد جلسة الديون ثم يتم حبسي بحق خاص وفي مبلغ كبير جداً يصل لثلاثين مليون ريال هي ديون قناة الفجر الفضائية، وبذلك يتم حبسي بعيداً عن بعبع المباحث ومعتقلي الرأي؟ ويؤيد هذا التوجه أمران :
(أ) حملة الإعلام الإلكتروني السعودي غير الرسمي والذي شن حملة مفادها صدور حكم من محكمة جدة بحبسي واعتقالي وهذا من باب تهيئة الرأي العام وبمعلومة مغلوطة لاستقبال هذا القرار.( علماً بعدم وجود قضايا بجدة إطلاقاً ولكنه خطأ متعمد).ناهيك عن مداخلاتهم بكل الوسائل المتاحة بالإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي لتسريب الشائعات والمعلومات المغلوطة، واستفزازي بطرح تساؤلات المديونيات بحسابي بتويتروالفيس بوك.
(ب ) تكرار الأستاذ (أبو.م) في الأسبوعين الأخيرين لعبارة نحن لا نتدخل في الحق الخاص؟. قلت له نعم لو كان دماً أو عرضاً لا يمكن أن تتدخلوا فيه لكن الديون ( الأمور المالية ) أمرها سهل .
13. أؤكد لكم بأني لم أحضر للمملكة من أجل المال أو سداد ديون الفجر من الداخلية مثلاً أو الديوان الملكي؟ فهذا تصور سطحي غير عميق،وساذج لا يصدر من عاقل مدرك للظروف والملابسات من حولنا أو مستوعب لمحاور الحملة على مدار ثلاثة أشهر.
وعندما سألني مندوب الأمير الأستاذ (أبو.م) أن أكتب للأمير قصة لقائي بالملك وحواري معه يحفظه الله ذكرت أنني لم أصدق أنَ خادم الحرمين يبشرني بالخير وسداد ديون الفجر ويوعدني في بيت من بيوت الله ويوم الجمعة لدعم القرآن الكريم ، ثم لا يصلني منه شيء؟ صعب أصدق هذاالأمر.
وطلبت على أقل تقدير أن أعرف التوجيه الخطي والرسمي الموجود على الطلب الذي قدمته لخادم الحرمين سواء بالرفض أو الحفظ أو صرف كل أو جزء من المبلغ؟ هذا حقي كمواطن تواصل مع القيادة العليا رسمياً وحصل على وعد منها؟مجرد العلم بالإجراء الرسمي المتخذ.
14. الإخوة المقربين مني وخصوصاً فريق فضفضة وبشبه إجماع من المتابعين لي على شبكات التواصل الاجتماعي والناس من حولي يظنون أنَ هذه الفترة السابقة " منذ لحظة وصولي في 18/11/2011 وحتى كتابة هذه الرسالة" ما هي إلا فترة مدروسة الهدف منها تعطيلي ومنعي من السعي حتى تنتهي فترة المهلة، ويتم حبسي!! ولن يتم لقائي بالأمير ولن يتم الاستماع لمشروعي وستكون نهايتي الحبس بطريقة خارج إطار الاعتقالات السياسة وقضايا الرأي، لأن ملف المعتقلين لا يحتاج لإضافة ملف وجدي غزاوي طالما هناك وسيلة مضمونة لحبسه بعيداً عن الداخلية؟
وكنت أقول لهم وما زلت، أرجو أن يخيب ظنكم للأسباب التالية :
(أ) المفترض أن الأمير محمد أكبر قدراً من هذا الأسلوب ،فلو أراد اعتقالي فلا يحتاج لهذا الأسلوب وهذا التدرج الذي ينافي أخلاقه وقيمه الإسلامية والعربية.لذا أستبعدت هذه الظن.كما أن مثل هذه الحادثة ستسجل في تاريخ هذه الحقبة الملتهبة كحالة لخفر العهد والأمان مع شخص مثلي لم يفجر ولم يقتل ولم يخرج على الشرعية للأسرة والنظام، بشهادة ملايين المتابعين.
(ب) الحق الخاص في الأمور المالية أمره يسير ولا أريد أن يدفع لي أحد لحسابي الشخصي بل يمكن تسوية هذا الدين مع أصحابه مباشرة، دعماً لقناة الفجر الفضائية أول فضائية تخصصت في القرآن الكريم وعلومه وفنونه. لتعود لبثها وليس انقاذاً لوجدي الغزاوي.خصوصاً وأن حكومتنا سباقة في دعم المشروعات الخيرية الدعوية العالمية والمحلية والفجر انطلقت من مكة لخدمة كتاب الله وأنا تحملت ديونها وتبعاتها خدمة لكتاب الله عزوجل، ولا يمنع أبداً ان تدعم حكومتنا هذه القناة المباركة وتنهي معاناتها والمبالغ المطلوبة زهيدة جدا مقارنة بالمساعدات والهبات الحكومية للقريب والبعيد.وأؤكد للجميع أن طلب الدعم من الحكومة لمشروع إعلامي بحجم الفجر ليس عيباً ولا منقصة بل هو أمر بدهي لا حرج فيه وخصوصاً أنه مقدم للملك مباشرة.
( ج ) على أقل تقدير لو لم ترغب الدولة سداد ديون الفجر ، فعلى الأقل كان الأولى أن يتركوني أسعى وأتواصل مع الناس وفاعلي الخير المحبين والمتابعين لقناة الفجر في الداخل والخارج ، أما أن أظل حبيس الفندق لمدة أربعة أشهر إلا أسبوعاً لا أتحرك ولا أسافر ولا يتولى أمر الدَين أحدُ حتى أحبس فهو سيناريو مستبعد لمنافاتة لكل القيم والمبادئ العربية فضلاً عن الإسلامية.وإن كان هو الظاهر حتى تأريخ مراجعة وتبييض هذه الرسالة 13/3/2012
15. سافرت من الرياض لجدة يوم الجمعة 23/12 ثم لمكة يوم السبت لحضور الجلسة الختامية في قضية الديون ولطف بي المولى ومنحت مهلة لمدة شهر واحد فقط هي شهر صفر 1433 وبعدها السداد أو الحبس.وليلة السفر كتبت خطاباً تفصيلياً بكل ما حدث للأمير محمد بن نايف وسلمته لمندوبه.
حضرت جلسة المحكمة السبت 29 محرم 1433 الموافق 24 ديسمبر 2011 بحراسة خاصة رافقتني من الرياض وحتى بيتي بجدة ثم صباحاً إلى المحكمة. وفي الجلسة رفض الخصوم التنازل عن أي مبلغ من إجمالي مطالباتهم لديون قناة الفجر الفضائية. وبفضل الله عز وجل وافقوا على منحي مهلة لشهر واحد اعتباراً من غرة صفر 1433.وبعدها إما سداد المبلغ كاملاً أو سداد دفعة معتبرة منه، أو الحبس كما هو معلوم.
16. رجعت من المحكمة مباشرة إلى جدة برفقة الحراسة وطلبت منهم المرور على مكتب معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف بجدة للسلام على معاليه.وبعد السلام على الوزير وحوالي الثالثة ظهراً مررت على المحامي الموكل وقمت بتسليمه الوكالة الخاصة به التي كنت أخرجتها قبل أسبوع،ليترافع عني أمام خصومي إن لزم الأمر،وبعد لقاء المحامي رجعت لمنزلي، والذي فرضت عليه مراقبة على مدار الساعة.
17. في اليوم التالي الأحد 25 ديسمبر وبعد العاشرة مساءً اتصل بي مندوب الأمير الأستاذ (أبو.م) وأخبرني بضرورة العودة فوراً للرياض الآن؟ فقلت له لا أستطيع لدي الكثير من الالتزامات التي يجب إنهاؤها إلا إن كان موعد لقائي بالأمير قد تحدد؟ فأرجو إمهالي حتى الغد على الأقل لأصلح شؤون بيتي، فرد علي بعدها بمكالمة: التعليمات لا بد تحضر الآن ؟ وكان مندوب الحراسة المرافقة على الباب ينتظرني وبالفعل انطلقنا ووصلنا الرياض الثانية صباحاً ورجعت لنفس الفندق.
18. في اليوم التالي الاثنين 26 ديسمبر توقعت أن يتم استدعائي لمقابلة سمو الأمير، لأن مندوبه الأستاذ (أبو.م) أخبرني أني لا يمكن حتى الانتظار لرحلة الصباح وأن الوضع عاجل جداً، وبقيت في انتظار مكالمة أو إشعار من يوم الإثنين 26 ديسمبر إلى يوم السبت 31 ديسمبر زارني الأستاذ (أبو.م) بالفندق بعد سلسلة من الاتصالات بيننا والتي لم تحمل أي إجابة محددة.
أخبرني الأستاذ (أبو.م) أثناء اللقاء بأني يجب أن انتظر تعليمات لا يعلم متى تصدر؟ وأنه لا يمكنني العودة لجدة والانتظار هناك؟ وأنه لا يمكنني حتى احضار زوجتي من جدة حتى لو على نفقتي الخاصة لتكون معي أثناء انتظاري بالفندق؟ كما أكد أنه لا يمكن لأبنائي زيارتي بالفندق؟ فقلت له وهل يعلم سمو الأمير الأضرار التي ترتبت وستترتب على حجزي هكذا بالفندق؟ فأجاب : الأمير يعلم كل شيء حتى رقم غرفتك يعرفها الأمير محمد؟ وكل هذه الإجراءات بعلم سموه.!
كررت عليه السؤال مرة أخرى من هول الصدمة؟ فقال: يا شيخ أنا ما أكذب عليك أجبتك عشر مرات الأمير يعلم تماماً بكل هذه الإجراءات؟.
19. أنا حضرت للمملكة بطوعي واختياري وبتنسيق مع سمو الأمير مباشرة ولم أحضر معتقلاً أو محبوساً. وحضوري كان لهدف وطني نبيل وهو عرض تصوري لمرحلة ليست مجرد فضفضة وترك الأمر للدولة إما الاقتناع بالمواصلة أو عدمه.وأعتقد أنَّ هذا تصرف يُحسب لي ويدل على وطنيتي.
20. حضرت للمملكة تاركاً خلفي بالقاهرة مكتب قناة الفجر والموظفين وبيوتي وكافة المتعلقات الطبيعية لأي إنسان مقيم بدولة أخرى، ومخططاً لعودتي بعد أسبوع واحد على الأكثر وفق الحجز الذي أرسله مندوب الأمير الأستاذ (أبو.م) ووضحت تفاصيله في الفقرة رقم (2) وقد ترتب على تأخري عن مكتبي ومحل إقامتي لأكثر من أربعين يوماً الأضرار التالية:
i. إغلاق مكتب قناة الفجر بالقاهرة وعدم مقدرة الموظفين على تجديد العقد للسنة الجديدة 2012 مع تعثر دفع الإيجارات وبالتالي تم تسليم مقر القناة وإغلاقه تماماً ونقل الأثاث لمستودع بالقاهرة، وبيع جميع الكاميرات والمعدات لسداد المستحقات التي يترتب عليها إجراءات قانونية؟ مما يعني زيادة الضرر علينا، وإغلاق القناة تماماً.
ii. تراكم الديون والمرتبات المتأخرة والتي كنت بفضل الله أوفرها بحركتي وسفري وانتقالي وإدارة أمور القناة بنفسي.وتضرر جميع رجال الفجر الأبطال والذين أثبتوا أن الفجر لم تكن يوماً وظيفةً لهم بل رسالة آمنوا بها وبذلوا من أجلها الكثير من التضحيات.
iii. تراكم أقساط القناة وأقساطي الشخصية من إيجارات وسيارات وغيرها من الأقساط المعتادة عند عامة الناس في كل مكان، وترتب إجراءات قانونية، بسبب تغيبي غير المتوقع أبداً.
iv. كثرة القيل والقال وانتشار الشائعات، في الأوساط العامة والخاصة،خصوصاً في مصر، مع عدم رغبتي في الرد والتوضيح، أو الظهور في وسائل الإعلام حتى لا يقال:أنت استعجلت وما صبرت حتى تقابل الأمير؟ فأصبح أنا المخطيء المتسرع.
21. إن فرض إقامتي بالفندق وبمدينة الرياض فقط ولأجل غير معلوم، وبدون أي معلومات مفيدة يستهلك من مدة السماح التي حصلت عليها من الدائنين حتى أسدد ما أستطيعه من دفعات(نهاية شهر صفر 1433).فحظر سفري للمنطقة الغربية يعني حبسي المؤكد ولكن بالحق الخاص ( الديون ) عند نهاية المدة ( شهر صفر ).وقد انتهت المهلة تماماً عند كتابة هذا التوضيح وزدت عليها شهرين أخريين فقط. وذلك بالتنسيق مع الدائنين وبصفة أخوية تقديراً منهم للوضع؟.
22. موضوع الدعم من الملك حفظه الله أو من الأمير أو من أي جهة موضوع عارض لو تحقق فهو خير وبركة، ولم أحضر من أجله كما يظن البعض ويستغله بعض السفهاء ويدندنون حوله ويتمسخرون به ويجعلونه الهدف الأول في حياتي وحملتي ونصحي وكل ما قدمته وطرحته اختزلوه في طلب الدعم.وعزائي أن هذا تفكير الجهلاء والسطحيين.والذين ظهرت شجاعتهم على العبد الفقير بينما هم يخرسون وهم يشاهدون المليارات تذهب هنا وهناك في فساد ولهو ولعب تحت مسميات مختلفة.وقد سألت هؤلاء ومنهم رؤساء تحرير دوريات ومواقع إخبارية فقلت عبر تويتر: هل تجرؤن على وصف ملوك البحرين والأردن والمغرب بالمتسولين عندما يطلبوا عوناً من المملكة؟ أم أن التسول والشحاذة تصفون بها من يحمل راية القرآن وبتاريخ مشرف زاد على السبعة أعوام؟ فأي الفريقين أحق بوصف التسول ملوك يشيدون البنيان أم قناة تبث القرآن؟فبهتوا ولم يردوا. أما العقلاء فيحسنون التفريق جيداً بين حملة فضفضة وأهدافها النبيلة وآثارها الإيجابية وما قدمته من إسهام متواضع في محاربة الفساد، وتنوير العقليات وتخفيف وطأة الخوف والرعب من التعبير عن الرأي وانتقاد الفساد، وبين تحملي لمسؤليات قناة الفجر الفضائية التي تشرفت بتأسيسها وإدارتها منذ انطلاقتها في 4/4/2004 وحتى إغلاقها في 14/8/2011 ولست أول من يحمل هم مشروع خيري و يطلب دعماً لقناة مباركة كقناة الفجر الفضائية، لا ينكر فضلها ودورها في خدمة كتاب الله منصف عاقل.والمملكة لها سجل حافل بدعم القنوات الفضائية وبسخاء كبير وسنوي، حتى ولو لم تكن رسالة هذه القنوات بنبل وعظم وقداسة رسالة قناة الفجر الفضائية.فلم كل هذا التحامل وتضخيم وشخصنة الموضوع وكأني أستفيد مادياً من الفجر.والمفترض من جميع إخواننا المواطنين أن يؤيدوا ويفرحوا بدعم الحكومة للإعلام الهادف، كالفجر وغيرها من القنوات الإسلامية، والتي أسهمت في تحسين صورة الاستثمار السعودي الإعلامي بعد أن أفسد صورته وشوهها الإعلام المفسد الذي يملكه رجال أعمال سعوديين مع الأسف الشديد. فالواجب على المواطنين أن يفرحوا ويطالبوا بدعم هذه القنوات المباركة، الفجر وغيرها.ليحموا بيوتهم وأعراضهم ويحصنوها من الإنحراف الفكري والخلقي للإعلام المعاصر، كما لا يخفى عليكم جميعاً.
وما كنت أطمع فيه من خلال اللقاء بسمو الأمير بعد"تجلية موضوع فضفضة" هو طلب فتح المجال أمام قناة الفجر الفضائية والسماح لها بفتح مكتب رسمي وحساب بنكي بمصارف المملكة وتعيين محاسب قانوني، مما يعطي الأمان والثقة لمحبي الفجر بالمملكة والذين كانوا يترددون كثيراً في دعمنا عندما يعلمون أن حساباتنا بالقاهرة ودبي والدوحة فقط، بينما لا يوجد لنا تواجد رسمي بالمملكة.وطلبنا هذا ليس بدعاً أو أمراً خارجاً عن المألوف فكل القنوات الفضائية لها هذه المزايا بالمملكة، وقناة الفجر لا تقل عنهم أهمية وقدراً.
وأنا قادر بحول الله تعالى وتوفيقه على سداد ديون القناة وإعادة بثها بفضل الله ثم بالتعاون مع محبي القناة ومتابعيها، وهذا لا يمكن تحقيقه بدون الموافقة الأمنية التي هي هاجس جميع رجال الأعمال وأهل الخير، كما تعلمون ذلك جيداً.وليس لي هدف أو غاية من لقاء الأمير سوى هذين الملفين ( الفجر وفضفضة).
23. ما زلت عاجزاً عن تفسير هذه المعاملة الغريبة والمتمثلة في كل ما ذكرته سابقاً سيما وأنا منحت الأمن و الأمان من صاحب السمو الملكي الأمير نايف ولي العهد وزير الداخلية،وسمو الأمير محمد بن نايف شخصياً من خلال تواصلنا وعبر وزير الإعلام كما ذكرت آنفاً. ولا أدل على ذلك من أني على ضيافة سمو الأمير في الفندق منذ وصولي وحتى كتابة هذه الرسالة.وكرم الضيافة واستقبالي بالمطار كان مطمئناً للغاية،ويدل على تقدير الأمير لمبادرتي وعودتي لوطني كما سبق وبينت، بينما سير الأحداث لا يطمئن أبداً؟وكأن الهدف هو حضوري للمملكة بأي طريقة وثمن.
24. بعد عجزي عن التواصل مع الأمير محمد وجهت له خطاباً في 23/12/2011 وأردفته بخطاب ثان في 4/1/2012 شرحت فيه بالتفصيل كل ما مررت به وطلب تعجيل لقائي والاستماع لي مباشرة أو السماح لي بالسعي في الأرض والسفر والعمل على إعادة قناة الفجر وإنهاء مشكلاتنا المالية، فالفجر لها آلاف المساهمين وملاك الأسهم خارج المملكة وفي أنحاء العالم الإسلامي كلهم يعجب مما لحق بنا من أضرار وينتظر بفارغ الصبر إنهاء قضيتنا.إضافة لمئات الآلاف من المتابعين والمحبين والمساهمين والذين دعموها منذ تفعيل أطروحة الفجر وتحويلها لشركة مساهمة في 2008 كأول شراكة مساهمة شعبية وعالمية لقناة فضائيةإسلامية. ولولا قضايا الديون وتبعاتها القضائية التي أرهقتنا لاستمر تألق الفجر وخدمتها لكتاب الله بلا انقطاع.
وأعتقد أن الأمير يعلم مدى صدقي وحبي لوطني فأنا لست معارضاً سياسياً ولا مناوئاً للدولة أو للأسرة الحاكمة،بل قدمت طرحاً فريداً نال استحسان وتقدير الكثير من العامة والخاصة وأسهم في توعية المجتمع والتعبير عما يدور بخاطرهم بأسلوب حضاري إعلامي توعوي متميز حافظ على القيادة العليا واعتبرها خطوطاً حمراء، وأسهمت بتوعية سياسية لا أزعم أنها خلت من الأخطاء البشرية المتوقعة والتي تطيش في جملة الصواب والخير والتوفيق الوارد بالحملة ثم اكتفيت بما طرحت وتركت أمر الاستمرار في الطرح الإعلامي المعتدل مرهوناً بموافقة الدولة حتى لا أحمل نفسي ما لا تطيق.
25. لعل ما ذكرته في النقاط السابقة يجيب على كل تساؤلاتكم واستفساراتكم وقد حرصت كل الحرص على الدقة والشفافية. ولم أذكر الكثير من الجزئيات الصغيرة التي صاحبت هذه الأحداث ترفعاً عنها واحتساباً للأجر من الله عز وجل.ولعل العاتبين والمشككين أدركوا الآن وجاهة أسبابي وصدق موقفي، وأنه لم يكن من اللائق إبداء هذه الأمور ومناقشتها مع المتابعين حتى لا أتهم بالتسرع وإثارة العامة وعدم الصبر. أمَا وقد بلغ انتظاري أربعة أشهر إلا أسبوعاً، فمن ذا الذي يعتب علي أو يلوم إذا أجبت السائلين وبينت الموقف للمتابعين.
26. ما زلت حتى كتابة هذه النقاط انتظر بالفندق حتى يتم لقاء الأمير محمد والذي أكد لي ممثله عندما أذكره بالأمر، بأن الأمير يعلم تماماً أني بالفندق ولا يحتاج لتذكير؟ ولطالما تسائلت لو كنت أنت مكاني أيها القاريء كيف كنت ستتعامل مع هذا الوضع؟ فالتنظير والنقد والكلام شيء والابتلاء شيء آخر. ودائماً أتذكر قوله تعالى " كذلك كدنا ليوسف " فأقول اللهم كد لي.
27. مع غرة ربيع الأول 1433 انتهت المهلة المعطاة لي من القاضي.ولم أمثل بين يديه لعدم ذهاب الدائنين للمتابعة بالتنسيق الودي معهم على أمل أن تُفرج الأموروطلبت منهم إمهالي بضعة أيام أقوم بتجديدها إلى أن وصلت لنهاية ربيع الآخر كحد أقصى.وأنا معطل الحركة لم أقدم ولم أؤخر شيئاً منذ الجلسة الماضية، في إقامتي الجبرية بالرياض منذ وصولي كما بينت وحتى كتابة هذه الأسطر في 13/3/2012.علماً بأن آخر لقاء لي بمندوب الأمير كان في 31 ديسمبر2011 ونحن اليوم 13/3/2011 ولم أره منذ ذلك اليوم ولم يتصل بي أحد كذلك.
لذا رأيت تقديم هذه الحقائق بنفسي ومباشرة مني بلا وسطاء أو رواة، ذباً عن عرضي " على رسلكما إنها صفية " وتبياناً للحقيقة " الحق أبلج والباطل لجلج " وطمئنة للمحبين" قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " وتنكيلاً بالمرجفين " لكل امريء منهم ما اكتسب من الإثم " ونصرة للفجر " وجاهدهم به جهاداً كبيراً ".
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
28. كل هذه الأحداث خير محض " أم أراد بهم ربهم رشدا " " والشر ليس إليك " لأنها ستظهر معادن الرجال ومستوى إيمانهم من أصدقاء وأقارب وأرحام وموظفين و مسؤلين وعلماء ومشايخ ومحبين ومؤيدين وعامة خاضوا مع الخائضين وإصلاحيين ومنتسبين للإصلاح ومثقفين وقانونيين وكافة أطياف الشعب، سينظر التاريخ كيف يتعاملون مع هذه المظلمة، وكيف ينصرون أخاهم مظلوماً.وتذكروا أننا في عصر التوثيق المعلوماتي بالحرف والصوت والصورة، لا يُغيِّب الحقائق سجنُ ولا سور ولا حاقد ولا حاسد ولا عميل أجير.كل الأحداث والوقائع مسجلة ومثبتة حتى لو اختلط عليك الأمر سيذكرك العم قوقل بقوله: هل تقصد كذا وكذا ؟
كانت هذه أبرز المواقف والأحداث الرئيسة التي مررت بها منذ قدومي للمملكة وحتى تأريخه. أرجو أن تكون شافية وافية مجيبة على تساؤلاتكم واستفساراتكم طوال الفترة الماضية.وهناك الكثير من النقاط الجوهرية والهامة تأتيكم في الرسائل الأربع الباقية لينتظم عقد الرسائل الخماسية، بحول الله وقوته.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله صحبه.
رئيس مجلس إدارة قناة الفجر الفضائية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق