20 مارس 2012

هل اقتربت السعودية من انفجار ثورة الجياع ؟


 
"أدركوا الأمر قبل أن يدرككم!"، صرخة مدوّية أطلقها الأديب والكاتب السعودي زهير كتبي خلال برنامج تلفزيوني من إحدى القنوات التلفزيونية السعودية محذراً سلطات المملكة من "ثورة الجياع" إن لم تعالج مشكلة الفقر في بلد يمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم.
ولكن هذه الصرخة جاء الردّ عليها كالبرق من وزارة الإعلام السعودية بإيقاف البرنامج التلفزيوني الذي سمح بالخوض في المحرّمات.
ولم توضّح الوزارة سبب الإيقاف ولا المدة الزمنية له.
... يعني مش عيب إني أقول أفكر في المملكة العربية السعودية فوجدت في تعميم من وزارة الثقافة والإعلام، تقول للصحف لا أحد يكتب عن الفقر، لماذا نحن شعب ملائكي، يا رجل أن تقول عن البترول أفيدك من كم يوم عرفت معلومة رائعة جداً المملكة تنام على 7 ترليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، الحمد لله الله يديم علينا العز هذا، فإحنا عندنا مال عام كثير منهوب يا رجل، أن هناك في أموال تعالج حلول كثيرة، يعني أموال الأمراء الكبار، الأثرياء، الأمير مشعل بن عبد العزيز يوم من الأيام قال أنا أعيش عيشة ملوك مثلاً، "بدون ذكر" القوائم الدولية تفيد بأن عندنا أثرياء العالم، عشرة من الخمس والعشري، ساعات يا دكتور عبد العزيز يجب أن يسمعني أولي الأمر أن الفقر في المملكة العربية السعودية هو الخطر الوحيد على الوطن، بل هو الأكثر خطورة من إسرائيل، أنا أخشى ما أخشاه من ثورة الجياع تؤدي إلى تدهور المستوى الأمن الداخلي، والأمن الداخلي يا جماعة عندنا يا دكتور عبد العزيز ؟؟؟؟؟؟ يزعجونا منظر يرعبني عندما أرى هذا المنظر، لأن لا يجب أن الإنسان عندما لا يأكل يقتل، يا رجل يا سمو الأمير توزيع الثروة نقصد به دخل المملكة العربية السعودية من هذا البرميل الصغير حق البترول، الذي لا يعطى منه للشعب إلا القليل والقليل، ولأعطي الشعب حقه من هذه الثروة لما أصبح هناك فقيراً في هذه البلاد، والأزمة هذه هي أزمة سلطوية مصطنعة، على أن ندور ونفكر فيها وعم يشتغلون بأمور أخرى، ما يدرون خطورة هذا الشيء، لذلك أنا أرفع من هنا من هذا البرنامج صرخة نذيرٍ لخادم الحرمين الشريفين، ولنايف بن عبد العزيز، ولسلمان، وأحمد ومحمد بن نايف أدركوا الأمر قبل أن يدرككم.
بعد قليل على بث هذا الكلام ،جاء الردّ كالبرق من وزارة الإعلام السعودية: إيقاف برنامج "البيان التالي" الذي يقدمه المذيع عبدالعزيز قاسم، والذي سمح لكتبي بالخوض في المحرّمات.
ولم توضّح الوزارة سبب الإيقاف ولا المدة الزمنية له.
وكانت الوزارة قد أصدرت بداية فبراير/شباط تعميما يمنع مناقشة حالات الفقر في السعودية، بحجة تشويه صورة البلد، مما أثار الكثير من التندّرات على شبكة الانترنت، من بينها أن "الوزارة تريد خنق صوت المواطن، تريده ان يتألم وان يموت بصمت".
  وقد تفاعلت ردرد أفعال الناشطين على تويتر مع قضية ايقاف برنامج "البيان التالي"، حيث كتب أحدهم «تأكد يا وطني أنك حين تمنع زهير من الكتابة، فلن تزيدنا إلا إصراراً على مواصلة طريق الإصلاح، فليس ثمة طريق لنا غيره». وقال مغرد سعودي آخر «شكراً للمسؤول الغبي الذي أوقف البرنامج والكاتب، فقد ساهم في وصول الكلمات التي قيلت إلى أكبر عدد ممكن، وهذا هو المهم!».
وقال الدكتور حسين رمال الكاتب والمحلل السياسي في هذا الشأن: ما من شك أنها صرخة، ومشكلة الفقر في المملكة العربية السعودية ليست مشكلة آنية بالنسبة للعائلة النفطية الحاكمة، إذ لم يكن هنالك من فقر في المملكة لا بد من خلق هذا الفقر من أجل أن تكون هذه المنية من المرسوم الأميري أو المرسوم الملكي من أجل أن يبجد وأن يمجد هذا الملك في هذا المجال، لكن المشكلة هنا في حسب المسح أو قيم العالمي في تحديد المجتمعات في الدول، نجد أن المملكة العربية السعودية التي تملك مخزون هائلاً من الموارد الطبيعية لما في ذلك مصلحة على مستوى فيما لو أنفق هذا المال على شعب المملكة العربية السعودية، لكان هذا الشعب يمثل حالة نموذجية على مستوى الطبابة وعلى مستوى الأنسنة في شتى محاور هذه الأنسنة، من علوم في شتى محاورها، لكن المشكلة الأساس بالنسبة للمملكة العربية السعودية هي في مكان آخر، هي أن العائلة الحاكمة هي التي تقبض وتجثم على صدور السعوديين بحيث أن هذه المملكة لديها الكثير من إرهاصات المشاكل الداخلية على المستوى الإداري، نحن أمام مشكلة استراتيجية كبرى في المملكة العربية السعودية وهي مشكلة كيف تدار مسألة الدولة والمؤسسات حيث نجد أن لا دستور في هذه المملكة، ولا قوانين تسن من أجل رعاية هذه الحالة الفقرية في المملكة، نحن أمام مراسيم، نحن أمام أهواء، نحن أمام مزاجات شخصية، لذلك نجد الأمير الذي يمتلك قدرات وصلاحيات هائلة على مستوى الصلاحية الإدارية، وعلى مستوى صرف الأموال، نجد أن حاشيته في منطقته تعيش في حالة من الرخاء والازدهار الاقتصادي، بينما إذا كانت المنطقة غير ذي خضوع لهذا الملك أو ذاك نجد من أجل هذا إشكالية في داخل العائلة الحاكمة ينسحب ذلك على المواطن السعودي الذي يعيش فقراً، لكن المشكلة الأساس في المسألة الاستراتيجية في المملكة العربية السعودية هي مشكلة إدارة، حيث لا يوجد دستور، ولا يوجد سن قوانين، ولا يوجد قيمة لشخوص القانون العام في المملكة، من أجل ذلك نحن نجد هذه الإشكالية القدرة في مملكة من المفترض أن تكون وازنة، إن كان على مستوى القطر القومي في المملكة العربية السعودية، وإن كان على مستوى دولة إسلامية تتفاعل مع بيئتها ذات المنطقة أو ذات الشمخية في هذه المنطقة، نجد أن المملكة العبرية السعودية هي في حالة أفول على مستوى المملكة من أجل ذلك بدأ حالة الصراخ في هذه المملكة إن كان على مستوى النخب، وإن كان على مستوى الشعب من أجل ذلك بدأ هذا التماهي، أنا أعرف الكثير من الأكاديميين يخافون من أن يتخصصوا في مجال علم السياسة خيفةً من أن لا يوظفوا في أي سفارة بخلاف أهواء هذا الملك أو هذا الأمير أو ذاك الأمير، من أجل ذلك نحن نجد هذه الإشكالية الكبرى، من أجل ذلك نحن نجد هذه الإرهاصات المتداخلة والمتقاطعة في المملكة، وهذه الإشكاليات على مستوى الخلافات والاختلافات الواسعة داخل العائلة الحاكمة في المملكة مما أوجد هذا الشرخ بين القاعدة وبين القيادة من أجل ذلك بدأت المملكة العربية السعودية تصدر مشاكلها إلى الخارج في تمويل الحركات في بعض الدول من أجل أن تكون العائلات النفطية هي القابضة على بعض الحركات الإسلامية في أكثر من منطقة، كي تبقى هذه العائلات النفطية قابعة على صدور شعوبها، وبالتالي تمسك بزمام السلطة من اجل أن لا يكون للشعب كلمة في هذا المجال.
... على كل صورة الفقر في المملكة النفطية الأغنى عربيا حقيقة لا يمكن قلبها من خلال التعتيم الإعلامي على طرحها بصراحة فالأرقام عن الفقر والبطالة والفساد تتحدث عن نفسها كما سنرى من خلال هذا التقرير الذي بث في إحدى الفضائيات العربية . 
... أنا اسمي رحمة، سعودية، وهذا بيتي... هذه أيضاً أم حسن وقرى كثيرة متناثرة بين جبال وسهول الساحل السعودي على البحر الأحمر يصعب الوصول إليها إلا من أراد أن يشاهد بعينيه نمط الحياة البدائية التي يعيشها سكان هذه المنطقة.. "أنا لا والله لست مرتاحة الحالة، الشباب المساكين راحو يشتغلون"... ليس بعيداً عن طريق الساحل الرابط بين المدن المزدهرة وقريباً من مدينة القنفذة تتوارى خجلاً عشرات القرى البدائية خلف جبالٍ وتلالٍ وعرة المسلك، وأحياناً داخل حفر طبيعية كبيرة وكأنها تدس وجهها في التراب حزناً على حظوظ لها في التنمية، تحيط رحمة بيتها العشة بسياج حديدي شائك لا يشيع استخدامه إلا لتسييج حظائر الأغنام، وتصنع لها باباً من قماش في أرضٍ خاوية، لا يجاورها فيها إلا برد الشتاء القارص، وحرارة الصيف، وحمار تورط في خدمة نقلها إلى أماكن بعيدة عندما يشتد بها المرض أو الجوع، تعيش الكنتان أم حسن ورحمة وآلاف الأسر السعودية في مناطق فقرٍ تغيب عنها ابسط ضروريات الحياة اليومية، وتعد تحت خط الفقر بأميال عديدة، وفي صحراء لا تجلب سنونها رعاية صحية ولا يداً حكومية، تنتشلهم من فقرهم.
  وبعد .. تعاني نسبة كبيرة من السكان في المملكة السعودية من البطالة , وأزمات سكنية تتفاقم كل يوم مع تداول أرقام تؤّكد أنّ نسبة الفقراء تصل إلى 22 في المئة، رغم الصورة النمطية التي تظهر الشعب السعودي شعباً مرفهاً، وهو ما أدى إلى بروز غضب شعبي على مواقع التواصل الاجتماعي من ازدياد نسبة الفساد والفقر. الموضوع نفسه تناوله المخرج بدر الحمود في فيلم قصير بعنوان «المقبرة» (2011)، قبل أن يُحجب عن موقع يوتيوب. والشريط يحكي قصة أسرة تعيش في إحدى مقابر الرياض .
كان عليهم كغيرهم من الأطفال أن يستيقظوا باكراً للذهاب إلى المدرسة، إلا أن شبح العيش أجبرهم أن يستيقظوا في نفس الوقت، لكن وجهتهم هي أعمال تجلب لهم لقمة العيش تسد رمقهم وتعين أسرهم على تكاليف الحياة، إنهم أطفال في عمر الورود، يجوبون شوارع العاصمة على غير هدى، تتحكم فيهم أقدار لم تساويهم بغيرهم من الأطفال، هنا، تجدهم منهمكين في أعمال شاقة لا تقوى عليها أجسادهم، يحملون بضائع، ويتفاوضون مع أحدهم لأداء عمل مقابل بضعة ريالات، حينما تحدثنا إليهم قالوا إن المعيشة صعبة هي من أجبرهم على المجيئ هنا وبموافقة آبائهم، لكنهم رفضوا الحديث أمام الكاميرا، خوفاً من أن تقطع أرزاقهم أو ترصدهم أعين الجهات الأمنية أو موظفين البلدية، وإن كان البعض لا يصف ما يحصل في الرياض بالظاهرة إلا أنهم يعدون ذلك مؤشراً خطيراً على تجاه كثيراً من الأسر، لحث أبنائها على العمل في سن صغيرة.
وفي تقرير نادر ربما مر سهوا عن الرقابة نشرت صحيفة "الشرق" السعودية تقريرا عن الفقر سلط الضوء على تزايد نسبة عمالة الاطفال وذكر أنه لوحظ في الآونة الأخيرة كثرة الأطفال العاملين في المملكة، المنتشرين في الشوارع والمحلات، بحثاً عن ربح يساندون به أباءهم، فلا يتجاوز عمر الطفل الثماني أو العشر سنوات، إلا أنه يقف ويبيع، وما أن يتحدث حتى تجد بنبرته طفلا حرمه الفقر والجهل من أن يحيا طفولته المنزوعة، ورجولته المبكرة التي خالفت طبيعته الطفولية، أمام ظروف الفقر التي أجبرته على تقمص دور ليس بدوره.
وعن الفقر والبطالة وعمالة الأطفال في السعودية، قال الدكتور حسين رمال:ما من شك أن كلمة الفقر على دولة كالمملكة العربية السعودية، هي كلمة في المعنى الضيّق، لأن المملكة العربية السعودية هي دولة غنية على مستوى المال النفطي وعدا ذلك الكثير من إرهاصات الداخل التي تمتلك مخزوناً كبيراً من الذهب، لكن ما يصح قوله في هذا المجال هو هذا التهميش على مستوى قتل الأمن النفسي في نفس المواطن السعودي بحيث أن الإدارة مغيبة، وموضوع الدراسات، موضوع الإحصاءات الدقيقة والوازنة هي ذات الغياب المطلق في هذه المملكة، مما يجعل هذه الشريحة الكبيرة تخاف، يعني أنا أريد أن أقول لك شيئاً هو أن من يطمح أن يدرس العلوم السياسية في المملكة العبرية السعودية، يعني حينا يأخذ الليسانس الإجازة الجامعية ويبدأ بالدراسات العليا يؤتى به إل الأمن، لماذا، وكيف وأنت إلى من تنتمي، كلها هذا خلاف للواقع، وخلاف لبناء الدولة الحديثة، الإشكالية الكبرى في المملكة العربية السعودية هي في البنيوية ذات الحداثة من أجل بناء الدولة القادرة والفاعلة التي تستطيع أن تتماهى وأن تؤمن المزيد من الازدهار لشعبها ولوطنها ولدولتها، لكن هذا كله بغياب كلي، لأن العمل المؤسساتي غائب، لأن الدستور ملغى لا يوجد دستور هناك أهواء، والكثير من الاختصاصات في المملكة العربية السعودية هي لا تعمل إلا قليل في اختصاص الطب، وللأمانة بعكس ما يحصل في دولة الإمارات العربية، هناك رعاية أكثر دقة، لكن في المملكة العربية السعودية هناك الإشكالية على مستوى الخلاف العائلي، هناك بدأت الأفخاذ وبدأت الفروع ذات الأصول من آل سعود بدأت تكبر وبدأت تتآكل، وبدأت تأكل الكبيرة والصغيرة على مستوى السلطة على مستوى الخلاف النفطي، نحن نعلم كم هي خلافات الكبيرة على مستوى العائلة النفطية في المملكة، وبالتالي بدأ الشعب يئن، بدأ الشعب يثور، وبالتالي هناك ثورة خامدة الآن تحت الرماد، وبالتالي نحن أمام مشهد سوف تشهده المملكة العربية السعودية مشهداً عارماً جداً، لأن هذا الشعب من أمواله تمول الحركات الوهبنة وحركات الطلبنة، وبالتالي بدأت تتصدر هذه الإشكالية من داخل المملكة العربية السعودية إلى الخارج، وهذا كله على حساب الشعب السعودي، والشعب السعودي الآن في شتى مجالاته العلمية يعيش في حالٍ من الأسر العلمي، من غياب الأمن النفسي، لا طموح داخل الدولة الكبيرة، يعني التي تملك أكثر 2 مليون كلم2 من الدول العربية والإسلامية المتقدمة على المستوى المساحة الجغرافية، والسياسة الجيوسياسية، وبالتالي هذه الإشكالية الكبرى المعقدة لا بد أن يثور الشعب بكله وبثورة عارمة من أقصى هذه المملكة إلى أقصاها، هذا الذي يمكن أن نلاحظه في هذا المجال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق