وكالة الجزيرة العربية للأنباء -
مقتدية بالخبرة التنظيمية للمعارضة المصرية، ومستلهمة الروح الثورية من شرارة الربيع العربي، تبدأ المعارضة السعودية مرحلة جديدة نحو ترتيب أوراقها لمواجهة تغيرات المنطقة، وتطوير أدواتها نحو التحول السلمي للاصلاح السياسي والحكومة الراشدة، إذ تعتزم جميع قوى وأطياف المعارضة التنسيق فيما بينها لعقد مؤتمرهم الأول خلال شهر ديسمبر القادم.
وأوضح مصدر مطلع لوكالة الجزيرة العربية للأنباء أن هذه الخطوة تأتي انطلاقًا من أمرين، أولهما: الروح الثورية التي بدأت تدب في الجسد العربي عقب ثورة تونس ومصر اللتان أيقظتا شرارة الثورة النائمة في عقل المواطن العربي فقام على أثرها ليغير واقعًا ما كان لأحد أن يتوقع تغييره، وثانيهما: القناعة بضرورة التخلص من الخطوات التقليدية التي كانت تقوم على التحرك الفردي بلا تنسيق ما بين القوى، وهو ما كان يجعل كل ناشط أو حركة فريسة سهلة لأداة القمع السعودية.
وتعد السعودية دولة القمع الأولى في المنطقة، حيث يوجد نحو الثلاثين ألف معتقل في السجون السعودية بلا تهم محددة أو محاكمات عادلة، والنظام السعودي يرفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال المعارضة ولا يسمح بتكوين الأحزاب السياسية، كما أنه يسعى لمضايقة النشطاء وأعضاء الجمعيات الحقوقية حتى الرسمية منها.
وأوضح المصدر أن الهدف من المؤتمر هو توحيد الصفوف وبحث سبل التعاون فيما بين المعارضة ككل في الداخل والخارج والعمل على التنسيق المشترك فيما بينها، لعبور مرحلة هامة من مراحل النضال الشعبي نحول التحول الديمقراطي.
الجدير بالذكر أنه جرى الإعداد لعقد المؤتمر في الفترة ما بين ١٧-١٩ إبريل الماضي في أسطنبول ولكن تم إلغائه قبل أسبوع من الاجتماع آنذاك لأسباب تنظيمية.
وكشف المصدر المطلع أن مقر المؤتمر الخاص بالمعارضة السعودية سيكون في اسطنبول أو القاهرة.
وتشهد السعودية هذا العام مرحلة جديدة من تاريخها نحو التحول الديمقراطي، إذ تشكل لأول مرة في السعودية حزب سياسي هو حزب الامة الإسلامي الذي يدعو إلى الحكومة الراشدة، كما بدأ الشباب السعودي في الدخول إلى معترك الحياة السياسية حيث تشكلت أول حركة شبابية هي "اللجنة التنسيقية للحركة الشبابية السعودية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق