25 نوفمبر 2011

هبوط المملكة السعودية مع وصولها إلى سن الشيخوخة



شيخوخة النظام في المملكة العربية السعودية . مصطلح تكرر كثيرا في الآونة الأخيرة ولا سيما بعد تعيين الأمير نايف وليا للعهد ومحاولة استقراء المستقبل السياسي للحكام المتوقعين للمملكة والذين يصنفون من حيث العمر بالمسنين .
رأت صحيفة (اليابان تايمز) اليابانية أن النظام الحاكم في المملكة العربية السعودية آخذ في التعثر وآخذ في الشيخوخة، موضحة أن وفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز تمثل بداية مرحلة حرجة من عدم اليقين المحلية والأجنبية بالأوضاع المستقبلية في المملكة العربية السعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العاهل السعودي الملك "عبدالله بن عبد العزيز" البالغ من العمر 87 عاما يذكرنا بالسنوات الأخيرة في الاتحاد السوفيتي عندما يكون أحد الزعماء المسنين يخلف زعيما آخر مسن لفترة وجيزة من الحكم الخامل.
ويشعر العديد من المواطنين السعوديين أن المملكة تسير حاليا على نفس النهج للاتحاد السوفيتي حيث حالة عدم اليقين المستمر والفتور، على حد قول الصحيفة.
 وأوضحت الصحيفة أن استقرار النظام السعودي يعتمد الآن على قدرته على الحفاظ على الوحدة وإقامة نظام واضح في الخلافة، خاصة وأن صحة الأمير سلطان تدهورت مؤخرا، وأن ولي العهد الجديد الأمير نايف البالغ من العمر 82 عاما يعاني من سرطان في الدم.
 شيخوخة النظام السعودي كان محور مقال للباحث السعودي فؤاد ابراهيم قال فيه :لا يزال الحديث، حتى الآن، عن الصورة المباشرة لشكل الدولة السعودية لحظة شيخوختها، ولكن في وسعنا أن نرصد ملامح أخرى غير مباشرة لهذه الشيخوخة .
 وتبدأ عملية الرصد من الحقيقة التالية: أن سر وحدة الدولة/السلطة السعودية يكمن في إدامة وتعزيز الانقسامات الداخلية الاثنية، الدينية/المذهبية، المناطقية.
فالسعودية، لمن تشغله معادلة (الأغلبية ـ الأقلية)، هي أكبر دولة أقليات عربية.
ما فعله المؤسس ـ الملك عبد العزيز في العام 1932، أنه أقام سلطة في هيئة دولة، وبقي الحال كذلك حتى اليوم، بمعنى أن الدولة لم تتحوّل إلى وطن/أمة، وأمكن القول إنها دولة تسلّطية.
في السعودية، لم يعد الخطاب الفتنوي محرّضاَ فعّالاً لمصلحة السلطة بشقّيها السياسي والديني، فقد شاخت الفتنة مع شيخوخة صانعيها.
وتتكرر محاولات توليد خطاب طائفي رغم كل مؤشرات أفوله الحتمي حين بدأ ربيع العرب يقترب من المناطق المرشّحة دائماً لحركة احتجاجية، وخصوصاً المنطقة الشرقية من المملكة، التي يقطنها غالبية الشيعة.
وعما أسماه الجيل الثالث من الأسرة الحاكمة السعودية يقول الباحث السعودي في مقاله : لا شك بأن الجيل الثالث في العائلة المالكة لن يتقدّم ويتصارع في آن معاً. فإما أن يحافظ على وحدة الكيان واستمراره، أو أن ينغمس أفراده في الصراع عليه.
  ما يقلق بالنسبة للعائلة المالكة هو ليس أولئك المنشغلين بتفسير الصراع ولكن من يعمل على تغيير الواقع، وأن الجيل الثالث بتفاقم خلافاته يزيد في وتيرة النشاط الخلاّق لجيل الشباب، غير المحكوم بوطأة الرمز السياسي والأيديولوجي، ولا بقيود الوسط الاجتماعي، فهو يتحرك بوحي من وعي كوني جديد غير متصالح في الغالب مع الأفكار المسبقة.
الجيل الثالث الذي سيرث السلطة عما قريب، ليس في وسعه أن يوقف حركة التاريخ، كما ليس في وسعه أن يحيل من أفراده رموزاً لدولة وطنية، فكل ما يفشيه ينبئ عن استقالة تاريخية للدولة، وأن بقاء الكيان لا يعدو أن يكون مجرد ساحة استثنائية لتصفية الحسابات، فمن يقترب من أفراد الجيل الثالث يشعر بقرب لحظة مجابهة واسعة النطاق، تنذر بتشظي الكيان.
إنها نظرة متشائمة، نعم هي كذلك، ببساطة لأن الشيخوخة لا تتجدد، ولأجلها بنيت المقابر.
ويرى الكاتب السعودي بدر الإبراهيم أن ما أنتجه الشباب في ميادين التحرير والتغيير من تكريس لمفهوم الدولة المدنية كمدخل ضروري لإقامة نظام عربي جديد وجد صداه عند شريحة مهمة من الشباب السعودي.
فالربيع العربي أعاد للمثقفين المهتمين بالتغيير والإصلاح الأمل وأحياهم من جديد، وإذا كان إصدار البيانات المطالبة بالإصلاح ليس جديداً في السعودية بعد تعدد البيانات في العقدين الماضيين فإن المشاركة الشعبية هذه المرة أعطت بعداً جديداً قد يُنشئ كتلة شعبية حقيقية تكون رافعة للإصلاح والتغيير في البلاد.
الأهم من البيانات الإصلاحية في هذه السنة هو تشكّل كتلة شبابية تتوسع مع الوقت وتقوم بثورة" على التيارات التقليدية.
إنهم الشباب المنحازون بشكل واضح لمطالب الحرية والديمقراطية والإصلاح السياسي، وهم جميعاً يشتركون في الرغبة في التعبير عن ذواتهم والتطلع لتغيير يتماشى مع متطلباتهم وحاجاتهم، وفي الإحباط من عدم الفهم الذي يقابل به خطابهم والناتج عن الفجوة الكبيرة بينهم وبين أجهزة الدولة التي أصابتها الشيخوخة.
الشيخوخة تعني الترهل وقرب النهاية . معادلة كونية لا تقبل جدلا . وهي معادلة تنطبق في أحيان كثيرة على الأنظمة السياسية التي تجد نفسها في موقع الانشغال في مراسم التأبين والتعيين والخلافة أكثر مما تنشعل في تطوير نفسها ومعالجة أزماتها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق