الواشنطن بوست : السعوديون يعملون للوصول إلى بلوغ أعلى درجات الاستعداد القتالي ومليارات الدولارات تنصب في بناء ترسانة حربية عملاقه
المصدر: واشنطن بوست ،19 نوفمبر
على مدى هذا العام من ثورة الربيع العربي، حلت السعودية محل الولايات المتحدة كقوة رئيسية في الوضع الراهن للشرق الأوسط، وهو الدور الذي يبدو أنه سيمضي في التمدد في السنوات المقبلة مع زيادة الإنفاق الإقتصادي والعسكري للسعودية.
يصف السعوديون تنامي دور المملكة في شقه الأول كرد فعل لانحسار النفوذ الأمريكي للولايات المتحدة. ورغم أنهم مازالوا يرون العلاقات السعودية الأمريكية شيئا ذا قيمة للسعودية، لكنه لم يعد ضامنا لأمنها. لهذا سعى السعوديون للإعتماد أكثر على أنفسهم أولا، وعلى مجموعة من أصدقاء آخرين ثانيا، بما فيهم الشريك العسكري، باكستان، و المشتري الأكبر للنفط، الصين.
يرى المراقبون السعوديون هذا التغير لافتا للنظر. كانت السياسة السابقة للسعودية هي دفن الرأس في الرمال، وتوزيع الأموال على المجاميع الراديكالية في محاولة لشراء السلام، بالإضافة للاعتماد على المظلة العسكرية للولايات المتحدة. لكن الرياض الآن اكثر انفتاحا وصراحة في الضغط من أجل مصالحها، و خاصة في تحدي إيران.
الدور السعودي الأكثر حزما ظهر في دعمها العلني للإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد، الحليف العربي الأهم لإيران. لقد دفع السعوديون بشكل حاسم من أجل قرار للجامعة العربية نهاية الاسبوع الماضي لتجميد عضورية سوريا (بالرغم من دعمهم قرار الجامعة يوم الأربعاء لإرسال فريق وساطة آخر إلى دمشق).
المال هو المورد الأكبر للسعوديين. وكقوة إقليمية وسيطة، يزمعون أن ينفقوا المزيد منه تقريبا عن طريق مضاعفة قواتهم المسلحة خلال عشر سنوات، وإنفاق 15 مليار دولار على الأقل سنويا لدعم الدول التي أُنهكت اقتصاديا بسبب إضطرابات هذا العام.
التمدد العسكري الضخم تمت الإشارة إليه هذا الاسبوع بواسطة الجنرال حسين القـُبيل، رئيس هيئة الأركان. نظرا "للظروف المحيطة" على حد قوله، سينفق السعوديون المزيد لبلوغ "أعلى درجات الاستعداد القتالي".
المشرف على التسليح سيكون وزير الدفاع الجديد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الذي يصفه السعوديون بالإداري القوي خلال سنوات عمله كأمير للرياض، بالمقارنة مع ما يقوله محللون أجانب عن حالة عدم الإنضباط (وفضائح فساد من حين لآخر) تحت سلفه الأمير سلطان الذي توفي في أكتوبر الماضي بعد 48 سنة وزيرا للدفاع.
مصادر سعودية قدمت موجزا غير رسمي حول التسليح. الجيش سيضم 125,000 فرد لتعداده السابق الذي يقدر بـ 150,000. الحرس الوطني سيزداد من حوالى 100,000 إلى 125,000. البحرية ستنفق 30 ملياردولار إضافية لشراء سفن جديدة وصورايخ لا يستطيع الرادار رصدها. القوات الجوية سترفع عدد طائراتها من 450 إلى 500. ووزارة الداخلية سترفع تعداد قواتها الخاصة إلى 600 ألف. السعوديون ايضا سيبنون نسختهم الخاصة من "القيادة المشتركة للعميات الخاصة الأمريكية".
مضاعفة القوات البرية هو أيضا أحد مشاريع استيعاب العمالة الوطنية، لكنه أيضا إشارة على الثقة السعودية بالذات.
قائمة التسوق السعودية تمثل فرصة للإثراء لتجار السلاح الأمريكان والأوروبيون. ينطبق هذا بشكل خاص على مشتروات القوات الجوية، حيث يزمع السعوديون شراء 72 طائرة (يوروفايتر) من الشركة الأوروبية للفضاء والدفاع الجوي (( DEAD ، بالإضافة إلى 84 طائرة إف-16 من شركة بوينج. الدافع المنطقي هو احتواء إيران التي يعارض السعوديون طموحاتها النووية، لكن الرياض في الأصل تمثل رادعا جاهزا من خلال الترسانة النووية الباكستانية التي يـُعتقد على نطاق واسع أن السعودية ساعدت في تمويلها.
الولع السعودي بشراء السلاح ماض منذ عقود. لكن أكثر مايسترعي الانتباه – بطريقة او بأخرى – هو جهدها الهادئ لتقديم الدعم للأنظمة الصديقة للحفاظ على المنطقة من العواصف الداخلية في هذه الفترة من عدم الاستقرار. خصصت السعودية هذه السنة 4 مليار دولار لمصر ، و 1.4 مليار للأردن، و500 مليون دولار سنويا للبحرين وعمان للعقد القادم. بالإضافة إلى هذا، ستضخ بلاشك المال لسوريا واليمن ولبنان حين ينقشع الغبار عن هذه البلدان المضطربة.
مصدر اقتصادي سعودي يقول: "في الانفاق الداخلي خصصنا ميزانية قدرها 15 مليار دولار للحفاظ على السلام فقط ". بالإضافة إلى المساعدات الاقتصادية لدول الجوار العربي. لكن هذا لا يكاد يشكل أي ضغط على بلد سيصل احتياطه من النقد الأجنبي إلى 650 مليار دولار بنهاية هذا العام.
يتحدث السعوديون عن الولايات المتحدة بحسن نية افضل عما كانوا عليه قبل بضعة أشهر،وذلك بعد زيارات مطمئنة من نائب الرئيس بايدن ومستشار الأمن القومي توم دونيلون، و مع استمرار علاقت التعاون العسري الوثيق. لكن الرئيس أوباما ينظر إليه كزعيم ضعيف نسبيا ، تخلى عن دعوته لدولة فلسطينية تحت الضغط الإسرائيلي. الولايات المتحدة لاتمثل بالضبط ال الفاشل، لكن سلطاته الإلهية هي المشكوك فيها في الرياض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق