استغلالاً للصعود السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في دول الربيع العربي، طالبت جماعة الإخوان المسلمين في الكويت بالتغيير والإصلاح، محذرةً من قرب رياح الثورات العربية، مؤكدة على ضرورة استغلال الطبيعة المرنة للعبة السياسية بالبلاد.
وقال القيادي في جماعة الإخوان بالكويت عضو الحركة الدستورية الإسلامية "محمد سالم راشد": إن رياح الثورات بدأت تقترب منا وبالتالي أفضل حل أننا نرتب الحياة السياسية، مشيرًا إلى أن "طبيعة الحكم في الكويت مرنة جدًّا وتستوعب المتغيرات".
وشدَّد الراشد على أن التخوفات من تهديد الإسلاميين لمدنية الدولة "غير صحيحة"، لافتًا إلى "الجدال والتدافع الذي ساد بين العلمانيين الليبراليين من جهة والإسلاميين من جهة أخرى استغلته أطراف لكي تستمر في التفرد السياسي وتفكيك القوى السياسية في الكويت".
وأوضح أنَّه "ليس هناك تعارض بين الدولة المدنية والدينية، فالإسلام منهج حياة في السياسية والاقتصاد والمجتمع، كما أنه يؤكد على الشورى الإسلامية القائمة على الالتزام برأي الأمة وسيادتها في اختيار السلطة".
وأضاف: "نحن نعتبر الآخرين مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات والجميع يلتزم بذلك في إطار الدستور، والمشكلة تكمن في أن هناك قراءة متعصبة في كل الأطراف"، مؤكدًا بقوله: "نحن نقول لليبراليين: اذهبوا اقرؤوا دينكم واقرؤوا إسلامكم وتفحصوا في كتب الفقه والإسلام ثم احكموا بعد ذلك".
وكانت الخلافات بين أعضاء الأسرة الحاكمة في الكويت قد خرجت عن الحدود العادية، ما دعا صحيفة القبس أن توجه نداءً للأسرة الحاكمة لوضع حد لهذه الخلافات "المدمرة".
وقالت الصحيفة في مقالة افتتاحية: "لقد حذرنا من هذا الصراع مرارًا وتكرارًا عندما بدأ في الرياضة، ثم اتسع ونقله أطراف إلى السياسة، وها هم اليوم يعممونه إلى ميدان الإعلام حتى أصبح يمتلك صحفًا وفضائيات تستخدم لكسب المؤيدين ومهاجمة المنافسين".
وحذرت الصحيفة - التي يملكها رجال أعمال كويتيون - من هذا الصراع إذا لم تتم معالجته بسرعة، وأنه "سيصبح أعنف ويزداد الشرخ عمقًا حتى يهدد مؤسسات الدولة، وسيحكمنا - لا سمح الله - عندها شيوخ بدلاً من شيخ، وتنتهي دولة القانون الحقيقية"، وقالت: إن أسرة الصباح "تتحمل المسؤولية الأكبر في وضع حد لهذا الصراع العلني المدمر ولجمه".
وشددت الصحيفة على أنه يتعين على هذه الأسرة أن "تبقى أبعد ما يكون عن كل صراع سياسي أو طائفي أو قبلي أو فئوي وأن تبعد أبناءها عن الاستعانة في صراعهم الداخلي، بالقوى السياسية أو غيرها للوصول إلى تطلعاتهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق