23 أبريل 2012

إلى أين سيصل سلم البطالة في المملكة السعودية؟


البطالة في المملكة العربية السعودية لا زالت إحدى الأزمات المستعصية التي يعاني بسببها الشباب بالتحديد من مظلومية يجري التعبير عنها بوسائل مختلفة . أرقام رسمية وغير رسمية تعلن عن نسب البطالة في المملكة ترافقها ردود أفعال وتساؤلات كثيرة عن أسبابها ومفاعيلها ونتائجها .


كشف وزير العمل السعودي عادل فقيه في آخر إحصاء قامت به وزارته أن نسبة البطالة في السعودية تبلغ 10.5 في المئة. وقال إنه يوجد في المملكة نصف مليون باحث عن العمل.
  وفي ما يتعلق ببرنامج إعانة الباحثين عن عمل (حافز)، أشار فقيه إلى أن مركز استقبال المكالمات في البرنامج يعمل به 600 موظف تلقوا في أحد الأيام 155 ألف مكالمة.
وقالت وزارة العمل السعودية إن أكثر من مليون شخص يحصلون الآن على إعانات البطالة في المملكة .
وكان العاهل السعودي الملك عبد الله أعلن عن برنامج "حافز" الذي يمنح العاطلين عن العمل إعانات شهرية بقيمة 2000 ريال (533 دولارا) خلال الاضطرابات التي اجتاحت العالم العربي العام الماضي وبدأ تطبيق البرنامج في أواخر عام 2011.
وقالت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن خالد العجمي المدير العام لبرنامج إعانة الباحثين عن عمل "حافز" إن عدد المستفيدين من البرنامج ارتفع بنسبة 40 بالمئة عن البشهر الذي سبقه  وبنسبة 170 بالمئة مقارنة بالرقم المسجل في ديسمبر وهو أول شهر جرى فيه صرف تلك الإعانات الشهرية للعاطلين.
ويبلغ معدل البطالة الرسمي في السعودية 10.5 بالمئة لكن هذا الرقم لا يشمل الأعداد الكبيرة من السعوديين في سن العمل الذين لم يجر احتسابهم ضمن القوة العاملة.
ويقول اقتصاديون ان الأرقام الحكومية الحديثة تشير إلى أن معدل المشاركة في القوة العاملة وهم الأشخاص العاملون أو الذين يقولون إنهم يبحثون عن عمل بلغ 36.4 في المئة وهو ما يقارب نصف المعدل العالمي.
ونقلت صحيفة "أراب نيوز" ومقرها جدة عن محمود عوض مدير مشروع "لقاءات" -وهو مشروع مواز للتوظيف اطلقته وزارة العمل- قوله إن فاتورة البطالة السنوية تتجاوز 5.5 مليارات ريال.
ويشغل نحو 90 بالمئة من السعوديين العاملين وظائف في القطاع الحكومي بينما يشغل نحو ثمانية ملايين عامل اجنبي 90 بالمئة من وظائف القطاع الخاص..
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن النساء يمثلن أكثر من 80 بالمئة من الحاصلين على إعانات البطالة
ويقول بعض النقاد إن برنامج حافز ربما يشجع السعوديين على الكف عن البحث عن وظائف في القطاع الخاص حيث أحيانا ما تكون الرواتب أقل من إعانات البطالة.
هذه الأرقام الرسمية عن البطالة في المملكة السعودية تبدو أقل بكثير من الأرقام التي تنشرها تقارير اقتصادية خاصة في المملكة وخارجها ما أدى إلى تململ في صفوف الشباب على الخصوص الذين استفادوا من مساحات الحرية التاحة لهم على المواقع الإلكترونية ليعبروا عن استيائهم الشديد من السياسات الاقتصادية التي تتبعها سلطات بلادهم . فماذا يريد الشباب السعودي؟
كل الأماني يا رؤوس البطانة قفوا أمامي، فكيف حالكم إذا وقفتم أمام الله، يا ولاة الأمر تخفى عليكم أمور كثيرة، يا ولاة الأمر صارت الشرهة برؤوسكم وسببها بالبطالة، أنا في أغنى دولة وكل يوم يولد لنا فقير، أنا في أغنى دولة والبطالة في تزايد، أنا في أغنى دولة والفساد الإداري على أعلى مستوى، أنا في أغنى دولة والوصاية والمحسوبية والواسطة أكلت ثلاث أرباع المجتمع، أنا في قلب الإسلام والليبرالية أهل الأرض وأهل الدين وأهل الصحوة يضيق عليه، أنا في قلب الإسلام والعدل صار اسم بالظلم أو التجاهل والإقصاء والإهمال صار شريعة، يا ولاة الأمر جاوبوني بلاء فأصمت ولا أتكلم فسؤالي أليس للشعب السعودي حق في ثروة بلده، أليس للشعب السعودي حق فأنتمي لها الدولة مسكن يسكن فيه على الأقل إلى أتى بعقد الزواج، سؤالي لكم يا ولاة أمري أليس لشعبكم الكريم حق في ثروة بلده أم هذه الحقوق تلخصت في الكباري والشوارع المكسرة وحافز محدد بشروط شبه تعجيزية ولمدة سنة فقط، يا حلال الشباب السعودي يا كبر أحلامهم والواقع يحطم كل حلم، آه من البطالة آه شبابنا السعودي وأخواتنا السعوديات يشكون من البطالة، وكيف حال هــ الشاب السعودي وهو مكتف بالبطالة، نظرة أبوه نظرة أمه نظرة جامعته، نظرة لنفسه وشلون شيء يحز بالقلب ويكسره.
وعلق الدكتور فؤاد إبراهيم عن البطالة في السعودية، في أعلى مستوياتها بأغنى دولة : أعتقد بأن هذه الرسالة التي سمعناها الآن هي تعبر عن حال ثلاثة ملايين عاطل عن العمل، اعتقد بأن الإحصاءات الواردة في التقرير ليست دقيقة، ما نقل عن وزير العمل وعن المدير في وزارة العمل، أعتقد ليست دقيقة لأنها في الواقع هناك من يريد أولاً أن يعمل تدليك لهذه الإحصاءات من أجل تخفيضها، هناك أيضاً نزعة لإبقاء هذه النسبة في المستويات العالمية 10% هي المستوى العالمي المقبول، وبالتالي هم أضافوا ربما 5% من أجل أن يكونوا يوهموا العالم بأنهم موضوعيون، أعتقد بأن النسبة كما تحدثت عنها كثير من المصادر هي تصل إلى 30% في الحد الأدنى، معايير هذه النسبة ممكن أن نحصل عليها من خلال عدد المسجلين في حافز الذين تجاوزا مليوني إنسان، هناك أيضاً معيار آخر وهو عدد المسجلين في جمعية الشؤون الاجتماعية الذين يتلقون مساعدات من هذه الوزارة والذين بلغوا 3 ملايين عائلة حتى، أو 3 ملايين إنسان وقيل  8 ملايين حسب عضو في مجلس الشورى، ولكن لنفترض الحد الأدنى أعتقد بأن هذه النسبة يعني تحدثت مثلاً الإيكانومز قبل فترة عن أن البطالة بين الشباب البالغة أعمارهم بين 21 إلى 24 عاماً بلغت 40%، وبالتالي هذه النسبة نسبة البطالة متزايدة جداً، فضلاً عن ذلك أن هذه مشروع حافز لا يشكل سوى محاولة تخفيف للضغط الكامن في وسط الأغلبية الساحقة من الشباب الذين لا يجدوا فرصاً للعمل في مقابل طبعاً العالمية الأجنبية التي يتحججون بأن وجود نسبة عالية من العمالة الأجنبية، يعني أن هناك فرصاً وظيفية كبيرة جداً، وهذا قياس باطل رغم أن عدد الجانب يتجاوز 12 مليون إنسان بحسب تقرير الخارجية الأميركية الصادر في سبتمبر من العام الماضي.
وعن سياسات الحكومة السعودية في هذا المجال، قال د. فؤاد إبراهيم: أنا لا اشك أن المعطيات الرقمية التي لدينا في ما يرتبط بالاقتصاد، فيما يرتبط بالأحوال المعيشية تكفي أن هناك فساداً  كبيراً ومهولاً في هذا البلد، حين نتحدث عن فساد مالي يصل إلى 3 ترليون ريال سعودي ما يعادل 800 مليار دولار أن 78% من الشعب لا يمتلك سكناً، أن نسبة البطالة بين النساء تصل إلى 80 – 90% أن الفقراء يصلون إلى 3 ملايين إلى 8 ملايين يعني هذا أن هناك خللاً في توزيع الثروة، هذا البلد ليس فقيراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق