لندن06/05/2012-
اعتبر خبراء التصريحات الاخيرة للمفتي السعودي عبد العزيز آل الشيخ التي اعتبر
فيها الثورات في البلدان العربية بالفتنة بانها تأتي في اطار الادوار المتبادلة
للمؤسستين السياسية السعودية والدينية الوهابية في المملكة لاحتواء الثورات العربية
ومصادرتها، مؤكدا ان دعوات الاصلاح في السعودية اصبحت شاملة وتصدر من كل الاطراف.
وكان مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، قد اعتبر مفتي السعودية في خطبة الجمعة ان الاطاحة بالانظمة الديكتاتورية في عدد من البلدان العربية التي تطالب شعوبها بالديمقراطية فتن نجمت عن العصيان وارتكاب المعاصي على حد تعبيره، واتهم من وصفهم بالغوغاء بارتداء قناع الديمقراطية، معتبرا ان افعالهم تؤدي الى الظلمِ والفوضى بحسب وصفه.
وقال الخبير في الشؤون السعودية زيد العيسى ان وصف المفتي آل الشيخ للثورات الربيع العربي (الصحوة الاسلامية) بالفتنة يأتي في الاطار الطبيعي للدور الرئيس والاساسي الذي تلبعه المؤسسة الدينية السعودية الوهابية السلفية المتحجرة والمتخلفة والمتشددة، والتي تقدم الدعم لنظام ال سعود الملكي الشمولي الديكتاتوري وتعطيه الشرعية والتبرير والدعم الديني، بينما يعطي النظام المؤسسة الوهابية الاموال لنشر المذهب الوهابي السلفي.
واضاف العيسى: ان الملك واثر عودته الاخيرة من رحلة العلاج قام اولا باصدار امر باعطاء رشوة للشعب من امواله التي حرمه منها، وارسال القوات الغازية الى البحرين لقمع شعبها الذي يقوم بتظاهرات سلمية بالاضافة الى منع التظاهرات السلمية في السعودية وانذار الشعب بالعواقب الوخيمة والعقوبة الصارمة، واصدار فتوى بتحريم التظاهر واعتبارها ضد الاسلام.
وتابع الخبير في الشؤون السعودية زيد العيسى ان التظاهرات السلمية عندما انتقلت من البحرين الى المنطقة الشرقية في السعودية وغيرها من مناطق المملكة بسبب الظلم والكبت والحرمان وسرقة ونهب ثروات الشعب، يصف المفتي المتظاهرين بالمنحرفين والفاسدين لاعطاء الذريعة لقتلهم.
واكد العيسى ان النظام السياسي في السعودية يعتمد على المؤسسة الدينية، في افراغ هذه الانتفاضات من معاناها وتجريدها من محتواها الثوري، مشيرا الى منح السعودية الرئيس التونسي المخلوع اللجوء السياسي، وامتناعه عن تسليمه لمحاكمته حسب ما يطالب به الشعب التونسي.
واشار الى ان انتفاضة مصر سببت ارقا للنظام السعودي، حيث طالب الملك عبد الله الرئيس الاميركي بدعم مبارك والوقوف معه ومنع محاكمته، بالاضافة الى رشوة المجلس العسكري والتدخل في التطورات هناك ونشر الوهابية والطائفية، واستهداف الكنائس والمقاومات الدينية.
كما اشار العيسى الى التدخلات السعودية في اليمن، وخروج الشعب هناك للتنديد بذلك وبدعم الرياض اللامحدود للرئيس السابق علي عبد الله صالح، عبر انفاق الاموال من اجل ابقاءه في السلطة، في محاولة للسيطرة على التحولات في المنطقة وجعلها تمر عبر القناة السعودية.
واشاد الخبير في الشؤون السعودية زيد العيسى بالحراك السياسي للمعارضة السعودية والمطالبات بالديمقراطية، واتهم النظام بانه حاول اظهار ذلك على انه حركة طائفية، مشيرا الى ان دعوات الاصلاح اصبحت تصدر من كافة الاطراف في المملكة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق