25 مايو 2012

ما حقيقة إقالة العبيكان في السعودية وتفاعلاتها الداخلية ؟


عبد المحسن بن ناصر العبيكان المستشار في الديوان الملكي السعودي أقيل من منصبه بأمر ملكي اثار الكثير من الجدل حو أسبابه لا سيما أن الأمر لم يتضمن أي سبب لهذه الإقالة التي داءت مترافقة مع مواقف كان أطلقها العبيكان ضد الفساد في المملكة محملا أركان الحكم المسؤولية عنها .


أعفى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الحادي عشر من مايو أيار 2012 الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان المستشار في الديوان الملكي من منصبه .
وجاء في بيان من الديوان الملكي السعودي أن قرار الإعفاء جاء بناء على توصية من ولي العهد، الأمير نايف بن عبدالعزيز.
وكان العاهل السعودي عيّن الشيخ العبيكان مستشاراً في 14 فبراير/شباط 2009، ضمن حركة تعديلات واسعة في البلاد، شملت مؤسسات دينية وحكومية، وقطاعات عسكرية .
إستغرب الشيخ عبدالمحسن العبيكان إعلان إعفائه من منصبه رغم إبلاغه بالقرار منذ عدة أيام . وذكر العبيكان أن تيار الفساد هو من يقف وراء هذا الإعفاء الذي لم يزيده إلا قوة على الحق .
وقال" :    تيار الفساد إن لم يحارب فإنه سوف ينخر جسد الأمة والوطن وأعتقد أنهم وراء هذا الإعفاء - ولا أتهم أحدا - ولكن لن يزيدنا الا قوة ، قول الحق والصدع به ليس دونه تقاعد أو إعفاء والمسلم ينذر نفسه لخدمة دينه وكشف المفسدين والعابثين وأخطرهم من يعبث بالقضاء .
خطوة إضافية يُقدم عليها ملك السعودية وتسلط الضوء على الصراع الذي يدور خلف الستار بين التيارين الديني المتشدّد والليبرالي الإصلاحي، ليظهر أنه يميل الى أحد المعسكرين . كما يقول مراقبون .
وكان العبيكان قد أدلى بتصريحات قبل أيام لإحدى الإذاعات المحلية في المملكة السعودية ضمن برنامج «فتواكم» انتقد فيها القضاء السعودي والفساد المستشري في إدارات الدولة .
نجد معاناة قائمة من البطالة والصحة وغلاء الأسعار والأعلاف، والفساد المالي والإداري والقضائي، والله لا نحصيها، انتم تعرفون في هذا البرنامج كم يأتي من اتصالات وكم يأتينا من شكاوى، لماذا؟ الآراء السديد، ولا يستعان بالكفاءات على الوجه المطلوب، وإذا نفذ شيء مما يصر عليه الأمر بالمتابعة، دخل موضوع المبالغة في تكلفة المشروع ليتقاسموا الكعكة مع مقاول، يعني لم نسلم، إنما يصير وإن صار تقاسم الكعكة مع المقاول وضخموا المبلغ كلنا نرى واضح، تجد في الدول المجاورة المشروع يسوى بشيء دون المبالغ التي تصرف في مشاريعنا، لماذا، لماذا عندنا هذه المبالغ تصير عندنا هذه المشاريع المبالغ فيها وعند غيرنا لا تصير، هذا كل إنسان يفهم ومن الملاحظ يا أخل عبد الرحمن الناس كثر يحبون الملك محبة شديدة حتى انتشرت صوره على كثير من السيارات، وفيها عبارات الإشادة والتمجيد، اليوم ما عدنا نرى ولا سيارة واحدة عليها صورة الملك.
وقال الشيخ العبيكان وهو قاض سابق إن «هناك خططاً لتغريب المجتمع والمرأة السعودية واسقاط القضاء الشرعي واستبداله بالقوانين الوضعية يقودها أشخاص محسوبون على الجهاز القضائي.
وهذا الموضوع يجرنا كما قال إلى موضوع خطير جداً يتعلق بمخططات من بعض المتنفذين لإفساد المجتمع المسلم، يريدون بذلك اخراج المرأة عن مكانتها الطبيعية، يريدون نشر التبرج والسفور، الانحلال والإباحية وإباحة المحرمات وتطبيق القوانين الوضعية،.    وتعهد العبيكان بالحديث في الحلقة المقبلة في البرنامج الإذاعي المذكور عن هذا المخطط، وأنه «قد يضطر للكشف عن أسماء من يقف خلفه».
العبيكان تعرض بعد هذه التصريحات لهجوم شديد شنته الصحافة السعودية ومنها صحيفة الرياض التي نشرت مقالا لتركي السديري جاء فيه :
المدعو عبدالمحسن العبيكان مرّ بأدوار متناقضة في حياته نعرف ماذا كانت بدايتها وكيف صعدت به ادعاءات تجمّل عقلياً بها، وكيف انتكس في ارتداد عمّا كان يقول ليحلم بما هو يأمل وهو غير مؤهل له..
واضاف التريكي : عرّج العبيكان على الإعلام السعودي الذي هو الآن في مقدمة الإعلام العربي دون أي تهمة توجّه إلى أي كاتب أو صحيفة بأنهما في حالة ولاء لدولة أخرى.. نتحداه أن يثبت ذلك، ويتحتم علينا في هيئة الصحفيين أن نطلب محاكمته في جرائم القول التي أعلنها..
وشن خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة هجوما على العبيكان واصفا تصرفه بالأحمق.
وقال إن الشيخ العبيكان يتحدث بدون علم ويلوي عنق الحقائق ويكيل الاتهامات يمينا ويسارا دون أن يستثني صغيرا أو كبيرا ودون أن يتعلم الدرس من ماضيه، متهما إياه بأنه يستخدم الدين لتمرير أهدافه مدعيا أنه يحارب الفساد.
وقال المالك إن التصرف الذي قام به لا يقوم به إلا مهزوم في ذاته وغير المدرك لمصلحة وطنه ومواطنيه .
وتساءل في نهاية المقال “ما الفائدة من مستشار تسلم له بعض قضايا الأمة لإبداء المشورة والرأي، وهو على هذا النحو من التهور والانفلات في القول دون أن يخشى في قول كلمة (الباطل) من لوم لائم”.
هذا الكلام استدعى ردا من العبيكان حمل فيه من يتهمه بهذه الأوصاف ومن يقف وراءها  .
هناك من يقول أني أريد منصباً عندما سلمت بهذا الموضوع، لكن انا أرد على هؤلاء وأقول الآن أنا في مرتبة وزير، وهي أعلى مرتبة وظيفية، ولكنني بهذا الطرح الذي أطرحه والكلام الذي أقوله، ما شفت أنني أعرض نفسي للخطر وربما فقد هذه الوظيفة، فاليتقي الله من يظن هذا الظن وسوف أصبر وأحتسب إن شاء الله عز وجل إن صابني مكروه، لا بد ان أبين لأن بعضهم يقول لماذا تأخرت في هذا البيان ولم تتكلم منذ سنوات، أقول، والله إنني في أي لقاء خاص به لم أطلب منه حفظه الله أي شيء لنفسي وإنما المصلحة العامة، أنا لا أستبعد أنهم يخططون للإحاطة، أنهم يخططون للإطاحة بالحكم مستقبلاً، لماذا، يستطيعوا تنفيذ تلك المخططات الخبيثة، قاتلهم الله أنا يؤفكون، لأنهم لا شك سيصلون إنشاء الله إلى طريق مسدود ولن يستطيعون ان يستمروا في تنفيذ هذه المخططات الخبيثة.
وعن استبعاد العبيكان قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أحمد جمعة : أعتقد أنا أن الفساد هو رأس جل الجليد، الحديث عن الفساد هناك أزمة هو الشيخ العبيكان منذ 1991 كان في أفغانستان وكان صديقاً لبن لادن وكان يراسله وذهب إلى أفغانستان وقاتل، ثم عاد وتبوء المراكز الكبيرة، كان من كبار المشايخ في السعودية، ولكن هناك أزمة في الفكر الإسلامي الموجودة حالياً منذ السلاجقة والمماليك ثم العثمانيين  حتى اليوم هناك أزمة تجديد هذه أزمة التجديد الذي طرحها الشيخ العبيكان لم تلاقي أذان صاغية ولو شاهدنا القرار أو المرسوم الملكي، بناءاً على اقتراح الأمير نايف، تحديداً أنه رئيس جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من هناك جاء الاقتراح بإقالة العبيكان، وتمت إقالته أو تم استبعاده، لأن العبيكان يقول لو أتى ابن القيم الآن وأتى الشيخ محمد عبد الوهاب لأفتى بفتاوى غير الموجودة، هناك أزمة وهناك من يبحث عن الفتاوى، وهناك من يبحث عن التجديد، والفكر غير قابل للتجديد بإغلاق الأبواب الاجتهادية.
وحول صم الآذان عن الفساد في المملكة السعودية قال د. أحمد جمعة: هو كان مستشار في الديوان لم يكن مستشاراً للملك، الفساد في هذه الدول، نحن لدينا الدول الخليجية، نظام الحكم في دول الخليج " الفارسي" ليس له مثيل في العالم أبداً هي البلدان الوحيدة التي تحكمها عائلة، وهذه العائلة تدخل الأموال إلى العائلة قبل أن تدخل إلى الدولةـ بهكذا أنظمة حكم غير معروف مثيلها في العالم إلا ببروناي الفساد ضروري يجب أن يكون هناك فساد لأن ليس هناك دساتير وليس هناك قوانين مرعية ولكن في قضية الشيخ العبيكان هناك مشكلة في الفكر في إيجاد الفتاوى، هو يقول أن في الأمور العبادية ليس هناك مشكلة، هناك مشكلة في التعاملات وإذا سمعنا منذ أيام، يقول لو بعث الرسول لفعل كذا، لو بعث محمد عبد الوهاب لفعل كذا، إذا هناك أزمة اجتهاد، الأزمة في التطور فالعبيكان اصطدم بهذا الموضوع وطالب بتوسيع هيئة كبار العلماء في السعودية وطالب بتحديث القضاء لذلك يقولون عنه الآن أنه هو دجال وهو متهور، وهو جاهل وهو يسعى على مناصب وإلى أموال، فبالتالي المشكلة في الممارسة أعتقد وليس في الفساد.
وعن المواقف الداخلية من استشراء الفساد في المملكة قال : نعم الظاهر الفساد في المملكة عندما صار فيضان في جدة وتبين أنهم عملوا شوارع جدة ولم يعملوا مجاري، وتبين في أحد المطارات تبين في شكل البناء، هناك أمور فاسدة جداً في بناء القصور، كيف تبنى، والمقاولين... موضوع الفساد الإداري والمالي موجود، ولو لم يكن هناك فساد لما كان هناك فقراء في دولة مثل المملكة تملك من المال ما يكفي، موضوع الفساد ليس جديداً تكلموا فيه كان واحدة من الاتهامات الموجهة إلى العبيكان هي قصة الإنكار العلني، إنكار الحاكم علنياً، فهو ينكر هذا الكلام ويقول أنا كنت أنصح الملك باستمرار، ما زاله كان ينصح الملك باستمرار وقت الذي يتلقي به، يعني الفساد كان منذ زمن، ويقول الملك عبد الله ومنذ زمن كان ينصح أي ولي أمر كان يلتقي به كان ينصحه ويقول له ماذا يوجد بالدولة، إذا الفساد مستشري منذ زمن ولم يكن سبب للإقالة في أي وقت من الأوقات، المشكل هو مشكل فقهي، ومشكل على كيفية تفسير النصوص الدينية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق