لا شك ان التصريحات الاخيرة التي صدرت عن مسؤولين ايرانيين وطالبت بضم البحرين الى ايران استفزازية، علاوة على كونها خطيرة للغاية وتلحق ضررا بايران نفسها اكثر مما تلحق ضررا بحكومة البحرين وامنها واستقرارها.
يكفي التذكير بان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين دفع ثمنا باهظا عندما اراد ضم الكويت بالقوة، واعتبرها محافظة عراقية، ولكن يبدو ان ذاكرة بعض المسؤولين الايرانيين قصيرة.
المسؤولون البحرينيون في المقابل لا يتصرفون بحكمة وتعقل في مواجهة هذه الاستفزازات، بل يقدمون على سياسات ومواقف توفر الذخيرة لايران والمتعاطفين معها لاحراجهم وتأليب الكثير من العرب ضدهم.
صحيفة 'اسرائيل اليوم' فاجأتنا بالامس بنشر خبر يقول ان السفير البحريني في بلجيكا السيد احمد محمد الدرسي شارك في المؤتمر المركزي الاول للبرلمان الاوروبي في بروكسل وهاجم ايران بزعم انها تضعضع الاستقرار في البحرين والمنطقة بأسرها. وقال حسب زعم الصحيفة 'ان البحرين تتوقع من المجتمع الدولي كله، بما فيه اسرائيل، ان يقف الى جانبها في مواجهتها الحالية مع ايران'.
الاكثر من ذلك ان السيدة هدى عزرا نونو سفيرة البحرين في واشنطن جلست على المنصة الرئيسية في المؤتمر وقالت للصحيفة نفسها 'اشعر بان مكاني اليوم هنا في البرلمان اليهودي فهذا منبر مناسب لاثارة موضوع العدوان الايراني'.
لا نعرف ما اذا كان السفير البحريني في بروكسل ونظيرته في واشنطن قد استشارا حكومتهما قبل المشاركة في هذا المؤتمر والادلاء بمثل هذه التصريحات، وسواء استشاراها ام لا فــان ما اقــدما عليه لا يمكن ان يصب في مصلحة البحرين.
فاذا كانت مملكة البحرين تحظى بدعم الولايات المتحدة الامريكية واسطولها الخامس المرابط في موانئها، مثلما تحظى بدعم المملكة العربية السعودية التي تريد الدخول معها في وحدة سياسية لتوفير الحماية لها في مواجهة التهديد الايراني، فلماذا تذهب الى اسرائيل؟
الايرانيون سيتلقفون تصريحات السفيرين قطعا، وسيستخدمونها لحشد ما تيسر لهم من العرب والمسلمين ضد البحرين وعلاقاتها مع اسرائيل التي ما زالت تعتبر العدو الاول وتحتل الاراضي والمقدسات الاسلامية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان.
نحاول ان نفهم تصريحات السيدة نونو التي شاركت في المؤتمر المذكور باعتبارها بحرينية يهودية الديانة، ولكن لماذا يشارك فيه السفير المسلم السيد احمد محمد الدرسي المسلم، ويطلب مساعدة اسرائيل في مواجهة الخطر الايراني؟
ان هذه المشاركة وهذه التصريحات تخدم المخططات الاسرائيلية في تكريس احتلال الارض العربية وتهويد القدس، وابعاد الانظار العالمية عن القضية العربية المركزية الاولى وتحويلها الى ايران ومنشآتها النووية.
عضو الكنيست الاسرائيلي زئيف الكين الذي مثل اسرائيل قال 'ان الكلام الذي قيل، وفي الموقع الذي قيل فيه يبرهن على اننا كنا على حق حينما قلنا ان ايران هي مشكلة العالم العربي لا المشكلة الفلسطينية'.
نتمنى ان نسمع من الجامعة العربية ومن المملكة العربية السعودية وقبل هذا وذاك من مملكة البحرين توضيحا لهذا الامر.
Twitter:@abdelbariatwan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق