في منتصف شهر حزيران
2005 صدر عن أحد مراكز الابحاث الخاصة التابعة للخارجية الامريكية، وبالتحديد قسم
العالم الاسلامي والشرق الاوسط دراسة مطولة تتناول الاوضاع في العالم العربي بشكل
عام وفي الخليج بشكل خاص.
ان الدراسة خصصت فصلا
كاملا لتقدير مستقبل الاوضاع في السعودية ومستقبل حكم آل سعود وفي تلك المرحلة
التاريخية التي شهدت اعداد هذه الدراسة كان الملك السعودي الراحل “فهد بن عبد
العزيز” يعاني من أوضاع صحية صعبة، ولم يكن بعد قد توفى ـ الملك السعودي فهد توفى
في شهر آب من العام 2005 ـ وكان من الواضح أن ولي العهد السعودي “عبد الله بن عبد
العزيز” هو الذي سيتولى مهام شقيقه بعد وفاته، وان الاستقرار السياسي سيتواصل في
السعودية وستتمكن العائلة المالكة من المحافظة على تماسكها وتجاوز مرحلة توزيع
المناصب بعد وفاة الملك فهد.
الدراسة تحدثت عن
اتصالات كانت تدور في الكواليس لضمان هذا التماسك والاستقرار وتوزيع المناصب بشكل
يمنع الاقتتال بين الاخوة في العائلة المالكة، لكن السيناريوهات التي وضعتها هذه
الدراسة في فقرة التوصيات حول السعودية لم تتجاهل حقيقة وجود الكثير من الفساد
والظلم وخرق غير مسبوق لحقوق الانسان، وتحدثت عن مناطق سعودية مهمشة وخرجت الدراسة
في النهاية فيما يتعلق بالموضوع السعودي بتوصية وصفها البعض انذاك بانها انجرافية
ووهمية لا تعكس الامر الواقع، حيث رأى الطاقم الذي أعد هذه الدراسة وهو من الخبراء
في شؤون الشرق الاوسط ومتابعين للتقارير الاستخبارية الواردة من محطات المخابرات
الامريكية في المنطقة، وايضا على اطلاع على برقيات الدبلوماسيين الامريكان في
عواصم الدول العربية وبالطبع في السعودية ايضا، بأن حكم عائلة ال سعود سيتلاشى
تدريجيا وان فترة حكم “عبد الله بن عبد العزيز” قد تكون الحقبة التاريخية الاخيرة
في تاريخ السعودية التي تتولى فيها شخصية من آل سعود حكم البلاد.
ودعما لهذه الدراسة،
ورد مؤخرا في ورقة بحثية تناولت الاوضاع في السعودية وصدرت عن نفس المركز في منتصف
شهر اذار الماضي، وتحدثت هذه الورقة التي تم تسريب بعض فقراتها عن الاحداث التي
تشهدها بعض المناطق في السعودية وبشكل خاص المناطق الشرقية بالاضافة الى نسبة
البطالة العالمية بين الشباب والاحباط في الشارع السعودي من سياسة العائلة المالكة
الداخلية.
يضاف الى ذلك الصراع
الخطير داخل العائلة المالكة، والذي تظهر بوضوح خلال اللقاءات التي تعقدها العائلة
بحضور الملك السعودي، والنقاشات التي تصل في بعض الاحيان الى تبادل الاتهامات في
العديد من الامور الخطيرة على المستوى الشخصي وعلى مستوى الاداء في المؤسسات
الرسمية، كل هذه عوامل تدل على أن حكم ال سعود في طريقه الى التلاشي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق