یبحث
زعماء دول الخليج في اجتماعهم يوم الاثنين تعزيز الوحدة بين دول مجلس
التعاون في مواجهة ما يسمونه بـ "تهديدات" متنامية من بعض الدول بعد
الثورات العربية ولكن هناك عقبات سياسية كبيرة تلوح في الافق.
وبحسب ما افادت شبكة راصد الاخبارية الجمعة، فان بعض أعضاء مجلس التعاون الذي يضم الكويت والبحرين وقطر والامارات وسلطنة عمان والسعودية يشعرون بقلق من أن التقارب قد يؤدي الى تعزيز نفوذ السعودية أكبر عضو في المجلس.
وينظر هؤلاء بعدم ارتياح لتقارير تقول أن السعودية ستقيم مبدئيا اتحادا مع البحرين لقمع الثورة على مملكة تشبه الاسرة الحاكمة فيها الاسر الحاكمة في دول مجلس التعاون من حيث كونها من طائفة معينة ومتحالفة مع امیرکا.
وقال مصدر قريب من الحكومة القطرية "ترى قطر في هذا كله طريقة سعودية لتقويض العلاقات الثنائية بين دول الخليج وفرض جدول أعمالها عليها".
وتخشى دول الخليج الاصغر فقدان النفوذ الاقتصادي والسياسي لصالح السعودية التي يزيد عدد سكانها خمس مرات على سكان عمان ثاني اكبر دولة في المجلس من حيث عدد السكان لتسيطر أيضا على قطاع النفط والغاز الاكثر أهمية في المنطقة.
وعندما عقد زعماء دول مجلس التعاون اجتماعهم الاحدث في ديسمبر كانون الاول الماضي حث الملك السعودي بد الله الدول الاعضاء على تجاوز مرحلة التعاون الى مرحلة الوحدة في كيان واحد.
وينظر الى دعوة الملك للوحدة في ذلك الوقت على انها رد على مخاوف دول الخليج من أن يقوض الربيع العربي كياناتهم.
قال نيل باتريك وهو باحث زائر في برنامج الخليج في مدرسة لندن للاقتصاد "الرغبة المتزايدة هي تقديم جبهة أكثر اقناعا للوحدة في سياق قدر من الضغوط الداخلية والاقليمية. ولكن الاهمية الفائقة للسيادة الوطنية والقلق من النفوذ الذي قد تتمتع به السعودية يعملان ضد أي خطوات عملية".
ونظرا للعقبات في طريق اندماج سياسي جوهري بين دول مجلس التعاون ترددت في الاونة الاخيرة تكهنات في عواصم دول الخليج عن قيام شكل ما من الوحدة الاولية بين البحرين والسعودية.
وجاء في ورقة بحثية في مجموعة أوراسيا يوم الخميس: أنه "من المحتمل أن تقيم السعودية والبحرين نظاما اتحاديا مصغرا" وأضافت أن الخطة ستعطي الرياض نفوذا رسميا أكبر على الامن في جارتها الاصغر.
وقد أرسلت السعودية قوات في العام الماضي لالحتلال البحرين وسحق الانتفاضة فيها وهي التي تدعم جارتها منذ فترة طويلة بمنحة من الاسلحة.
ولا يزال الدبلوماسيون في الخليج يقولون انه من غير المرجح على ما يبدو قيام اتحاد كونفدرالي مشيرين الى معارضة محتملة من قبل أعضاء اخرين في مجلس التعاون يشعرون بقلق من تزايد النفوذ السعودي والى نفور النظم الملكية التاريخي من فكرة التنازل عن أي قدر من السيادة.
وقال جاستن جنجلر وهو باحث متخصص في شؤون البحرين مقيم في قطر "انها وسيلة للضغط على البحرينيين لترتيب بيتهم. واذا كانت هناك حقا وحدة «بين السعودية والبحرين» فانها ستحدث قشعريرة في منطقة الخليج كلها. "
وستأتي القمة في وقت تعمل فيه السعودية وقطر بشكل کبیر علی التدخل في قضايا اقليمية مثل سوريا واليمن.
وقادت الدولتان محاولات حثيثة لعزل الرئيس السوري يشار الاسد بسبب الاحداث فی سوریا فی حین التزمتا الصمت حیال حالات القمع والتعذیب فی البحرین والیمن وسهلا خروج الدیکتاتور اليمني علي عبد الله صالح من السلطة في يناير كانون الثاني لکی لا يواجه المصير الذي واجهه القذافي في ليبيا ومبارك في مصر وبن على في تونس.
يشار الى ان قادة دول مجلس التعاون في الخليج يبحثون فی الاجتماع المذكور امكانية شرعنة الاحتلال السعودي للبحرين من خلال ما اطلقوا عليه بـ الدمج او الاتحاد بين اكبر دول الخليج واصغرها.
ولكن أعضاء مجلس التعاون لم يوافقوا بعد وبالرغم من الحاح الولايات المتحدة المستمر منذ عقود على اقامة درع صاروخي مشترك يرى محللون عسكريون غربيون أنه الحد الادنى نحو اتفاق تسلح مشترك وخطوة ستتطلب انشاء منظومات للرادار في دولة وصواريخ في دولة أخرى.
وهناك تاريخ من الصراعات العربية العربية في المنطقة.
وتشاحنت السعودية في الماضي مع قطر بسبب دعمها لقناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية التي انتقدت الاسرة الحاكمة في الرياض وبينها وبين الامارات توترات حول تعميق الوحدة الاقتصادية ونزاع حدودي.
بينما تعاني الامارات من توتر مع جارتها عمان التي اتهمت الامارات بادارة شبكة للتجسس في مسقط وهو اتهام نفته الامارات.
وقال المحلل السياسي السعودي عبد الله الشمري ان النخب في مجلس التعاون رأت تلك الدعوة للوحدة كرد فعل على الربيع العربي. ولكن التأييد في بعض الدول العربية سيكون ضعيفا فلا توجد سياسية موحدة في الدفاع والسياسة الخارجية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق