نهاية صلاحية عوائل الحكم والملك في بلدان الخليج : تلخيص : موجة التغيير - الدكتور عبدالله النفيسي
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله أن الأمة مازالت ولود وستضل بمثل هذه العقليات التي تحب وتخشى على أهلها ومجتمعاتها، وتركز جهدها العلمي في خدمة امتها وأوطانها، وإن كانت هذه الجهد يؤثر على أشخاص أو أعيان بحد ذاتهم ، فلا بأس أن يكون للتغير إلى الأحسن لأمتنا أن يتخطى أشخاص أو أعيان. وقد حمل الدكتور " هم " منطقته وأشار بما يعتقد أنه في صالح المنطقة سياسياً واجتماعياً .
تطرق الدكتور عبد الله إلى أن التغيرات الحالية وماتمر بالمنطقة هي تغيرات شعبيه لا يقودها عسكر كما هو شأن الثورات العربية التي أتت بمعظم قادة العالم العربي من العسكر قبل خمسة عقود من الزمان.
في شرح مفصل ومقتضب قسم الدكتور معانات العالم العربي إلى ثلاثة أضرب :
1. الطغيان السياسي: وهي استأثار القلة بالقرار السياسي الإستراتيجي: ومن أهم ميزات هذا الطغيان السياسي أن القائم عليه طغم فاسدة جاهلة غافلة ماكره، لا تحسن إدارة شأن البلاد وإنما جهدها و" همها" منصب إلى المنفعة الـ " عائلية" الضيقة. وهذا على المدى البعيد لا شك أنه مجلبة للدمار مدفعة للأزدهار. فقد تسخرت كل مقدرات البلدان الخليجية لخدمة هذه العوائل. وقد قال مؤلف كتاب: (Gideon's Spies) Gideon's Spies أنه لولا الاجهزة الإستخباراتيه العربية لما استطعنا أن نسيطر على العالم العربي. وبهذه المناسبة شكر النفيسي أسانج وموقعه ويكي ليكس على شذرات الفضائح لهذه الأنظمة القمعية البالية. فما إن يسقط رئيس دولة عربي إثر ثورة شعبية إلا وتنشكف الأموال الطائلة من السرقات التي استثمرها أكابر مجرميها في بنوك العالم، وهذا عبث صارخ وانتهاك لمال الأمة لم يكن ليحدث لو أن هنالك طغيان سياسي مدعوم بـ غطاء من سلطة خرساء.
2. سوء توزيع الثروة: في دولتنا هنالك أغنياء فوق العادة، وهنالك فقراء أيضاَ تحت أقل مستوى للفقر. من مظاهر الفريق الأول انتشار نوادي الرياضية للتخفيف عن الأوزان والثانية هنالك الفرد الذي يكفل المئات من الناس. آن أوان التصحيح.
3. التبعية المطلقة للغرب: لأول مره نسمع بظاهرة " زوار السفارات" ولولا أن هؤلاء لهم أسوة وقدوة في العوائل المالكة في تبعيتهم للخارج و تثبيت نفوذهم وأعطائهم أكثر مما يطلبون وما لا يطلبون وما لا يتخيلون لو طلبوا كيف وماذا يطلبون لما تفاجئنا بـ سيل من ظاهرة " الزوارين للسفارات". والعجيب أن التابع ذليل، وخانع أمام سيده، وهو أسد هزبر أمام شعبه وهذه صفة جامعة في عوائل الحكم. مثال: عند زيارة ليز ديك شيني ( قائدة حركة النساء السحاقيات في أمريكا) تقول أن على الدول العربية ان تحذف كل الايات القرآنية التي تنابذ اليهود ، المذهل أن جميع دول الخليج على رأسها الكويت والمملكة انصاعت راغمة على هذا القرار. السبب؟ قباء العصابة الحاكمة مرتبط برضا البيت الأبيض الذي أوفد لز.
هنالك أمر يجب أن يذكر للتاريخ وهو أن أمريكا تنظر لمصالحها فوق كل أعتبار، فكما أن فناء الشعب الليبي بأكمله لا ولن " يؤرق كثيراً الشارع الأمريكي ، فكذلك فإن العوائل المالكة في بلدان الخليج يجب ألا تعتقد أن شراكة أمريكا هي شراكة أبدية ولنتذكر ماذا قال ( ديك شيني ) Dick Cheney لما سؤل عن رد الإدارة الأمريكية في (إنقاذ) الكويت من براثن الغز والعراقي قال: " وهل يهم أن صدام استولى على الكويت؟ (Did it matter that [Saddam Hussein had] taken Kuwait?) ، ولولا ضغط تاتشر المرأة الحديدية على الإدارة الأمريكية ، وكلمتها الشهيرة لبوش بان يـ (توقف عن التلعثم) (stop wobbling ) لذى فعلائقنا مع القوم هي علاقة مصالح وليست علاقة دم وجوار. وقد قال في بحث آخر نشر (1) تتسائل الإدارة هل ثمة داع ٍ للتدخل وإنقاذ الكويت؟ " - مقابلة له
إن على الشعوب الخليجية أن تبحث لها عن وسائل جديدة للتعامل مع ملوك وحكام المنطقة ، سيما وأن هذه الثورات قد ينطبق عليها ما رسمته كونداليزا رايس وعزمها على التخلص من " الخلفاء منتهي الصلاحية" ، فقد يكون هؤلاء قد تعداهم الزمن. أو فعلاً غير قادرين على مواجهة التحديات المحدقة بشعوب المنطقة.
مالذي يجب فعله؟ أولاً حكم العائلة غير محتمل، فالتحكم بالمناصب السيادية ومصائر الشعوب وهدر وسرقة المال العام والخاص أمر بدأ يكون مثار للتذمر العلني المتزايد. ويجب على عقلاء أن يتأملوا في واقع شعوبهم فالدول تسقط ويكون بسقوطها ضحايا كثر ، سقط الإتحاد الروسي وتشرذم إلى 25 دويله، ولكن الدول الأوربية سابقاً تسارعت إلى التحالف مع الدول الأوروبية. إذا فلا مناص لنا من الإجتماع والتوحد بين شعوب منطقتنا. ويجب أن يراعى أن كبير السن يستحيل أن يلم بكل مشاكل الشباب فهو بطبعه ملول عجول نزق. وإذا كان داهية العرب معاوية بن أبي سفيان وقد حكم (20) سنة " قد مللتكم ومللتموني" فكيف بمن حكم شعبه 42 سنة كالقذافي؟ ثم إن طبيعة حكم العوائل في بلادنا هي من شقين ( ملك ) و ( تاجر). ولا شك أنه لا يجتمع أن يكون الرجل ذو شقين " المصري يقول: أبو بالين كذاب، وخير منه كلام ربنا حيث يقول" ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه" فأما التجارة أو الملك أما جمعهما فمحال. ومن أحتج بـ ملكة بريطانيا وملك السويد وبلجيكا والدينمرك فإن هذه العوائل المالكه " مالكه تشريفياً" لا حكماً، فهي لا تتدخل في شأن الحكم ، ولكنها تمثل " تشريفياً" البلدان في افتتاح شيء أو ترأس وفد رسمي ، أما عوائلنا فهي تزاحم العمل وتباشره بشكل عنيف يومي. عوائلهم تملك ولا تحكم، وعوائلنا تملك وتحكم. ثانياً: كانت الشعوب قبل 70 سنة متقبلة أن يتروسها عائلة ، للضروف التي كانت آن ذاك، قبل فتره الفيس بك والتويتر و تلاقح المعلومات والخبرات الجديدة، والعلوم والعقول الجباره التي تزخر بها بلادنا، لذى فيجب أن يكون هنالك تخلي تدريجي عن السيادة الداخلية والخارجية للشعب، فالسؤال: ماهو موانع أن يكون وزراء الدفاع ، والخارجية، والدخلية من الشعوب أنفسها؟ ولماذا لا تكون تلك الوزارات الثلاث موحدة في بلدان الخليج كلها؟ تقول دراسة في ورقة قدمت في 22 يناير 1992 أنه في عام 2020 لن يبقى من شريط البترول إلا ثلاث دول : السعودية، والسلطنة واليمن. اما الباقية فـ ستندثر لا محاله، وأفضل من يبادر إلى هذا الإصلاح السياسي كما قال طلال بن عبد العزيز هم العائلة نفسها، لإن الإصلاح من خارج العائلة نفسها قد يكون كارثي . ثالثاً : يجب أن نعيد النظر ونستفيد من الوفرة في الخبرات التي بدأت سراعاً في التفلت والهجرة للخارج.
أي إصلاحات تخلوا من النقاط الثلاث التالي فهي إصلاحات فاشلة:
1. المشاركة السياسية: يجب ان يكون هنالك برلمان يوفر الحريات وحرية الصحافة، فقد تعدى الزمن مجلس شورى لا يتيح للفرد فيه الحديث إلا كل شهر مره، وأن تسمع بالمعيدي خير من أن ترى أقتراحاته سيما إذا كانت غير مسموعة ولا يؤبه بها وقرارات غير ملزمة.
2. المشاركة الإجتماعية: الشباب في زياده، والحاجات معهم في تزايد وإن لم توفى حاجات الإجتماعية للشباب فإن الإهمال سيجر البلد إلى عواقب لا يمكن أن تكون حميده. يجب ألا تحيد مشاكلنا بل تواجه وتحل بطرق حضارية علمية.
3. المشكلة السكانية: هنالك
أعظم تحدي لدول الخليج : إيران قوة نفطية، كثافة سكانية، امتداد جغرفي، لايمكن لدويلات الخليج الحالية أن تواجه ترسانة ايران 80 مليون في 750 الف حرس جمهوري .. فالوحده الكونفدرالية واجب حتمي لا مناص منه. وعن طريق حقنا لتقرير المصير : (self determination) يمكننا أن نواجه التحدي قوى المركز الثلاث وهي السيطرة على (السلاح) ، (المواد الخام ) و ( الشرعية الدولية). سميا و أن منابع المياه قليله في جزيرة العرب لذى فالتحكم بالنفط والقمح أساس في بقاء الشعوب وحرب زراعة القمح هو حرب على الشعوب ، كما قال صاحب كتاب: (resource war ). وإذا ما نجحنا أن نتحد ونتكتل فإننا قادرون على إدارة محور جديد من القوى العالمية.
يجب ألا ننساق وراء بريق الثورات وننسى مرحلتي البناء والإتصال مع الخارج وتوثيق ذلك لصالح شعوبنا.
جزى الله الدكتور عبد الله النفيسه خيرا على هذه المحاضرة القيمة ، ونفعنا الله بما فيها من علم
د . عدنان بن قحطان
المراجع:
resource war
Barbara Conry: Cato Institute Policy Analysis No. 258: Time Bomb: The Escalation of U.S. Security Commitments in the Persian Gulf Region - http://bit.ly/gIYnz4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق