10 نوفمبر 2011

السعودية ستدعم عملية عسكرية مشتركة امريكية واسرائيلية ضد طهران


الصحف البريطانية: تقرير الوكالة الدولية لم يقدم الدليل القاطع وخطوة باتجاه الحل العسكري... والعقوبات ستاتي اولا 
لندن ـ القدس العربي': ماذا ستفعل امريكا واسرائيل وحلفاؤهما مع ايران بعد الملف الطويل الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا،هل احياء الاتهامات التي وردت في التقرير عن نوايا ايران بانتاج سلاح نووي وليس بناء مشروع نووي لاغراض سلمية يمثل مبررا للعمل العسكري الذي تهدد به اسرائيل وتحضر له الاجواء منذ فترة طويلة حيث تزايدت التوقعات في الاشهر الاخيرة وقبل صدور التقرير وتمثل بحملة اعلامية واخراج مسرحي امريكي لمحاولة لاغتيال سفير السعودية في واشنطن من قبل عملاء ايرانيين. 
ومع ان التقرير ومعديه لا يمثل الدليل المهم القاطع الذي يمنح للاطراف المعنية بشن حرب شاملة على ايران ويدمر مشاريعها النووية الا ان هناك شبه اجماع في الصحف البريطانية والامريكية على ان التقرير يمثل تغيرا جذريا في موقف الوكالة الدولية وتحركا نحو التعبير عن 'قلق بارز' من مشاريع ايران النووية التي قالت ان البعض منها يمكن استخدامه لاغراض مزدوجة. ومن هنا فقد اعتبرت صحف يمينية بريطانية التقرير بانه بمثابة اعتراف دولي بالخطر الايراني. 
وركزت صحيفة 'ديلي تلغراف' على التهديدات التي صدرت من اسرائيل ردا على التقرير حيث قالت انه حتى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الذي وصفته انه يمثل معسكر'الحمائم' قال ان التقرير يظهر عدم نجاعة الحل العسكري اعترفت الصحيفة ان الملف الجديد يضع الدول الغربية المنشغلة بالازمات الاقتصادية التي تعاني منها امام ازمة جدية. 
وعلى الرغم من ذلك فعلى قادة الدول هذه البحث عن اجماع دولي من اجل التصدي لمنطقة الشرق الاوسط التي تقف على حافة الاشتعال. ومع ان التحرك العسكري اصبح غير مستبعد الا انها تقول ان الخطوة القادمة ضد ايران يجب ان تنبع من الامم المتحدة التي شرعت الحرب على ليبيا واسقطت نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.
وفي تحليل اخر بنفس الصحيفة جاء فيه ان التقرير سيفتح الباب امام مواجهة دبلوماسية مع ايران وفي حالة فشل المواجهة الجديدة هذه لاجبار ايران على وقف نشاطاتها النووية فان التحرك العسكري لن يكون بعيدا. 
ونقلت عن دبلوماسي 'غربي' قوله ان التقرير وان لم يقدم الدليل القاطع ولكن الوكالة الدولية تقول ان بعض ملامح المشروع النووي الايراني تعتبر شبيهة بنشاطات الحصول على السلاح النووي وتطويره، حيث عبر التقرير عن قلق جدي من الجانب العسكري للمشروع الايراني. 
ويعتقد التحليل ان اهمية التقرير تأتي من الطريقة التي جمعت فيها الوكالة الدولية المعلومات عن النشاطات الايرانية حيث شمل التقرير الف صفحة من المعلومات التي قدمتها وكالات استخباراتية في عشر دول، حيث قامت الوكالة بالربط بين الخطوط كي تتوصل الى ان ايران تقف على ابواب انتاج الاسلحة النووية، ونقل التحليل عن ديفيد اولبرايت المفتش السابق في العراق والذي انشأ معهدا للعلوم والامن الدولي قوله ان التقرير يمثل حالة قوية عن جهود مستمرة ومتقدمة لانتاج رؤوس نووية للصواريخ الباليستية. وقارن التحليل بين التقرير الذي صدر تحت قيادة مدير الوكالة الياباني يوكيا امانو الذي خلف محمد البرادعي الذي انهى مهمته عام 2009 وقالت ان البرادعي عاش في خوف من المواجهة حيث اتهمه ناقدوه انه حاول عدم اعطاء الولايات المتحدة واسرائيل اية فرصة كي تستخدمانها ضد ايران. 
ومع ان امانو لا يهدف الى هذا الغرض كما يقول التحليل فانه من خلال تقديم الحقائق عن المشروع الايراني فقد اعطى امريكا واسرائيل المبرر. 
وبنفس السياق خلص تقرير في صحيفة 'التايمز' الى نفس النتيجة حيث قال ان الوكالة الدولية تعود بعد ثمانية اعوام الى المقعد الساخن، بعد اعوام من الجهود غير المثمرة مع ايران فقد وصلت الوكالة الى الحقيقة المحتومة انه وعلى الرغم من النفي التام فان ايران تقوم بجهود لانتاج السلاح النووي. 
واشار التقرير الى ان باراك اوباما الرئيس الامريكي لم يقم على خلاف سلفه بأية محاولة للتأثير على نتائج التحقيق الذي قامت به الوكالة مما يعني ان مزاعم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من ان الوكالة ما هي الا منظمة تعمل بالوكالة عن امريكا ليست صحيحة. وقال التقرير ان التحرك سريعا بناء على نتائج التقرير يعني حمام دم في منطقة مضطربة وارتفاعا في اسعار النفط مما سيزيد من قتامة الازمة الدولية، وفي المقابل فان اي تحرك متأخر يعني حصول ايران على أمن نووي كما فعلت كل من كوريا الشمالية وباكستان ولكن بفارق ان ايران تقودها جماعة من المتطرفين الدينيين الذين يرغبون بتدمير الحضارة الغربية. 
ومن هنا يرى ان محاولة دولية جديدة لفرض عقوبات مشددة على ايران واقناع كل من روسيا والصين اللتين تقيمان علاقات اقتصادية مع ايران لعزل الاخيرة هي الطريق الذي يمكن تبنيه بناء على تقرير الوكالة. ولكن هذا لا يعني ان الصقور في امريكا واسرائيل لن يتوقفوا بالدفع نحو المواجهة. 
وقال ان السعودية المصدر الاكبر للنفط في العالم والعدو اللدود لايران قد تدعم ضربة امريكية ـ اسرائيلية للمنشآت النووية الايرانية ومن المستبعد ان تدعمه في حالة تصرف فردي من اسرائيل. 
وفي افتتاحيتها التي خصصتها الصحيفة لما تسرب عن محادثة جانبية بين اوباما والرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي عن عدم راحتهما للتعامل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث ربطت بين حديثهما عن نتنياهو الكذاب وبين الملف الجديد عن ايران وقالت ان كون رئيسين لدولتين مؤثرتين في السياسة العالمية يعبران عن عدم راحة من رئيس الحكومة الاسرائيلية يعني انه لا يصلح للمهمة مع ايران فإما ان يستقيل او يدفع للاستقالة كما تقول الصحيفة.

حتى لا يتكرر درس العراق

ولاحظت صحيفة 'نيويورك تايمز' ان الوكالة استخدمت كلمة مصادر موثوقة من اجل ان تتجنب ما حدث مع تقارير الولايات المتحدة عن اسلحة الدمار الشامل العراقية خاصة ادلة كولن باول الكاذبة امام مجلس الامن الدولي في التحضيرات لغزو العراق. وخصص معدو التقرير بهذا الصدد فصلا تحدث عن مصداقية التقارير.
واشارت الى ان المعلومات الواردة في التقرير والتي جاءت من مصادر اكثر عمقا قد اشعلت النقاش بين الدول الغربية واسرائيل حول الاجراءات المناسب اتخاذها. واستعرضت الصحيفة عملية اعداد التقرير وجهود ايران خلال خمسة اعوام من تطوير قدراتها النووية حيث لاحظ التقرير انه منذ ان اشار التقرير الامني القومي عام 2005 ان ايران اوقفت تجاربها النووية فان السنوات اللاحقة تظهر عملا منظما، حيث وصف مسؤول غربي المعلومات بانها 'مبهرة' وقال ان التقرير يصف بشكل واقعي كل الخطوات التي قامت بها ايران لتطوير رؤوس نووية والتقدم الذي احرزته في كل خطوة حيث شبه الخطوات بانها تشبه 'قائمة طعام'. 
وتحدثت عن الموقف الاسرائيلي الذي الح منذ فترة طويلة جدا الى اهمية التعامل مع ايران بقوة السلاح قائلة ان كلا من اوباما وبوش ناقشا ان عمليات جوية ضد المنشآت الايرانية لن تؤدي الى وقف الجهود الايرانية او ابطائها. وقالت ايضا ان تأكيد المنظمة الدولية على مصداقية معلوماتها محاولة منها لدحض الاتهامات التي قد توجه اليها من انها تقوم باعادة انتاج المعلومات الصادرة عن الموساد الاسرائيلي والاستخبارات الامريكية (سي اي ايه). وفي الوقت الذي لاحظت فيه الصحيفة ان الرد الامريكي على التقرير كان غير صارخ الا ان مسؤولين قالوا ان التركيز سيكون على العقوبات المشددة وعقوبات جديدة تسد الثغرات التي تركتها العقوبات السابقة، ولن تشمل فقط الحرس الثوري او المؤسسات التي تدير المشروع النووي بل وجوانب اخرى من الاقتصاد الايراني. 
ولكن الصحيفة اعترفت انه لا يوجد اجماع دولي على العقوبات مشيرة الى الموقف الروسي الغاضب الذي قال ان التقرير سيعقد عملية المفاوضات مع ايران، وقالت ان الصين وروسيا لن تصوتا في مجلس الامن لصالح عقوبات جديدة وهو ما سيؤدي الى انقسام في المجتمع الدولي، وقالت ان تدخل الناتو للاطاحة بنظام معمر القذافي بعد ان امتنعتا عن التصويت ادى الى تصلب موقفهما. 
ومع ذلك تأمل واشنطن ان يساعد التقرير على زيادة الضغط على ايران حسب مسؤول في الادارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق