القاهرة- (د ب أ): أرجع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الثورات العربية إلى انتشار حركة فكرية في العالم العربي ترفض ظاهرة الكبت السياسي، معتبرا أنه كان من الممكن معالجة هذه "الانفجارات" إذا كانت القيادات والحكام العرب بدأوا في التعاطي معها بكل الجدية والسرعة في الإصلاح.
وقال في حوار مطول مع صحيفة (الأخبار) المصرية نشرته الخميس: "هناك في رأيي حاجة إلي ضرورة تسليم الراية إلي الأجيال الشابة وللأسف هناك غياب لمثل هذه الثقافة في العالم العربي.. لماذا التحدي وآسف علي هذه الكلمة ملعون أبو السلطة التي تسمح للحاكم أن يقتل شعبه وينكل به ويدمر بلده حتى يبقي في الحكم".
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت دول الخليج محصنة ضد ربيع الثورات العربية، قال الشيخ حمد: "شهادتي مجروحة لأنني جزء من منظومة دول الخليج، ولكن لا أستطيع أن أقول أن دول مجلس التعاون الخليجي محصنة مئة بالمئة، والحقيقة أن المجلس دائما مرن والعلاقة بين الحاكم والمحكومين في المنطقة مختلفة عن غيرها وهناك حرص علي العادات والتقاليد والتواصل أكبر بين قمة هرم السلطة والقاعدة".
وعن الأوضاع في بلاده، قال: "ليس لدينا مسجونين سياسيين ومنظمات حقوق الإنسان تجوب كل السجون.. وهناك تقدم كبير في التعليم والصحة وفي كيفية تنمية المجتمع"، معتبرا أن زيادة مرتبات موظفي الدولة من القطريين "نوع من توزيع الثروة"، وليس ما يقال عن أنه قرار استباقي ضد أي احتجاجات أو توترات اجتماعية.
وعن قناة الجزيرة، قال: "بالأمانة.. من يقول إن الجزيرة أداة في يد السياسة القطرية هذا غير صحيح.. رؤية سمو الأمير هي أن حرية الإعلام جزء من خريطة طريق نمشي عليها".
وفيما يتعلق بالدعم المالي لمصر، قال: "قطر وعدت بتقديم مساعدات وتقديم دعم اقتصادي ومالي لمصر كما أننا أكدنا أننا على استعداد لضخ استثمارات بـ10 مليارات دولار ونحن مازلنا علي التزامنا بذلك وقد تم تقديم الشريحة الأولي التي أمر بها أمير قطر الشيخ حمد وقدرها 500 مليون دولار، وهناك مبالغ أخرى بقروض ميسرة أو سندات جار العمل علي ترتيباتها".
وردا على اتهامات من جهات عدة، بعضها رسمي حول وجود أموال يتم ضخها من قطر لمنظمات مجتمع مدني وشخصيات تستهدف التأثير على الوضع في مصر، قال رئيس الوزراء القطري: "سواء كان التصريح رسميا أو غير رسمي فنحن نتعامل مع أدلة ووقائع .. ونحن كدولة لا نتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة ولا نتبرع إلا إذا كان شيئا معلنا وواضحا وعبر القنوات الشرعية، وأؤكد انه ليس هناك أي توجه حكومي للجمعيات الخيرية. ولا أستطيع أن أنفي أن هناك متبرعين ليس فقط من القطريين ولكن من بعض المصريين العاملين في قطر، ونحن كحكومة لا ندعم أي شي من هذا القبيل".
ونفى أن يكون لقطر مرشح مفضل لرئاسة مصر، وقال :"ليس لنا على الإطلاق مرشح مفضل فالقضية تخص الشعب المصري والأمر خاضع لاختياراته ولا نتدخل في مثل هذا الموضوع".
ورأى أن "أزمة ليبيا جسدت أول تعاون إيجابي بين الغرب والدول العربية وقد لا يتفق معي البعض.. عندما بدأت الثورة في ليبيا وجدنا سلاحا يقتل الشعب.. وذهبنا إلى الجامعة العربية وكان السؤال من سيقود العملية، كان من المفترض أن تكون مصر لولا الظروف التي تمر بها باعتبارها الجار والأقدر والأقوى على التدخل.. وعندما عجزنا طلبنا فرض حظر جوي، كنا نريد فقط وقف قصف الشعب الليبي بالطائرات ولا تنسي أن سيف الإسلام القذافي هدد بإزالة بنغازي من على الخريطة. ما هو الإجراء المطلوب إذا: هل نقول ممنوع التدخل وننتظر حتى يتم القضاء على الشعب الليبي؟".
وعن الأوضاع في سورية، قال :"نتمنى أن تظل سورية قوية متماسكة فهي دولة محورية وهامة على المستوى العربي والإقليمي".
وفي الشأن اليمني، قال: "أعلنا منذ ثلاثة اشهر انسحابنا من المبادرة الخليجية بعد أن وجدنا أننا قد يتم أخذنا باسم المبادرة إلى ما لا نهاية وندور في مماطلات".
وعن العلاقات مع إيران، قال: "نحن لدينا علاقات جيدة مع إيران ودائما نحرص على أن تكون علاقاتنا جيدة مع إيران، لأن إيران دولة مجاورة مباشرة لقطر ودولة كبيرة.. لا نتفق في كل السياسة معها ولا هم يتفقون معنا في كل السياسة ولكن نحن سويا متفقون على أنه يجب أن تكون هناك علاقات جيدة.. نحن دائما نسعى للتهدئة لأن أي شي قد يحدث في المنطقة سيضرنا بشكل مباشر".
وفي الشأن الفلسطيني، قال الشيخ حمد إن الحديث عن ترشيح قطر لاستضافة المكتب السياسي لحماس بديلا عن دمشق "سابق لأوانه ولم يبحث وليس صحيحا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق