6 أبريل 2012

ثوروا على آل سعود قبل ان يجففوا آبار النفط


 
من الخطأ اعتبار النظام الحاكم في جزيرة العرب نظاما كباقي الانظمة السياسية التي تحكم البلدان الاخرى ، فهذا النظام ، اسس لتنفيذ مهمة خاصة ، حدد معالمها واهدافها "الكفار الغربيون"!! من الانجليز والامريكان ، على حد تعبير رفاق دربهم من الوهابية!!.

 الكفار "الانجليز"! أمثال بيرسي كوكس وجون فيلبي وغيرهما ايقنوا أن من الصعب احتلال الجزيرة العربية بشكل مباشر من قبل القوات البريطانية ،  لما تحتله هذه الارض المقدسة من مكانة لدى مسلمي العالم لاحتضانها بيت الله الحرام ومثوى النبي الاكرم (ص) ، كما ايقن هؤلاء ان من الصعب اقامة نظام سياسي هناك كباقي الانظمة الاخرى الا اذا اختفى وراء يافطة اسلامية ، تكون من الافضل متطرفة وعنيفة ايضا! ، ليزايد على جميع المسلمين بتمسكه بالاسلام الوهابي الصحيح !! ولغلق كل الابواب التي يمكن ان تفتح مستقبلا للاعتراض على صيغة العلاقة التي تربط خدام الحرمين الشريفين !! بالتاج البريطاني !!
بمرور الزمن اشتد عود هذا الكيان  بفضل دعم "الكفار الامريكان" ، الذين حلوا مكان رفاق دربهم "الكفار الانجليز" بعد ان غابت شمسهم عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
     هؤلاء "الكفار" الانجليز والامريكان اسسوا الكيان السعودي لتنفيذ مهمة  تعتبر مؤقتة في عمر الزمن ، ويرحل فور اتمامها!!.
    **ما الذي يطلبه "الكفار" من ال سعود في مقابل السلطة المؤقتة؟
    على ال سعود ان ينفذوا العديد من الاوامر "الكفرية" وفق أتفاق تاسيس الكيان السعودي !! ، في مقابل دعم سلطتهم المؤقته في جزيرة العرب ، الا اننا سنمر على اهمها ، وهي:
    -استخراج كميات هائلة من النفط بالشكل الذي يضمن دوران عجلة الاقتصاد الامريكي بابخس الاثمان ، وللحفاظ على الاحتياطي النفطي في الولايات المتحدة لاطول فترة ممكنة ، وقبل ان تخرج هذه الثروة من قبضة ال سعود.
    المعروف ، كما جاء في دراسة للكاتب سالم القحطاني ، ان عدد سكان جزيرة العرب لاتزيد نسبتهم عن 2 بالمائة من مجموع شعوب الدول المنتجة  في منظمة اوبك ، بينما يزيد انتاج ال سعود الرسمي ( دون احتساب ما یصدرونه بصورة غير رسمية ) اكثر من  40 بالمائة من اجمالي صادرات منظمة اوبك.
    ان حجم النفط الذي يصدره ال سعود يصل الى 12 مليون برميل يوميا ، فيما یصل عدد سكان جزيرة العرب 20 مليون نسمة او اکثر قلیلا ، في المقابل تستخرج الجمهورية الاسلامية الايرانية نحو 3 ملايين برميل يوميا ، للاستهلاك الداخلي والتصدير ، في الوقت الذي يتجاوز عدد سكان ايران اكثر من 80 مليون نسمة. اي ان عائدات ال سعود من تصدير النفط تكفي لنحو خمسمئة مليون نسمة !!.
    هنا يطرح هذا السؤال نفسه وبقوة: لماذا اذا هذا الاستنزاف البشع والبعيد كل البعد عن أي منطق وقانون اقتصادي ، للثروة النفطية لشعب جزيرة العرب؟ اين مصلحة شعب جزيرة العرب في ان تستنفد ثروته النفطية بهذه الطريقة اللاعقلانية ، والتي ستعيد تلك الديار الى عصر ماقبل النفط خلال عقود قليلة من الان ؟.
    الجواب على هذه التساؤلات یکمن فی الفلسفة الوجودية لكيان ال سعود ، فالعمل على تجفيف ابار النفط في جزيرة العرب وبسرعة قياسية قبل ان تقع هذه الثروة بيد اصحابها الحقيقيين من ابناء جزيرة  العرب ، هو من اهم عناصر المهمة التي اوكلها "الكفار الانجليز والامريكان" لال سعود ، والا ما هو المردود الايجابي لكل هذه العائدات النفطية الهائلة على شعب جزيرة العرب ؟ اين البنى التحتية ، صناعية كانت ام زراعية ؟ في اي مجال وصل شعب جزيرة العرب الى الاكتفاء الذاتي؟ولماذا يعاني الكثير من ابناء هذه الجزيرة ووفقا للارقام الرسمية لال سعود ,  من حالة العوز والحرمان؟.
    -اما الهدف المهم الثاني الذي يجب على ال سعود تحقيقه في اطار اتفاق الشراكة مع "الكفار" ، والذي يعتبر ممهدا وملازما في نفس الوقت للهدف الاول ، كما يعتبر مقدمة ضرورية للهدف الثالث الذي سنمر عليه وهو الحفاظ على ديمومة الكيان الاسرائيلي ، فهو اثارة الفتن الطائفية والقومية بين المسلمين واشغالهم بقضايا جانبية تلهيهم عما يخطط لهم . ، والذي ظهر جليا في معاداتهم لكل مشاريع الوحدة العربية والاسلامية ، فكانت الوهابية ودولارات النفط اخطر سلاح استخدمه  ال سعود في ضرب كل عناصر القوة في الامة ، والذي فجر ومازال يفجر المنطقة الاسلامية بالفتن والصراعات المذهبية العقيمة بفضل الفتاوي الوهابية السخيفة والبعيدة كل البعد عن روح الاسلام .
    هنا كان من الضروري تجميل هذه السياسة البشعة لال سعود والوجه القبيح للوهابية وتسويقها على الاقل بين السذج والاميين ، لذا تم بناء وبتوصية ودعم من "الكفار" ، امبراطوريات اعلامية ضخمة تدور محركاتها بطاقة دولارات النفط ، بعد شراء ضمائر الالاف من اصحاب النفوس الضعيفة من أشباه الكتاب والاعلاميين ، الذين اخذوا يسبحون ليل نهار بحمد النظام السعودي الانساني !! والوهابية المنفتحة !!، والكيان الرمز للاسلام "السني"!!.
   -لم يسجل التاريخ العربي والاسلامي المعاصر خيانة يمكن ان تصل الى حد خيانات ال سعود والوهابية من القضايا العربية والاسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، وما الدور الذي اضطلع به ال اسعود للانتقام  لهزيمة الصهاينة امام ابطال حزب الله في عامي  2000و 2006 ،  وهي هزائم يبدو انها كانت اكثر وقعا على ال سعود منها على ال صهيون ، ببعيد  ، ويكفي العودة الى تلك الايام الخالدة التي اذل بها حزب الله ، اشرس عدو واجه الامة الاسلامية على مدى تاريخها الطويل ، حتى تقفز الى ذهنه تلك المواقف المخزية للنظام السعودي بشقيه السياسي والوهابي ، حيث حرمت الوهابية  حتى الدعاء لنصرة حزب الله وهو يذل مغتصبي اقدس مقدسات العرب والمسلمين ، لا لشيء الا لكون مقاتلي حزب الله من الشيعة!! "الروافض المجوس ابناء العلقمي ووو..."!!!.
   اما موقف نظام ال سعود من العدوان الغادر للكيان الصهيني على غزة عام 2008  ، وتصريحات مسؤوليه الحكوميين والدينيين ، وتواطؤهم مع رفيق دربهم العميل المخضرم المخلوع حسني مبارك ضد اهالي غزة المحاصرين فحدث ولا حرج..
    اما اذا بحثت عن السبب السعودي الوهابي المعلن والرسمي من هذا الموقف الخياني من ابناء فلسطين ، فتجده في  الدعم الذي تقدمه ايران لغزة ضد الحصار المفروض من عليها من قبل الاشقاء قبل الاعداء!!.
    من هذه المواقف وغيرها الكثير يمكن تلمس حقيقة الدور الذي انيط الى ال سعود في مقابل بقائهم في السلطة الى حين انتهاء مهمتهم ، فليس هناك من نظام يمكن ان يقبل على نفسه ان يصل الى هذا المستوى من الدل والمهانة والانبطاح في المواقف والسياسات ، الا اذا كان قد اعد من قبل لتنفيذ هذا الدور ولايمكنه بالتالي الا القيام به. 
    **ماذا على "الكفار" فعله لال سعود بعد انتهاء المهمة ؟
    في مقابل الاسراع في عملية تجفيف ابار النفط في جزيرة العرب واعادة شعب هذه الجزيرة الى عصر ما قبل النفط ، واحراق ديار المسلمين بالفتن الطائفية ، خدمة لاسرائيل وحمايتها وتحصينها من كل شر!! ، على "الكفار الامريكان" ، ان يرحبوا باعضاء اسرة ال سعود ، الذين يتناسلون بشكل رهيب!، بعد ان تنتهي مهمتهم في جزيرة العرب ،  كمواطنين امريكيين وغربيين ، على اراضيهم ، لاسيما ان اعضاء هذه الاسرة تحتفظ في بنوك "فسطاط الكفر" ، بالاف المليارات من الدولارات ، وهي ثروة تعادل ثروات اغنى دول العالم ، بالاضافة الى القصور والعقارات والمزارع والشركات وو...
  يقول الكاتب سالم القحطاني ، ان الولايات المتحدة تحتفظ بحصة الاسد في السوق السعودي ، حيث 20 بالمائة من المستوردات المدنية السعودية مصدرها الولايات المتحدة ، ولكن عند اضافة المستوردات العسكرية  السعودية ، والتي لاتسجل عادة في الاحصاءات الرسمية ، رغم ان قيمتها تقدر بعشرات المليارات سنويا ، فان حوالي 60 بالمائة من اجمالي واردات السعودية تاتي من الولايات المتحدة ، وهو مایفسر حرص الامريكيين على مواصلة رفع سقف الانتاج النفطي لتغطية الاثمان المتزايدة للصادرات الامريكية الى السعودية.
     ان امريكا تستعيد ماتعطيه من اموال ازاء شراء النفط من ال سعود عبر اغراق الاسواق جزيرة العرب بالسلع الامريكية وعبر ارضاء ملذات امراء ال سعود، الذين يعقدون الصفقات السرية ويتقاضون العمولات بمئات الملايين من الدولارات ويتامرون مع شركة "ارمكو" على اقتسام عائدات النفط وتمرير السياسة التي تخدم المصالح الغربية وتحديدا الولايات المتحدة على حساب شعب جزيرة العرب المحروم من ابسط حقوقه الاساسية ومن ثرواته النفطية. فيما يهيمن امراء ال سعود على باقي هذه العائدات ، التي لايصل منها الا الفتات الى ابناء جزيرة العرب.
    **لماذا سلطة ال سعود مؤقتة؟
    كل فعل وتصرف وموقف ، اقتصادي وسياسي وديني،  اتخذه ويتخذه  ال سعود ، يؤكد حقيقة ان سلطة هذه الاسرة ، هي مؤقتة ، وانها تعمل على تحقيق غايات تم رسمها وتحديدها بدقة من قبل امريكا والغرب ، بهدف نهب ثروات الشعوب العربية والاسلامية.
    ان مرورا سريعا على الفكر الوهابي وسياسة ال سعود على مدى العقود الماضية، يؤكد حقيقة واحدة وهي ان مثل هذا الفكر وهذه السياسة، لن تظهر لتبقى، لانها تتعارض مع منطق الاشياء ومنطق الحياة وتطورها ، والمبادئ الانسانية، فهي تحمل عناصر موتها في جوفها، وسرعان ما تتحول الى جثة متعفنة اذا ما انقطع عنها امصال دولارات النفط.
    ترى هل سيبقى هناك، في حال انقطاع امدادات الدولارات، اعلامي او صحفي واحد، مهما تدنى مستواه الثقافي، من يفكر في الدفاع عن الفكر الوهابي المتخلف والمتناقض مع المبادئ الانسانية، او عن السياسة السعودية، المعادية لتوجهات الامتين العربية والاسلامية، و التي بيضت وجه سياسية ال صهيون.
    **يا أبناء جزيرة العرب ثوروا على ال سعود 
    كيان ال سعود اقيم اساسه منذ البداية على العنف والدم  والطائفية والفتن والعمالة والفرقة والتخلف ، وهي صفات ملاصقة لهذا النظام لايمكن ان تنفصل عنه فهو قائم بها وتقوم به.
    الكيان السعودي بهذه المواصفات هو الذي انجب القاعدة ، وهو الذي   اشعل ويشعل ، بقوة دولارات النفط والوهابية المتخلفة ، نيران الفتن الطائفية والمذهبية  في باكستان وافغانستان والعراق والصومال ولبنان وسوريا والبحرين وليبيا وتونس ومصر واليمن افريقيا واسيا وباقي بقاع العالم ، ويخطىء من يظن ان هذا الكيان هو كيان سني او يدافع عن ابناء السنة الكرام ، فسنة محمد (ص) براء من الوهابية ، التي أضرت وشوهت صورة الاسلام والمسلمين في العالم اجمع ، فهذا الكيان الذي اسس على الفتنة وخدمة المشروع الغربي في المنطقة الاسلامية من البلادة ان يوصف بانه سني او يدافع عن ابناء السنة في العالم ، وتكفي  نظرة خاطفة الى الحياة الخاصة الماجنة لامراء  ال سعود والى الفتاوى التي تضحك الثكلى للوهابية ، ليتأكد المرء ان هؤلاء القوم بعيدون كل البعد عن الاسلام ، بل انهم جاؤا لهدمه وازالة معالمه ، فالكيان  السعودي هو وحده المسؤول عن الابتسامة الخبيثة التي ارتسمت ومازالت مرتسمة على وجه اسرائيل وهي تتفرج على ماسي العرب والمسلمين  بسبب خيانات ال سعود والوهابية..
    ان على المسلمين الغيارى العمل على استئصال هذا السرطان من جذوره قبل ان يفتك بما تبقى من الجسد الاسلامي ، وعلى شعب جزيرة العرب ان يثور ضد ال سعود ، عملاء السي اي اي الامريكي والصهيونية العالمية ، قبل ان يجففوا ابار النفط ويزرعوا الخراب الدمار في الديار المقدسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق