2 أبريل 2012

اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية في السعودية



 كل المؤشرات في السعودية اليوم تشي بأن وصول "الربيع" إلى أرجاء المملكة بات مسألة وقت لا أكثر.
هذا ما كتبته هيفاء زعيتر في صحيفة السفير اللبنانية مشيرة إلى أن ما ارتكز عليه النظام من عوامل لتعزيز الاستقرار الداخلي، سواء عبر "الرشوة" الاستباقية التي أسكت بها التململ السياسي معتمداً على وفرته النفطية، أو عبر ارتكازه على التحالف التاريخي مع المؤسسة الدينية لتفريق صفوف المعارضة من جهة والدعم الغربي الذي يحظى به من جهة أخرى، فيبدو أن أركانه بدأت تهتز تحت وطأة التحديات المتنامية.


وتساءلت الكاتبة : هل السعودية باتت جاهزة للتغيير إذاً؟ وهل ما يُحكى عنه من حراك داخلي تعيشه المملكة حقيقي، يحجبه فقط خوف الإصلاحيين من التعبير؟
أسئلة أرفقت بما قاله الكاتب السعودي حمد الباهلي بأنه: اليوم "بدأ الحراك الإقليمي ينعكس على الداخل السعودي، وتبدو أوضاع البلاد قابلة على المستوى السياسي والاجتماعي، وتعكس هذه القابلية كذلك الصراعات بين الليبراليين والمحافظين ومشكلة البطالة الصارخة وما يتبعها من تظاهرات لطلاب ومتخرجين"، مشكلة البطالة تحولت إلى "حديث الساعة" في المملكة السعودية فوفقاً لتقرير للباحثة إلهام فخرو نشره معهد "كارنيغي" في الولايات المتحدة الأميركية، فإن 670 ألف عائلة، أي حوالى ثلاثة ملايين شخص من أصل 18 مليون نسمة، تعيش في الفقر.


ومع وجود فجوة هائلة بين الطبقات الاجتماعية، خاصة أن 22 في المئة من السكان يعيشون في الفقر، فإنه ليس للثروة النفطية تأثير كبير على مستوى حياة المواطن العادي كما هي الحال في دول الخليج الأخرى، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.
ويقول حمد الباهلي "عندما توفي ولي العهد الأمير سلطان تحولت الأنظار إلى الأمير نايف على أمل أن يظهر ميلاً لصياغة سياسات أكثر تماسكاً، ولكن تبيّن لاحقاً أن عدم الاستقرار يوسّع رقعته مهدداً النظام السياسي".


من هنا، ينتقل الباهلي إلى مشكلة الشيعة في المنطقة الشرقية كونها "المثال الأكثر وضوحاً لإنكار النظام لأزماته".ويقول :
النظام يميل إلى التهويل بالخطر الإيراني في إطار المخطط الإقليمي الكبير للمواجهة السنية ـ الشيعية، ولكنني أعرف الناس في المنطقة الشرقية، هم ينتظرون حلولاً سهلة.  مطالبهم بسيطة تكفيها تقديمات متواضعة، يمكنها أن تحولهم على المدى المتوسط إلى عنصر داعم لاستقرار الأوضاع.


ينسحب الأمر، حسب الباهلي، على باقي المشكلات "سواء ما حدث في أبها قبل أيام، أو ما أثير حول قضية حمزة كشغري وغيرها من قضايا الاعتقال التعسفي لمجموعة من المحامين قبل سنوات وللمدونين وسجناء الرأي، حيث تمتلك السلطة الإمكانيات المادية والمعنوية لحلها ببساطة، ولكن ما ينقصها هو جرأة الاعتراف بوجود هذه المشاكل والاستمرار في الاستناد إلى نظرية "الوضع في السعودية مختلف" السائدة حاليا".


يُذكر أنه في تشرين الثاني الماضي، وفقاً لتقرير "كارنيغي"، حُكِم على ستة عشر رجلاً بالسجن لفترات طويلة بعدما حاولوا إنشاء منظمة لحقوق الإنسان. كما اعتُقِل مؤسّس جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية في أيار الماضي، وكذلك عشرة أعضاء من حزب الأمة الإسلامي الذي طالب بتمثيل أكبر وبإنهاء الحكم الملَكي المطلق . ويوضع آلاف المواطنين أيضاً في الحجز في مختلف أنحاء البلاد على خلفية تُهَمٍ أمنية.


وترى صحيفة "الغارديان" أن الخلافات بين أفراد الجيلَين الثاني والثالث في العائلة المالكة، اللذين تتعارض آراؤهما حول وتيرة الإصلاح ومساره، قد تخلق فرصةً لإعادة خلط أوراق التحالفات. فيما يسعى قادة جدد إلى تطوير مساحات نفوذ خاصة بهم.


من هنا يمكن فهم دعوة الأمير طلال بن عبد العزيز إلى مقاضاة كل الفاسدين في المملكة السعودية حيث قال على صفحته الشخصية بموقع (تويتر) لا تظنوا أيها الإخوان والأخوات أن كلمة الحق تُسمع مني وأمثالي ولا تسمع منكم للأسف مضت علينا فترات لم تكن تُسمع كلمة الحق حتى مني شخصياً”.


كما طالب “أن تصل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي أنشئت في المملكة مؤخرا، إلى الجميع لا فرق بين كبيرٍ وصغير”.
وأضاف الأمير طلال “الفاسد يجب أن تطاله يد العدالة وكشف استفتاء أجرى مؤخرا في المملكة السعودية شارك فيه 627 شخصا أن نسبة 77,35% منهم اكدوا على وجود فساد مالي وإداري بشكل كبير فيما اختار 92 قارئا بنسبة 19% التأكيد على وجود الفساد وجاء 42 صوتا بنسبة 6,70% للتأكيد على أنهم يرون الفساد المالي والإداري منتشرا نوعا ما ، فيما جاءت 6 أصوات بنسبة 1,28% تنفي وجود الفساد المالي والإداري بالسعودية.


وكان عبد العزيز الفوزان أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء بالرياض انتقد مؤخرا المحسوبية والواسطة التي انتشرت في السعودية، مؤكدا أنها من أبرز مظاهر الفساد الموجودة في المملكة، وطالب بالتخلص منها.
صحيفة (الغارديان) البريطانية رأت أن خروج الطالبات السعوديات في مظاهرات جامعية يمثل خروج  السعوديات من القمقم، ودخول المرأة السعودية في مرحلة جديدة من الاحتجاج والمطالبة بحقوقها.

وأشارت الصحيفة إلى أن خروجهن للاحتجاج يمثل عرضا نادرا ولفتة إلى ميلاد معارضة جديدة في المملكة العربية السعودية، حيث قامت الطالبات بمقاطعة الفصول الدراسية الجامعية احتجاجا على سوء الخدمات المقدمة.
وهو ما أكده المعارض السعودي سعد الفقية : أن روح الثقة بالنفس وروح الشجاعة وروح اللامبالاة بتخويف الدولة وإرهاب الدولة، قد سرت في قلوب الناس، والناس تجاوزا مرحلة أن يتعاونون مع القضايا تعاون الرعب أو تعامل الهيبة الكاذبة التي يمارسها النظام.

وعن انطلاق الربيع العربي في المملكة السعودية، قال الدكتور وفيق إبراهيم : لا شك أن الأوضاع في السعودية تتجه إلى منحى عميق جداً وابعد من مرد قمع طالبات، لأن المشكلة في السعودية ليست مشكلة محصورة بالنساب، إنها مشكلة عامة، تتعلق ببنية مجتمع متكامل يعتقله آل سعود منذ حوالي مئة عام ويمنعون تطوره على كل المستويات، علينا أولاً أن نشاهد مؤسسات الدولية السعودية كيف تهتز وكيف تضطرب ما يشجع كل أبناء هذه الأرض على الثورة والانتفاضة والالتحاق بالربيع العربي، لدينا أولاً مؤسسة الملك التي يرتبط فيها مجلس البيعة ومجلس الشورى، هذه المجال الثلاث هي مجال لآل سعود تحديداً وقد بدأت الخلافات فيها بين عدة أجنحة، جناح السويدريين وهو الأقوى والذي يمسك بشكل كامل بالمخابرات والجيش إلى حدٍ ما، وهناك الحرس الملكي الذي ميس كبه الملك عبد الله، وهناك جناح الملك فيصل الذي يمسك بمنطقة مكة وما أدراك ما منطقة مكة، كلمة تشكل وحدة من أهم المناطق في المملكة العربية السعودية، لذلك، على مستوى إنتاج القرار السياسي بدأ الوضع يضطرب في صراعات بين تيارات أولاد عبد العزيز فيؤدي انعكاس ذلك على الناس الذين بدؤوا يفهمون أن هؤلاء ليسوا من الفضاء الخارجي إنما هم أناس عاديون وضعوا أيدهم على السلطة، والأمر ينعكس أيضاً على مستوى الأمن حيث الصراعات بدأت تشتد، وينعكس أيضاً على الدين حيث بدأت تيارات المذهب الوهابي تتصارع فيما بينها تحت شعار كيف يجوز لآل سعود أن يتعاونوا مع الكفار، وكيف يمكننا أن نقاتل الكفار.

وعن الفساد الموجود داخل إدارة الدولة في المملكة السعودية ،قال الدكتور إبراهيم : هذه نقطة هامة جداً وهي تتعلق بالنقطة الاقتصاد التي كنت سأتكلم عنها، السعوديون يسألون اليوم، السعودية تجبي 360 مليار موار نفطية أين يذهب هذا المال.. 360 مليار دولار، لا يوجد في السعودية لا بنى تحتية، ولا بنى تعليمية، ولا علم له علاقة بالعصر، ولا شيء ولا بنى إنتاجية، السعودية نسميهم مجازر سعوديون هم أبناء هذه الأرض، يسألون ماذا بعد النفط، هناك دولة قد تتفكك، لذلك ربيع السعودية آتٍ، وآتٍ بشكل عميق غير الربيع في سورية وبقية المناطق، إنه ربيع فعلي سيسألهم أين هي الفتنة السنية الشيعية، سيسألهم أين هو الخطر الإيراني، كل هذه أسئلة.

وحول عدم اهتمام المسؤولين السعوديين بالفساد والبطالة والاحتجاجات قال الدكتور ابراهيم:الأمراء السعوديون وصلوا إلى نقطة أنه ليس بإمكانهم تلبية حاجات الناس للأسباب التالية: كيف يمكن أن أعلم أناس علوم عصرية، هذا العلم يؤدي إلى تحرر الناس من سلطة آل سعود، لذلك هم يصرون على لتعاون مع ثلاث أمور، أول شيء الاقتصاد حيث يعطون ويمنعون، وهذه طريقة للتأثير على الناس، عندهم الحماية الخارجية وعندهم الأمن الداخلي، وعندهم الدين يستعملون هذه الوسائل لقمع الناس ولتطويل فترة التنويم المغناطيسي التي يستعملونها حتى الحماية الخارجية، يعني كل القواعد الأميركية الموجودة في جزيرة العرب إنما هي في خدمتهم لقمع الناس، هناك آلاف المستشارين الأميركيين الموجودين بأشكال مختلفة في السعودية يشاركون أيضاً في قمع الناس، الأمراء السعوديون ليسوا أغبياء هم يربطون بين العلم والوعي، لذلك لا يريدون لأحد أن يصبح على درجة من الوعي، هم يربطون بين التحسن الاقتصادي وبين المطالب بالمزيد من التحسن الاقتصادي، أين هي البنية التحتية في كل البيوت السعودية، عندما تمطر زخات مياه قليلة تتحول القرى إلى فيضانات، السعودية بلد غير مجهز رغم حالة الغناء الهائلة، هذا الغنى مودع في مصارف الغرب، هنا 3000 مليار دولار مودعة في مصارف أميركا ومصارف أوروبا، العائلة السعودية تحطات إلى أيام مقبلة، أنا أعتقد أن الربيع آتٍ ليس على المستوى النسائي فقط بل على مستوى الرجال، لأن الرجال في السعودية مقموعون كما النساء تماماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق