9 أبريل 2012

ترشيح "خيرت الشاطر" في مصر للرئاسة يثير الخلاف بين السعودية وقطر


قال الكاتب الإماراتي المتخصص في الشؤون الخارجية "سلطان القاسمي" في تقرير له في النسخة الإنجليزية من "المصري اليوم" إنّ إعلان الإخوان المسلمين المفاجئ بترشيح "خيرت الشاطر" للرئاسة كدر الأجواء لا في مصر فحسب، بل وفي الخليج اأيضاً. حيث تقف حيال هذا الترشيح السعودية وقطر على طرفي نقيض.
وبحسب الكاتب الإماراتي، فإن قطر لم تتمتع بعلاقات جيدة بالرئيس المصري المخلوع "حسني مبارك". في المقابل كانت للسعودية علاقات حارة مع "الريّس" كما يطلق على مبارك في الخليج. أما اليوم فقطر والسعودية على حد سواء قدمتا الوعود الكبيرة للحكومة المصرية؛ فالأولى وعدت بتقديم 10 مليارات دولار كمشاريع ومساعدات مالية، بينما وعدت الثانية بـ4 مليارات دولار.
كما قام كلّ من البلدين بتحويل 500 مليون دولار إلى الخزينة المصرية حتى الآن. وعلى الرغم من أنّ 130 ألف مصري يعيشون في قطر فقط مقارنة بـ1.2 مليون مصري في السعودية، فإنّ المغتربين المصريين في قطر يحظون بدور كبير في المجتمع القطري كمستشارين للأمير والمسؤولين الكبار في المؤسسات.
ووصلت الإستثمارات السعودية في مصر عام 2011 إلى 10 مليارات دولار، مع تجارة متبادلة وصلت قيمتها إلى 3.5 مليارات دولار سنوياً، بينما وصل الإستثمار القطري في مصر إلى 430 مليون دولار، مع تجارة متبادلة وصلت قيمتها السنوية بعد تضاعفها خلال عام واحد إلى 500 مليون دولار عام 2011.
ووأضاف: "على عكس الدول الخليجية الأخرى فإنّ قطر ظهر تشكيلها للمشهد الإعلامي في مصر، وذلك من خلال قناة الجزيرة مباشر مصر التي وجهت إلى السوق المصري بعد 10 أيام فقط من سقوط مبارك. كما كان أمير قطر أول قائد خليجي يزور مصر ويلتقي بالمشير حسين طنطاوي بعد تسلم المجلس العسكري للسلطة، وذلك في أيار (مايو) 2011".
وواصل: "حتى ترشيح خيرت الشاطر كانت السعودية وقطر متفقتين حول الحفاظ على العلاقات مع مصر، واليوم قد تتجه الأمور بين البلدين باتجاه الإختلاف في وجهات النظر. فوصول الشاطر إلى الرئاسة سيزيد القلق لدى السعودية. ويعرف عن ولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز على وجه الخصوص عدم ثقته بجماعة الإخوان المسلمين".
واكد القاسمي: "بالإضافة إلى ذلك فإنّ نائب الرئيس المصري السابق عمر سليمان، وهو رئيس الإستخبارات سابقاً، الذي لا يثق كذلك بالإخوان المسلمين، زار السعودية بعد سقوط مبارك وظهر في التلفزيون السعودي مع الأمير نايف".
وأضاف: "أما علاقة قطر مع الإخوان المسلمين فهي على النقيض الآخر من علاقة السعودية. ففي أوائل آذار (مارس) زار الشاطر قطر رسمياً، وهي الدولة التي كانت ترحب بأعضاء الجماعة منذ نصف قرن، بمن فيهم الداعية الفاعل يوسف القرضاوي، والراحل عبد المعزّ عبد الستار، والدكتور أحمد العسل. وخلال زيارته التي استمرت عدة أيام أجرى الشاطر مناقشة للتنسيق بين الإخوان ممثلة بحزبها الحرية والعدالة وقطر في الفترة المقبلة".
لكن الكانب رأى أن ترشيح "عبد المنعم عبد الفتوح"، المبعد من الإخوان المسلمين والذي يلقى شعبية متزايدة، قد يعقد الأمور داخل دوائر صنع القرار في الدوحة. وكان القرضاوي، قبل ترشيح الشاطر، اعتبر عبد الفتوح مرشحه. ووصف القرضاوي الذي يتمتع بعلاقات ممتازة مع امير قطر، عبد الفتوح بأنّه "رجل مرح وأخلاقه حسنة ويمكنه التعامل مع أيّ شيء"، وأضاف أنّه "المرشح الأفضل بالنسبة للعمر والخبرة في الشؤون المصرية والخارجية".
وأكد أن "أمام ذلك من الممكن أن تشهد إعادة تقارب العلاقات السعودية_القطرية، تراجعاً إذا ما كشفت قطر عن حماس كبير في الترويج لترشيح الشاطر. وحتى اليوم فقد ظهر الشاطر في مرات عديدة على قناة الجزيرة التي تملكها الحكومة القطرية، وذلك بنسختها العربية في تشرين الأول (أكتوبر) وشباط (فبراير) الماضيين، وكذلك في النسخة الإنكليزية وفي قناتي الجزيرة مباشر والجزيرة مباشر مصر".
وأضاف: "اليوم تعمل كلّ من السعودية وقطر على ملف الإنتخابات المصرية كلّ واحدة منهما في سبيل مصالحها الخاصة، وبعد فترة من التنسيق الوثيق نسبياً تبع الثورات العربية، فإنّ الدوليتين الخليجيتين ستشهدان على الأرجح أول اختلاف رئيسي في وجهات النظر سيحوله تسلم رئيس من الإخوان المسلمين لمصر إلى واقع".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق