أكد سماحة آية الله المجاهد الشيخ "نمر باقر آل نمر" (دام ظله) في كلمته الأسبوعية لليلة السبت، على أهمية وضوح الأهداف لأي حراك سياسي أو اجتماعي، أو ثقافي وغيرها حتى يكتسب هذا الحراك مشروعيته وتوفيقه من الله تعالى من خلال الهدف الذي ينطلق منه، مستنداً على ذلك من فقرة من خطبة الإمام الحسين (ع) والذي قال النمر فيه بأن:
"كلام الإمام الحسين (ع) يلخص فيه بشكل واضح وجلي الهدف من الحراك الحسيني؛ في قبال الطغيان اليزيدي، ولابد أن تكون هذه العبارة والمقطوعة حاضرة في ذهن كل إنسان رسالي".
ولهذا فإن "كل حركة لابد أن تكون مصبوغة بهذه الكلمات؛ حتى يكون حراكنا شرعي، وتكون كل ممارساتنا شرعية، فلابد أن تصطبغ بهذه المقولة، فالشرعية والقبول من الله والرضا الإلهي يتوقف على هذه المقولة للإمام الحسين (ع)".
وأشار إلى أن "السلطة والزعامة ليست هدف الحراك من معارضة آل سعود أو يزيد؛ لا نهدف للسلطة، وليس هذا هدفنا لا نهدف أن نكون نحن السلطة. وإنما الهدف هو إقامة حق ودفع باطل، لنري المعالم من دينك" معالم الدين وليس انتصار وغلبة وعضلات، وليس من أجل انتقام وإشباع غريزة، نحن لدينا قيم؛ ونتحرك من خلال القيم".
معالم الدين الإسلامي
وفي ذات السياق تحدث عن عدة أهداف أساسية تدخل في إطار معالم الدين الإسلامي ومنها:
1- الصلاة:
هدفنا قرآن يطبق ويـُقرأ ويعمل به، إقامة الصلاة بما تعني العبودية لله والتحرر من الجبت والطاغوت، وبما تنعي الصلاة من نهي عن الفحشاء والمنكر؛ فالذي يصلي لا يرتكب منكر وفحشاء، ولا يقبل الظلم والذل، ولا يسلب الآخرين حقوقهم.
2- قيادة السماء:
حينما قيادة السماء تحكم بالعدل وتنشر الفضيلة؛ من خلال الأنبياء الذين هم أكبر معلم، وبهم يعلم الدين والأولياء من بعدهم والعلماء الربانيون الصادقون.
العالم يعبر عن دين؛ وليس معناه بعمامته فقط؛ وهذا العالم قد يعكس صورة مخالفة للدين، عالم للطغاة، أهذا معلم من معالم الدين أو من معالم الطغاة؟؟
العلماء الذين تنعكس سلوكياتهم ومواقفهم قيماً وفضيلة، والعالم الذي يحفظ العرض ولا يهتكه، المؤتمن على الدين والمال والعرض، ولا يخون دينه وبيت مال المسلمين، ويكون لهم وجود، ويعكسون روح الحرية والكرامة؛ ليس روح العبودية للطاغي، أو للهوى والشهوات.
3- ونظهر الإصلاح في بلادك:
كل أنواع الفساد متفرعة من الفساد السياسي، لذلك الإمام الحسين (ع) خرج من أجل إصلاح في البلاد؛ يصلح النظام السياسي الفاسد: يزيد وقوانينه وسلوكياته وأحكامه الفاسدة.
إذا رأيت سرقات، ومخدرات، وفقر، وجريمة؛ فاعلم أن وراء كل ذلك السلطة السياسية: فهي السبب والأساس، وهي منبع الفساد، والإرهاب ولا بد من تجفيفه.
إذا تغير السلطان تغير الزمان، فالناس على دين ملوكهم، والإصلاح لا يأتي بالإفساد، و"لا يطاع الله من حيث يعصى".
من جهة أخرى أكد سماحته على أنه يجب أن يستمد الحراك في المنطقة، أو البحرين، أو العالم العربي شرعيته من هذه الأهداف الثلاثة التي ذكرها الإمام الحسين (ع) في خطبته:
(1) نري المعالم من دينك.
(2) نظهر الإصلاح في البلاد.
(3) ويأمن المظلومون من عبادك: فالظالم لا أمان له ولا بد أن يأخذ عقوبته.
الأمن للمظلومين:
وفيما يتعلق بالهدف الثالث وضح سماحته عن قائمة الـ23 مطلوب، مبينا أن منهم أشخاص لم يخرجوا مظاهرات أصلاً، وبعضهم مجري عمليات جراحية ولم يخرج من بيتهم، وهم حتى في قانون الدولة لم يرتكبوا أي ظلم.
لذلك نريد الأمن؛ وأن تعيش الناس بأمان، مستنكراً الأسباب التي تدفع لاعتقال إنسان من دون مبرر؟ أو تلفق تهم أو يأخذوه ويقيموا له محاكم صورية! 30 سنة! 20 سنة! كما فعلوا في جدة وغيرها غداً يقيموا في الشباب محاكم صورية وتلفق تهم عليهم ويربطوا هذا بذاك!! هذا بسلاح وهذا اعتصام ويشكلوا خلية مرتبطة بأجندة ودول خارجية وهذا حكم 15 سنة!! أي أمن الذي لدينا ؟!
نعم إذا ظلم الإنسان، وأجرم بجرم تعتبره الشريعة جرماً؛ بوجود نص واضح أن هذا جرم يعاقب عليه، أما إذا لم يكن هنالك نص واضح وصريح لا يمكن أن يعاقب هذا الإنسان.
واستهجن من الدولة ما تقوم به من ترهيب واستبداد بقوله: شخص يتكلم كلمة يعتقل؟! يكون إرهابي!! حينما يخرج مظاهرة يكون إرهابي ؟! أو نوى المشاركة في الاعتصام مثل: جماعة في الرياض أخذوهم واعتقلوهم إلى الآن؟! أي أمن في البحرين الذي خنق الناس بالسموم وما شابه؟!
ثم وجه خطابه لأفراد المجتمع متعجباً بقوله: كيف أن السلطة تُسلبك الأمن تقول لك: تقبل العبودية وإلا أسلب الأمن منك! لذلك يعتقلوا جارك ولا تتمكن تحرك ساكن، وإنسان يتهم أنه مرتد ويعدم؟! مظلوم يعدم؟! يعتقل؟! إن هذه أنظمة جور.
وبدد المزاعم التي تصف أن المتظاهرين سبب الإفقاد الأمن بقوله: الطاغي هو من يسلب الأمن؛ وحكام الجور هم من يسلبوا الأمن، مستفهماً وهل لهيبة الدولة أن أعيش في الخوف من الدولة؟! نريد أن نعيش بأمن وأمان؛ لا نخاف دولة ولا أحد؛ بل نخاف الله فقط.. والخوف من غير الله يعني عدم الأمن ولا يوجد نظرية هيبة الدولة؛ هذه فكرة جاهلية.
ذاكراً الهيبة الحقيقية والأمن بقوله: الهيبة للقيم؛ وهي التي تعطيني الأمن؛ فإذا كانت هنالك قيم حاكمة فأنا أعيش بأمنٍ.. لا أتمكن أن أعبر عن رأيي وأتهم ومصيري الإعدام؟! أو 30 سنة سجن؟!
وفضح النظام القائم على الترهيب بـ: السجون مليئة بالمظلومين والمعذبين لدرجة أن أهاليهم يتبرؤون منهم من الخوف!! ألا يكفي أن أبنهم معتقل ويتبرؤوا منه!! لكن إذا شخص اعتدى وظلم فليعاقب، ولا يوجد "أمن من العقوبة"، وإذا كان هناك حق خاص؛ لزم نظام الشرع هو الذي يحدده، لكن إن كان من حقوق العامة فبيد الحاكم نص، والحاكم يعطي الحدود وهي التي تحفظ أمن الناس.
لابد أن يكون "الأمن للمظلوم" النظرية التي تحكم العالم، وحقوق الإنسان في العالم هم من يساعد الظالمين لسلب الأمن من المظلوم.
من جانب آخر استنكر في خطابه المنظمات الأميركية والحقوقية وغيرها كيف أنها لا تخجل من مساعدة نظام آل خليفة، والذي يقمع ثلاثة أرباع مليون من البشر أليس عيب على أمريكا؟! بل هذه قذارة وهكذا آل خليفة وآل سعود يسلبون الناس أمنهم!!
خلاصة وختام الكلمة:
واختتم سماحته كلمته بالإشارة إلى أن "الحراك هو الأمن، والأمن الذي يلتصق بالحرية والاستقلال، ويعمل بالفرائض، والسنن، والأحكام، وهذه ثلاث أسس أساسية ومهمة".
مذكراً: "الهدف من الحراك قيم، أما من يريد زعامة وشهرة فعليه بالبقاء في منزله أفضل له. كما أوصى الشباب بأن يعملوا لأجر الله وثوابه. وليس التنافس في السلطان أو إلتماساً لفضول الحطام .. وإنما قراءة معالم الدين، وإظهار الإصلاح، وأمن المظلوم وليس للظالم، والعمل بقيم السماء، والواجبات، والمستحبات، وبصورة عامة الأحكام في جميع المجالات".
...............
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق