وكالة الجزيرة العربية للأنباء -
فيما يتعلق بحقبة الربيع العربي، رأت المملكة العربية السعودية "ضرورة الوقوف وقفة مسؤولة للحفاظ على دول المنطقة ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، وعدم إغفال المطالب المشروعة للشعوب".
وتعد المملكة هي الدولة العربية الوحيدة التي تقف امام مطالب الشعب السعودي، حيث تصر على عدم فتح ملف الاعتقال الذي يذخر باكثر من 30 الف معتقل، بل إنها تتمادى في سياستها القمعية وتعتقل كل يوم عشرات النشطاء.
ولم تغفل المملكة التاكيد على التهديد الإيراني لدول الخليج العربي، مشيرة إلى أن برنامج الجمهورية الاسلامية النووي يمثل تهديدًا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وجاء ذلك في كلمة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، ألقاها نيابة عنه الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل الوزارة للعلاقات المتعددة الأطراف اليوم الأحد بمناسبة افتتاح مؤتمر الخليج والعالم الذي يعقد بالرياض على مدى يومين.
وأضاف أن إيران تتصرف على نحو يشير إلى عدم اهتمامها بمبادئ الاحترام المتبادل مع دول مجلس التعاون الخليجي عبر ما أسماه التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول الخليجية، ومضيها في تطوير برنامجها النووي، وتجاهل مطالبات العالم ومخاوفه المشروعة من سعيها لتطوير هذا السلاح الفتاك، الأمر الذي يخلق تهديدا جديًا للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
بيد أن الأمير تركي قال إن من حق إيران وبقية دول المنطقة الاستعمال السلمي للطاقة النووية، شريطة أن يبقى ذلك تحت إشراف ومراقبة الوكالة الدوليةالطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
ودعا المسؤول السعودي المجتمع الدولي إلى وجوب الضغط على إسرائيل بحزم للتخلي عن منطق القوة، وتبني خيار السلام والاعتراف للشعب الفلسطيني بحقه في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتهاالقدس الشريف.
وفي تعليقه على المستجدات الراهنة في الساحة العربية، قال تركي بن سعود إن المنطقة تشهد تحولات عميقة لم تشهد مثلها من قبل في إطار ما أصبح يعرف بالربيع العربي، مشددا على "ضرورة الوقوف وقفة مسؤولة للحفاظ على دول المنطقة ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، وعدم إغفال المطالب المشروعة للشعوب".
وقال إن التحديات التي تواجها دول الخليج تمثل تهديدا للأمن القومي والاستقرار العالميين لما تملكه هذه الدول من احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، معتبرا أن الأزمات برهنت للجميع صعوبة السيطرة عليها بشكل انفرادي مما يعني أن "التعاون الدولي هو السبيل الوحيد لمواجهتها بصورة فعالة ومؤثرة".
ومن المقرر أن يناقش المؤتمر في سبع جلسات القضايا المتصلة بالربيع العربي، ومجموعة من المواضيع المهمة المتعلقة بمنطقة الخليج منها دور دول مجلس التعاون الخليجي في المتغيرات الدولية والإقليمية، والتغييرات السياسية في المنطقة وانعكاساتها، والبيئة الأمنية الإقليمية للمنطقة، إضافة إلى تحولات القوى العالمية ودور القوى التقليدية والقوى الصاعدة.
كما يتناول المؤتمر الآفاق المستقبلية للطاقة العالمية، وكيفية المحافظة على النمو الاقتصادي في ظل ظروف اقتصادية متقلبة، والتوقعات بشأن مستقبل المنطقة.
ومن المقرر أن يتحدث بالمؤتمر رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز، ووزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان، ووزير النفط السعودي علي بن إبراهيم النعيمي، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية العراقية نصير عايف حبيب العاني، وغيرهم من الشخصيات الخليجية والدولية الأخرى، بينما تغيب إيران عن فعاليات المؤتمر الدولي.
ويشارك بالمؤتمر أيضا قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال جيمس ماتيوس، وأمين عام حلف شمال الأطلسي "ناتو" أندرس فوغ راسموسن،ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، ووزير خارجية الصين يانغ جيتشي، وأمين عاممجلس الأمن الروسي نيكولاي بيتروشوف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق