خاص ـ
بعث أسير مجهول بسجون المباحث السعودية، أطلق على نفسه لقب "أبـو أسـيـد"،
من داخل أحد المعتقلات التي لم يكشفها، مجموعة رسائل عاجلة، بشأن اعتقال النساء في
القصيم وواجبنا تجاههن، ووجهها لكل من: الظالم (النظام السعودي)،
والعلماء، والشباب والأخوات.
تقول
الرسالة:
الحمد
لله ناصر المستضعفين وقاهر الجبابرة الظالمين,والصلاة والسلام على النبي الهادي
الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين...ثم أما بعد :-
أبعث هذه
الكلمات التي لم تجد بداً من الخروج نصرةً للمظلوم ورداً لظلم الظالم , حيث
آلمني ماحصل من محاصرة المسلمات في مدينة بريدة والذي دام هذا الحصار لأكثر من يوم
ونصف وأنتهى وللأسف بإعتقالهن, وبدأ بعدها مسلسل من الإهانة لهن بالشتم
والضرب وكذلك نقل أربعة منهن لجهة غير معلومة ولاحول ولا قوة إلا بالله وحسبي الله
ونعم الوكيل.
المتابع
لهذه الأحداث المتسارعة بعين الإنصاف يرى أن هؤلاء النسوة لم يخرجنّ لهذا الإعتصام
إلا بعد أن أغلقت بوجوههن جميع الأبواب,فأضطررن مكرهات للإقدام على هذه الخطوة
والتي لم تكن ستقع لو وجدن من ينفذ مطالبهن والتي كفلها لهن ولذويهن الشرع ومن ثم
النظام,فهن قد غيب عنهن الزوج والأب والأخ والأبن في سجون المباحث منذ حوالي العقد
من الزمن لا لجرمٌ أقترفوه ولكن لنصرتهم دين الله وإخوانهم المسلمين في شتى بقاع
الأرض . وسؤالي هنا لأهل العلم وأهل الدراية وكل منصف , هل
هذا الأمر يستوجب السجن لسنوات طويلة دون محاكمة ؟ أليس فعل وزارة الداخلية ممثلة
بجهاز المباحث جريمة بحق هذه الأمة وهؤلاء الرجال وأهلهم ؟ أليس الأولى بالمحاسبة
هو الظالم وأعوانه لا النساء المكلومات بفقد من يعولهن لسنوات طويلة؟
بعد هذا
التبسيط لهذه القضية ومسبباتها أبعث عدة رسائل هي من الأهمية بمكان وهي :-
الرسالة
الأولى :هي للظالم وأعوانه فأقول لهم أتقوا الله –عز وجل- وكفوا أذاكم
عن نساء المؤمنين , فمنذ متى كان الإسلام يأمر بالظلم ويدعوا لـه ؟ ومنذ
متى كان الإسلام يأمر بإهانة المرأة المسلمة,لا سيما العفيفة الطاهرة الحافظة
لبيتها في غياب عائلها داخل غياهب السجون ؟أيها الظالم ولا تغضب من نعتي لك بهذا
الوصف فهذا واقعك يؤيد ذلك وهذه أفعالك تثبتها ... أقول لك ولأعوانك
مهما كانت مناصبهم ورتبهم , ألم يمر عليكم حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( أني أحرج عليكمحق الضعيفين: اليتيم والمرأة ) رواه
ابن ماجه , وكذلك حديثه صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري في صحيحه :
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلايؤذي جاره ,واستوصوا بالنساء خيراً فأنهن
خلقن من ضلع وإن أعوج شي في الضلع أعلاه , فإن ذهبت لتقيمه كسرته , وإن
تركته لم يزل أعوج ,فأستوصوا بالنساء خيراً) . وأذكركم بوصية أمير
المؤمنين علي رضي الله عنه في معركة الجبل حينما قاتل الخوارج : (...أياكم
والنساء وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم , فلقد رأيتنا في الجاهليةوإن
الرجل ليتناول المرأة بالجريدة أو الهروة فيعير بها هو وعقبه من بعده) . فهل
مروءة أهل الجاهلية أفضل من مروءة أهل الإسلام؟! يا أيها الظالم .. يا
أيها الظالم .. النساء خط أحمر فإياك ثم إياك من الإقتراب منه. وتذكروا
أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قد بين لنا أنمن يموت دون عرضه فهو شهيد. فاتقوا
الله في نساء المسلمين ولبوا مطالبهن برفع الظلم عنهن وعن ذويهن المعتقلين بدون
جريمة إلا أن يقولوا ربي الله وتذكروا قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام
مسلم في صحيحه : (اتقوا الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) ،
وكذلك وصيته صلى الله عليه وسلم لسيدنا معاذ رضي الله عنه التي ذكرها الإمامان
البخاري ومسلم في صحيحهما : (و أتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله
حجاب).
أيها
الظالم لنفسه وغيره أذكرك بأنني وغيري ممن حبسهم القيد الذي وضعته بأقدامنا أننا
لن نبخل عليك بسهام دعواتنا في نتلمس إرسالها في مواطن الإجابة وأذكرك بقول الشاعر :
أتـهــزأ
بالـدعــاء وتــزدريــه وماتـدري مـاصـنـع الـدعاءُ
سهام
الليل لا تخطيء ولكن لـهـا أمـدٌ وللأمــد إنـقـضاءُ
وأذكرك
بأن الأيام دول ولو دامت لغيرك لما وصلت لك والأيام حُبلى بما يسوؤك ويسر
المظلومين ويكفينا ماثبت في الحديث القدسي حيث قل الله عز وجل : (من عاد لي
ولياً فقد آذنته بالحرب) وهؤلاء المظلومين في سجونك وكذلك نسائهم نحسب أن
منهم أولياء الله نصروا دينه وعباده المستضعفين, فأحذر من أن تظلمهم وأعلم
أنني وغيري ندعوا عليك وعلى أعوانك بأن يشل الله أركانكم ويجمد الدم في عروقكم
ويفضحكم على رؤوس الخلائق ويجعلكم تتمنون الموت ولا تجدونه وأن تكونوا عبره لغيركم .
الرسالة
الثانية :أيها العلماء والدعاة وطلاب العلم يامن خذلتم أخواتكم وعرضتموهن
بسكوتكم للذل والإهانة ,أقول لكم أتقوا الله وزكوا علمكم . فما
فائدة علمٍ لم يعمل به صاحبه ؟ هل تعلمت العلم لتفتخر به أم لتترجمونه على أرض
الواقع ؟! الإعتصامات والمسيرات مازالت مستمرة وأنتم لم نرى منكم إلا الخذلان
فحسبنا الله ونعم الوكيل .
الرسالة
الثالثة :ياشباب الأمة ياعمادها أنتم غرس الله في أرضه وبكم وبسواعدكم تقوم
الأمم وتنتصر, فشمروا عن سواعدكم وأنصروا أخواتكم المظلومات ولاسيما من يقبعن
في سجون الداخلية وعلى رأسهن أختي أم الرباب هيلة القصير فرج الله عنهن وثبتهن
ونصرهن . فإستمروا بالإعتصامات والمسيرات فلقد أوجعت الظالم وأصابته في
مقتل بفضل الله , ولا تهابون السجون فالإبتلاء سنة الأنبياء والصالحين, وأعلموا
أنكم ستخرجون رغم أنف الظالم ,فكرروا فعلكم المرة تلو المرة وأستمروا بالمسير
حتى يخرج آخر أسير وأسيرة فالهمة الهمة والنصرة لنصرة.
الرسالة
الرابعة :فهي لأخواتنا وتاج رأسنا ومن نرخص لأجل حفظهن أنفسنا .. أخواتنا
المكلومات بفقد أحبابهن ,فأقول لهن إن النصر صبر ساعة , وإن المؤمن
مبتلى وهذه سنة الله في عباده المخلصين , فيا أخواتي ﻻ تجزعن ولا تقنطن
من رحمة الله وأصبرن على الأذى فهذا أول النصر كما أن أول الغيث قطرة , وتذكرن
حديث حبيبنا صلى الله عليه وسلم حيث قال في الحديث الذي رواه الإمامان رحمهما الله :
(مايصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همٌ ولا حزن ولا أذى ولا غمُ , حتى
الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) ، وكذلك الحديث الآخر : (مايزال
البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وماعليه خطيئة) رواه
الترمذي , وكذلك حديثه صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي ( يارسول
الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال :الأنبياء ثم الصالحون ثم الامثل فالأمثل من
الناس يبتلى الرجل على حسب دينه .فإن كان في دينه صلابه زيد في بلاءه , وإن
كان في دينه رقه خفف عنه , ومايزال البلاء حتى يمشي على الأرض , وليس
عليه خطيئة).فأصبرن يا أخواتي على البلاء على البلاء وأستمرنّ بالعطاء فالراحة
بالجنة وحدها وثمنها غالي ولأجلها ترخص النفوس . وأعلمن ياراعكن الله
أنكن بهذا الفعل قد أحييتن الضمائر الميتة وسقيتن قلوب الشباب بالشجاعة والإقدام
وأسقطتن هيبة الظالم وأعوانه بفضل الله ... فأنتن ياعفيفات قد أديتن
ماعليكن بإنكار المنكر وقول كلمة الحق عند السلطان الجائر , وأيم الله
لو لم أكن في الحبس لخرجت لنصرتكن , وأعدكن بأن أسخر دعائي وقلمي لكن
مادام في الجسد قلبٌ ينبض.
ختاماً,, كتبت
ماكتبت نصرة للمستضعفين والمستضعفات متقيداً بأمر حبيبي عليه الصلاة والسلام :
(أنصر أخاك ظالما أو مظلوما . فقال رجل : يا رسول الله ،
أنصره إذا كان مظلوما ، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال: تحجزه ، أو
تمنعه ، من الظلم فإن ذلك نصره) رواه البخاري ، والحديث الآخر : (من رأى
منكم منكرا فليغيره بيده . فإن لم يستطع فبلسانه . فإن لم
يستطع فبقلبه . وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم.
وهذا
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام
ورحمة الله وبركاته.
كتبه/
الأسير
الغيور على أعراض المسلمات
"أبـو
أسـيـد"
غفر الله
ذنبه وثبته على الحق وفرج عنه وعن إخوته
فجر
الإثنين ٢٢ / ٤ / ١٤٣٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق