وكالة الجزيرة العربية للأنباء -
كشف اكاديمي ومحلل سياسي عن الأسباب الحقيقية لسعي دول مجلس التعاون الخليجي لضم الأردن والمغرب لعضوية المنظمة، معتبرًا أن السبب الحقيقي هو عدم تحول المغرب إلى ملكية دستورية كما يطالب معارضون بذلك، الامر الذي قد يتكرر في السعودية.
وتشهد السعودية منذ فبراير الماضي دعوات على الفيس بوك وتويتر للتظاهر من أجل تطبيق مزيد من الحرية والديمقراطية التي تخلو منهما المملكة.
وأشار "كاميل الساري" المدرس في جامعة السوربون الفرنسية، والخبير في الشؤون المالية في حوار مع موقع فرانس24، إلى إن دول "التعاون الخليجي" هي التي طلبت من المغرب الانضمام إلى صفوفه، رغبة منها في منعه من التحول إلى ملكية دستورية وإلى نظام ديمقراطي قد يكون قدوة لمواطني الممالك الخليجية.
كما أكد "الساري" علي أن المغرب ليس من طلب الانضمام إلى هذا التكتل الاقتصادي والسياسي، بل المجلس هو الذي دعا بصورة عفوية الرباط إلى الإنضمام إليه كون المغرب مملكة تشبه ممالك الخليج.
وأضاف الساري: "في الحقيقة أن دول الخليج تريد إستباق الأحداث في المغرب وتسعى بكل الوسائل إلى منع هذا البلد من أن يتحول من ملكية مطلقة إلى ملكية دستورية وإلى نظام ديمقراطي على غرار الممالك الدستورية الأوروبية، لأن ملوك وزعماء هذه الدول يخشون من تطلعات شعوبهم السياسية ومن أن تطالب بنفس التغييرات".
ويضيف المحلل السياسي بان دول المجلس تعهدت بمواصلة الإستثمارات في المغرب والاردن وتكثيفها، إضافة إلى فتح الأبواب للعمالة المغربية للحول دون اقامة ملكية دستورية فيها.
وحول سؤاله عن المكاسب –السياسية و الاقتصادية- التي يمكن أن يجنيها المغرب من مثل هذه المبادرة أكد ان من الممكن للنظام المغربي أن يجني أرباحا كثيرة وفي شتى المجالات. فهو يريد من جهة تكثيف الاستثمارات الخليجية المتواجدة في البلاد والتي بلغت حوالي 3 مليارات دولار وأن تستمر دول الخليج في تسديد صفقات شراء الأسلحة التي أبرمها مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة بهدف الحفاظ على التوازن العسكري مع جاره الجزائر، لكن في رأيي الخاص، المسلك الصحيح هو أن تحد الجزائر والمغرب من هذه النفقات العسكرية ويعمل سويًا على تشجيع الإستثمارات في كلا البلدين بحكم العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط الشعبيين والبلدين.
وحول ما أذا كان هذاالإنضمام سوف يؤثر على المغرب يعني التوقيع على "اتحاد المغرب العربي الكبير" ويسبب عزلة للجزائر على المستوى الإقليمي والعربي، تحدث "الساري" قائلا: "لا، المغرب إختار رسميا ودستوريا إنضمامه إلى فضاء المغرب الكبير، وهو فضاؤه الطبيعي وخياره الإستراتيجي، والجزائر دولة كبيرة وجارة وكل تصريحات الملك تؤكد على ضرورة تكثيف التعاون الإقتصادي بين البلدين وخلق نوع من التكامل الإ قتصادي بينهما.
واوضح أن المغرب لن يتراجع عن خياره الإستراتيجي وعن فضائه الطبيعي والدليل أن هناك اتفاقيات كثيرة أبرمت خلال الأشهر الماضية بين الجزائر والرباط، سواء كان في مجال الغاز أو الزراعة، والرئيس الجزائري "بوتفليقة" شخصيًا أكد في خطاباته مرارًا أن قضية الصحراء الغربية هي مشكلة بين المغرب والأمم المتحدة. وبالتالي فإن المغرب يرى الأشياء بشكل موضوعي فهو يريد الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي للإستفادة منه إقتصاديا وماليا، لكن دون أن يترك جانبا علاقته مع الجزائر ومع دول المغرب الأخرى، مثل تونس وليبيا لأنه يعتبر منطقة المغرب أهم من منطقة الخليج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق