وكالة
الجزيرة العربية للأنباء -
خاص ـ
بعث المعتقل "سمير محمد محمود أبوعنق" من سجن الحاير، رسالة موجعة عرض
فيها ما يعانيه السجناء السياسيين في السجن سيء السمعة، مناشدًا كل من يدعي
الإهتمام بحقوق الإنسان، أو يهتم بحقوق المسلمين أو بحقوق المرضى، أو من يهتم
بحقوق الأسرى، بالتدخل لوقف ما يعانيه في السجن.
وقال،
"اعلموا أنكم اليوم لنا قشة الغريق إن ما أعانيه اليوم في سجون المباحث ليس
بالظلم المعتاد بل تعدى إلى ما فوق ذلك، فما يحدث اليوم في سجون المباحث هي جريمة
قتل مع سبق الإصرار والترصد بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى".
وأضاف:
"إني لأسأل كل من له أدنى عقل من المستفيد من هذه الجريمة؟ لقد حوكمت حكماً
إدارياً بـ ( 9 ) سنوات ظلماً وبهتاناً في قضية لا يحكم فيها بأكثر من شهر عند من
له قانون أو شرع يعتمد عليه في أحكامه، ولقد لقيت خلال هذه المدة من التعذيب
النفسي والجسدي ما يطول شرحه ويلحق بفاعله العار إلى يوم القيامة وها هو الحكم
الجائر ينتهي على الورق طبعاً وليس له في الواقع أي أثر".
وواصل:
"لقد أصبت بمرض الإنزلاق الغضروفي في الرقبة في فترة التحقيق واتهمت حينها
بأني أكذب وأني أتعمد التمثيل لتخفيف وطأة التعذيب عندما كنت أطالب بالعلاج ويقول
لي أطبائهم أن هذه الآلام مجرد تمزق في العضلات وسوف يذهب مع الوقت، وبعد معاناة
طويلة مع الألم تبين أنه انزلاق غضروفي في الرقبة، ولا يخفى عليكم آلام هذا المرض
ثم أجريت لي عمليه في الرقبة فتوقف ألم الغضروف ولم تتوقف آلام العقوبات والتعذيب
على أتفه الاسباب".
وأضاف:
"كما أصبت كذلك بمرض تضخم الغدة الدرقية فتجاهلوها وتجاهلوا جميع النداءات
والتوسلات، وعندما كنت أصر في الطلب، أحول الى زنازين العقوبات وأعاقب بعقوبات تصل
إلى التعليق لمدة ( 18 ) ساعة يومياً كما حدث في سجن القصيم هذا مع علمهم أني مريض
فما زادهم هذا العلم إلا تماديًا في العقوبة دون النظر في عواقبها لأننا عندهم قد
فقدنا إنسانيتنا كما صرح بذلك الضابط "هـلال البيشي" الذي قال إن دية
أحدنا داخل السجن بعد قتلنا هي ( 10 ) ريالات نعطيها لعامل البلدية ليرمي بنا في
براميل النفايات".
تابع:
"وبعد حوالي ( 5 ) سنوات من المطالبات والشكاوى إلى وزارة الداخلية وبعد
تكذيبي وتكذيب المراجعين في موضوعي وبعد حدوث اختناقات بسبب حجم الغدة أجريت لي
عملية بأبشع الصور بحجة الإجراءات الأمنية وبعد إجراء العملية بـ " 10"
أيام استدعاني الطبيب المعالج لا ليخبرني بنجاح العملية ولكن ليخبرني أن الورم تحول
من حميد إلى خبيث وذلك بسبب الإهمال والتسويف وعدم احترام حقوق الإنسان ثم حولت
إلى الرياض إلى سجن الحاير بحجة علاجي في مستشفى التخصصي وها هي تمر سنة ونصف ولم
يتحرك ساكن هذا مع العلم بأن نسبة السرطان قد أصبحت "80" بالمائة حسب
قول الدكتورة "نورة القحطاني" والتي أخبرتني أنه يجب إجراء عملية أخرى
لاستئصال الجزء المتبقي من الغدة والعلاج باليود المشع ولكن متى وأين وكيف تبقى
هذه معلومات سرية لا يعلمها احد ولا يطلعون عليها أحد إلا بعد موتي يخرجوها
ليقولوا كان عنده موعد ولكنه استعجل ومات!".
واكد أن
هذا "بخلاف الأمراض المستعصية الأخرى مثل مرض الكبد الوبائي الذي أخبروني أني
أصبت به مؤخراً بعد تحليل للسكر لم أطلبه وأنه يحتاج الى علاج لمدة سنة ويجب أن
يؤخذ هذا العلاج بانتظام في سجن ليس فيه نظام , ومرض القلب وضغط الدم والكولسترول
وحصوة المرارة وتضخم البروستات والروماتزم وآلام المفاصل وقرحة المعدة والقولون
بالإضافة الى تعدد العمليات الجراحية ,والذي أريد أن أعلمه ألا يفهم هؤلاء ما معنى
حقوق الإنسان ؟!".
وبعد أن
أطنب في نقل معاناته قال: "ليس لديكم حجة ولو قلتم لديكم فإنه من سفه القول
إني اليوم أطالب المحامين الشرفاء بالوقوف إلى جانبي بإيقاف هذه الجريمة وإثبات
حقي وتعويض أسرتي عن كل ما أصابني وأصابهم من عذاب وإيذاء جسدي ونفسي ومادي، وأنا
أطالب الحقوقيين وأقول لهم أنتم سندنا بعد الله عز وجل فإن للشيعي من يدافع عنه
وللنصراني من يدافع عنه ونحن ليس لنا إلا أنتم بعد الله عز وجل نعم أنتم من
الأسباب التي أمرنا أن نأخذ بها فكونوا عند حسن ظننا بكم بمناصرة المظلومين".
وأضاف:
"لا يهمني اليوم مسألة حياتي وموتي فالموت سيأتي وكلنا ميتون، ما يهمني هو
رفع الظلم عن أبناء المسلمين وأقول لأهالي الأسرى أتقوا الله في أبنائكم وسئلوا
عنهم عسى الله أن يجعل لكم ولهم فرجًا ومخرجًا وأخيرًا أخاطب طفلتي الصغيرة التي
خرجت في الإعلام متحديةً ظلم الظالمين ولم تخش إلا الله، وقد خشيه وخافه من يظن
بهم الخير ويشار اليهم بالبنان، أقول لها أعظم الله أجرك في أبيك فاصبري يا ابنتي
فلسنا بأول ضحايا الظلم والهمجية، ولأن يقال هذه بنت المظلوم خير من أن يقال هذه
ابنة الظالم وأقول للمسؤولين في هذه البلاد أعظم الله أجركم في العدل ولا حول ولا
قوة الا بالله العلي العظيم يارب ان القوم ماتت قلوبهم يا رب ان القوم قد آثروا
الظلم".