المعتقلون
السياسيون المنسيون في السجون السعودية من جانب السلطات كما يقول ناشطون وحقوقيون
سعوديون أعيد التذكير بهم عبر سلسلة من الاحتجاجات ينظمها بين الحين والآخر ذووهم
وأقاربهم الذين أصبحوا أكثر جرأة في تنظيم الاعتصامات العلنية أمام المعتقلات
للمطالبة بإطلاق أقاربهم أو محاكمتهم . تماما كما حصل أخيرا أمام معتقل الطرفية في
القصيم .
لن نهون لن نستكين.... فكوا حاله السيد... فكوا المؤمنات... فكوا المخدرات...هذا جزء من الاعتصام الاحتجاجي الذي نفذه عشرات من ذوي المعتقلين السياسيين السعوديين في أحد المعتقلات في منطقة القصيم وسط المملكة العربية السعودية للمطالبة بالإفراج عن أقاربهم الذين مضى على اعتقال بعضهم دون محاكمة أكثر من عشر سنوات .
نحن متواجدون الآن في معتقل الطرفية، الذي يبعد عن مدينة فريضة حوالي 13ك في منطقة صحراوية خالية من أي كائن بشري، هذا المعتقل معتقل سياسي، أتينا للاعتصام من أجل أن يطلق المعتقلين الذين انتهت محكوميتهم والذين لم يحاكموا والمرضى الذين داخل المعتقلات الذين لم يدخلوا المستشفيات، ومعنا الآن عائلة موجودة وموجود اسمها ومستعدين أن نخرجه للإعلام، عائلة قد مات ابنها داخل المعتقل بسبب التعسف عدم إدخاله المستشفى، فمات داخل المعتقل، قطع عنه الأكل والشرب، وأنا أعني ما أقول، قطع عنه الأكل والشرب، لا تدخل إلينا قطرة واحدة، قطرة واحدة لا تدخل إلينا، يقصد من هذا استنزافنا، ويقصد من هذا إنهاكنا حتى نخرج، ولكننا عاهدنا الله عز وجل أن لا نخرج إلا جيفةً. سيكفي أن تتأسف معنا الحكومة وأن تجوعنا وأن تعطشنا حتى نتخلى عن مطالبنا التي تكفها جميع الحقوق وجميع الديانات السماوية والحقوق الأرضية.... الشعب يريد تحرير السجون... الله أكبر..
لم يمر الاعتصام الاحتجاجي بسلام وأفاد متظاهرون وناشطون في مجال الدفاع عن حقوق الانسان أن قوى الأمن السعودية اعتقلت عشرات الرجال بعدما نظموا احتجاجا قرب سجن الطرفية في منطقة القصيم . وقد تمت الاعتقالات بعدما طوقت الشرطة المحتجين وبينهم نساء وأطفال في منطقة صحراوية خارج السجن وأبقتهم من دون طعام أو ماء .
وقالت المحتجة ريما الجريش التي يقبع زوجها في السجن: "عندما غادرنا تبعت قوات الطوارىء سياراتنا وطاردتنا وأوقفتنا واعتقلت الرجال... شاهدتهم يقبضون على خمسة وعندما حاولت التدخل دفعوني وضربوني بعصا". وأوضحت ان عشرات الرجال اعتقلوا وأخذوا إلى مكان مجهول.
فض الاجتماع ومشينا وحاصرتنا قوات الطوارئ والمباحث، وكم من الضرب بالهروات والعصي الكهربائية، وتم اعتقال الشباب وضرب النساء، سكروا الطريق علينا لم نستطيع أن نمر، سحبوا الأخوة من السيارات اللي هم العساكر، وأنزلوهم وبدأوا قوات الطوارئ بضربهم وكبلوهم بالقيد البلاستك وليس الكلبشات، أمام أعيننا، منظر بشع جداً والله البهيمة لا يعمل معها هكذا، فكيف مع إنسان، فقلت لماذا هذا الغدر، غدروا بنا، نحن مشينا لماذا الغدر، والخيانة، فقاموا بضربي بالعصي الكهربائية ضربني في كل أنحاء جسمي وقام أحدهم بدفعي وسقطت على الأرض، فما أحسست بنفسي، وكل الأخوة أمام عيني خمسة يعتقلون والأخوات أمامي يضربن.
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان استنكرت اعتداء قوات الأمن السعودية على المعتصمين أمام سجن الطرفية بعد إنهاء اعتصامهم .
وقالت: إن الإنتهاكات الجسيمة التي يرتكبها النظام السعودي القمعي ضد حق التعبير الجماعي عن الرأي فاقت كل الحدود في ظل صمت مخزي يصل إلى حد التواطؤ من قبل المجتمع العربي والدولي بدلا من الإهتمام بلعب دور في الضغط علي النظام السعودي وحثه علي احترام المسيرات والتظاهرات السلمية وإطلاق سراح كافة المعتقلين دون محاكمات واحترام كافة حقوق الإنسان”.
ما جرى أمام المعتقل السعودي في القصيم لم يكن الأول من نوعه بل سبقته سلسلة احتجاجات واعتصامات أمام المعتقلات والسجون وأقسام المباحث خلال السنوات والأشهر الماضية للمطالبة بإطلاق أقاربهم أو إخضاعهم للمحاكمة وقد سجلت وسائل إعلامية على قلتها بعض معاناة المعتقلين في السجون على لسان ذويهم الذي شاركوا بالاعتصام في القصيم .
في البداية زوجي اعتقل في تاريخ 6- 2004 لم توجه له أي تهمة ولم يتم محاكمته أبداً، الآن له 8 سنوات وأكثر من 6 أشهر وهذا حاله، طبعاً تعرض للتعذيب أثناء التحقيق هو الأول معه وقت ما قبض عليه، يعني انتزاع اعترافات، وكذلك تعرض للتعذيب هناك في سجن ملز في شهر 6- 2007 تعذيب بشع جدا لا يوصف، لدرجة أنه يشرب ماء القمامة، ما حق القمامة الخيل لا يشربه، ويضرب ويهان وقل كلام قذر على نفسك، ويضرب بالعصي الكهربائية وأمور كثيرة لا يمكن حصرها الآن، وهو ليس لوحده في سجن الملز كان جميع السجناء أن نقلوا وعذبوا تعذيب جماعي في سجن الملز، ومعروف التعذيب عندنا أول ما يقبض على الشخص لا بد أن يتعرض للتعذيب وانتزاع اعترافات، لا يوجد أنظمة تحميه، أقول نحن في السعودية بريء يعتقل، فيواجه بالسلطات عنه معتقل، فيسأل عنه معتقل فيدافع عنه معتقل، وسيعتصم من أجل معتقل، سيكتب عن ظلمه معتقل، هذا حالنا هنا. لن نهون لن نستكين إحدى المشاركات في الاعتصام في القصيم كانت زوجة معتقل مضرب عن الطعام توفي شقيقه أيضا داخل السجن قبل سنة وقد تحدثت عن واقع المعتقلين والقمع الذي تعرض له المعتصمون .
اعتقل سليم معافى قبل سنة وتوفي جراء التعذيب في هذا المعتقل، هناك مرضى، هناك من اعتقلوا تعسفيين، هناك من هم مشلولين، هناك منهم فاقدين الوعي، هناك من خرجوا جثث كأخي خالد فهد الرسمي خرج قبل سنة جثة هامدة من جراء التعذيب، والإهمال الطبي المتعمد.
كل السجناء منسيّون عند النظام هذا هو العنوان المتفق عليه بين جميع من كتبوا عن الاعتقال السياسي التعسفي المملكة السعودية ومنهم ناصر عنقاوي الذي قال :ثلاثون ألف معتقل رأي في السجون السعودية. هذه تقديرات حقوقية محليّة، كجمعية حسم. أما المنظمات الدولية فتقدّر عدد المعتقلين بنحو يقلّ قليلاً عن عشرة آلاف معتقل.
أما وزارة الداخلية السعودية، فلم تقدّم رقماً عن عدد المعتقلين لديها، والذين يحرمون من أبسط حقوقهم في المحاكمة العادلة.
أصل المحاكمة غير موجود. أكثرية السجناء لم يحاكموا رغم مضي تسع وعشر سنوات على اعتقال الكثير منهم.
والمعتقلون لا يتمتعون بأدنى حقوقهم في توكيل محام، ولا في التمتع بأدنى العناية الغذائية والصحيّة، بل أن حرائق وقعت في السجون المكتظة، وتوفي العديدون؛ كما شكا الكثير من الإصلاحيين من سوء المعاملة داخل السجون السعودية، بما في ذلك التعذيب والشتم والإهانة والمضايقات والتهديد بالإغتصاب وغير ذلك.
بسبب العدد الهائل من السجناء في كل المناطق، وبسبب إهمالهم في السجون دون محاكمة وبدون حقوق تليق بالكرامة الإنسانية، يمكن اعتبار هؤلاء السجناء منسيّين من قبل النظام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق