22 أكتوبر 2012

نيويورك تايمز: السعودية تشهد ثورة على "تويتر" ومن الممكن أن تتحول إلى واقع


قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الثورة فى المملكة العربية السعودية ذو طابع خاص، فالنشطاء والمعارضة لا يجدون مساحة للحوار الحر إلا عبر مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة "تويتر" فى ظل القيود التى تضعها المملكة على حرية الرأي والتعبير وتجريم انتقاد ممارسات العائلة المالكة.
وأضافت الصحيفة أن السعودية لم تصنف كدولة من دول الربيع العربى، لأن ثورتها من نوع خاص، فنقد الأسرة المالكة محظور، ولا يجد القضاة والمحامون والنشطاء والمعارضة مساحة لانتقاد فساد الحكومة والإهمال الاجتماعى إلا عبر تغريدات "تويتر".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن "تويتر" يسمح للمعارضة داخل السعودية لمناقشة القضايا الحساسة والتعبير عن آرائهم بحرية وبشكل جماعى، حيث تنتشر عناوين "الهاشتاج" على صفحات السعوديين على "تويتر" وأبرزها "الفساد بالسعودية" و"السجناء السياسيين".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن العديد من المعارضين داخل المملكة العربية السعودية يمارسون حريتهم عبر "تويتر" مستخدمين أسمائهم الحقيقية، ويبلغ عدد مستخدمى "تويتر" من السعوديين حوالى 2,9 مليون مستخدم، وفقا لأحدث الدراسات والتى أكدت أن المملكة العربية أحد أسرع دول العالم نموا فى استخدام "تويتر".
ويقول فيصل عبد الله، محامى، 31 عاما: "تويتر مثل البرلمان بالنسبة لنا، حيث يضم جميع الأطراف والأطياف السياسية، ويسمح لنا التعبير عن آرائنا بحرية، وتبادل وجهات النظر".
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى جملة المنح التى طرحتها المملكة السعودية فى أعقاب انطلاق قطار الربيع العربى بالمنطقة، كنوع من تهدئة الرأى العام الداخلى، حيث انفقت الحكومة مليارات الدولارات على برامج الرعاية الاجتماعية لاخماد المعارضة الحقيقية، وفى الوقت نفسه تمارس القيود الصارمة على حرية التعبير والاحتجاج والتظاهر.
ونفت الصحيفة أن تكون دعوات التجديد والإصلاح داخل المملكة تنتمى جميعا للتيار الغربى الليبرالى، مشيرة إلى أن هناك عدد كبير من رجال الدين المعتدلين والمعارضين لممارسات الأسرة المالكة السعودية، كالشيخ محمد العريفي، ولديه أكثر من 2,7 مليون متابع على تويتر، ويعتبر أبرز مناصرى حقوق المرأة، بالرغم من انتمائه للعائلة المالكة السعودية.
وقال سلمان العودة، رجل دين سعودى معتدل، والذي سجن لعدة سنوات منذ عام 1990: "تويتر يكشف حالة الإحباط الكبير الذي يعانيه الشعب السعودى، وحجم الرفض للأوضاع الراهنة بالمملكة"، وأوضحت الصحيفة أن عدد اتباعه على صفحته بموقع "تويتر" يتجاوز 1,6 مليون سعودى.
وأضاف العودة أن هناك فجوة كبيرة بين الحكام والمحكومين داخل المملكة، ولا تدرى الحكومة المطالب الحقيقية لرعيتها، وهو ما وصفه بالأمر السيء".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق