خاص ـ
رغم أنها ليست مناسبة سياسية ورغم قدسية شعيرة الحج، إلا أن مفتى السعودية لم ينس
دوره كتابع للنظام السعودي ومغطي على ممارساته القمعية، حيث شن هجومًا في خطبة
عرفات ـ التي عادة ما تتطرق إلى مناسك الحج ووحدة المسلمين ـ ضد دعاة الدولة
المدنية.
وأمام آلاف
الحجاج على جبل عرفات اليوم الخميس، شن مفتى المملكة العربية السعودية الشيخ
"عبدالعزيز آل الشيخ"، هجومًا عنيفًا على المطالبين بدولة مدنية، مؤكدًا
أن الإسلام منهج حياة للبشرية تسير وفق أحكامه وتعليماته.
وندد
"آل الشيخ" خلال خطبة ألقاها في مسجد نمرة بدعوة بعض المسلمين إلى دولة
مدنية ديمقراطية غير مرتبطة بالشريعة الإسلامية "وتقر الكثير من المنكرات
وهذا بلا شك ينافى تعاليم الإسلام ويخالف الكتاب والسنة وأصول الشريعة".
هذا ويقف
اليوم الخميس أكثر من ثلاثة ملايين مسلم على جبل عرفات بمدينة مكة في المملكة
العربية السعودية وذلك لأداء الركن الأهم من الحج.
وقال آل
الشيخ إن "شرذمة من البشر تحاول الطعن في هذا الدين بحجج واهية وشعارات
زائفة، بدعوى الحرية بزعم أن الدين لا يصلح لهذه الحالات واعترضوا على القصاص
والحدود لأنها تنافى حقوق الإنسان، وأن الأمة الإسلامية إذا طبقت الشريعة انطوت عن
الأمم الراقية وتقوقعت".
وتابع آل
الشيخ "زعموا وسمحوا لأنفسهم بالطعن في الدين وتغيير نصوصه وزعموا أن هذا هو
الرقى، ولا شك أن هذه التهم باطلة والدعاوى اليائسة جزء من الحملات التي يشنها
أعداء الإسلام ضد هذه الأمة لتغييرها وإبعادها عن دينها وطمس هويتها وتغريب
مجتمعاتها".
جبل
عرفات
وأضاف
المفتي إنه واجب على حكام الشعوب الإسلامية أن يعملوا من أجل الحوار والتفاهم
وإرجاء المختلف إلى أحكام الشريعة ونبذ الخلاف وحقن الدماء وعدم استعمال
السلاح".
وتقدر
أعداد الحجاج هذا العام بنحو ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف حاج من المسلمين من دول
العالم المختلفة بانخفاض نسبته 4% عن العام الماضي، وهو ما يرجعه البعض إلى ارتفاع
تكلفة الحج عن الأعوام الماضية.
وبينما
يقف الحجاج بعرفة طيلة اليوم وحتى غياب الشمس لتأدية هذا الركن الذي لا يصح الحج
بدونه، ذكر كثيرون منهم من دول مختلفة أنهم يتضرعون إلى الله من أجل حقن دماء
إخوانهم في سوريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق